عُدنا وعادت
عندما كنت أسأل باعتباري من أبناء مدينة بورسعيد الباسلة لماذا يلاحظ أن البورسعيدية بصفة خاصة وأهل القناة بصفة عامة أكثر تعصبا من المحافظات الأخرى عند الحديث عن مدينتهم أو حتى في تشجيعهم لناديهم عند إقامة أي مباراة مع أي فريق آخر فيكون الرد بكل بساطة أن أي إنسان يُجبَر على الخروج من بيته رغما عنه حتى وإن كان بيته عبارة عن عشة من صفيح يزداد تمسكه بذلك البيت ويستميت من أجل الدفاع عنه ويزداد حبه وتمسكه به حتى وإن عرض عليه أفضل منه مئات المرات .. ولذلك نجد الشعوب التي تتعرض للحروب وتُجبَر على الخروج من بلدانها تعود أكثر انتماءً وتمسكا بأرضها .. والآن ونحن قد تم اغتصاب ثرواتنا وخيراتنا وذهبت إلى قلة من المنتفعين وأجبر المصريون على العيش في غربة داخل بلدهم ووطنهم وكأنهم يعيشون في ارض غير أرضهم وبيوت غير بيوتهم ويتعاملون مع أناس ليسوا منهم.. وبعد هذه الثورة العظيمة التي قادها الشباب المصري الواعي بإحساسه الصادق والبرئ الطاهر يحق لنا أن نقول إننا قد تحررنا وعدنا إلى مصرنا الغالية ولكننا عدنا أكثر تمسكا وإيمانا بها وأكثر انتماءً لترابها فكلنا الآن نعيش نشوة الاعتزاز بمصريتنا والافتخار بالانتماء لترابها.. فكم هو جميل أن يعود المصري إلى أرضه وبيته ووطنه بعد اغتصاب لمصريته وهويته بعد أن كاد يفقد الأمل في العودة ولكننا عدنا والحمد لله وعادت مصر إلينا
مدير مكتب الوفد في الكويت