رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

«سايكس بيكو» جديدة بقانون أمريكى


ما أشبه هذا العام بمثيله قبل 99 عاما مضت حين جرى التفاهم السرى بين بريطانيا وفرنسا على وثيقة لتقسيم المشرق العربى إلى دول وكيانات سياسية وتكشفت بنود الاتفاقية عام 1917 وحملت اسمى «سايكس.. و.. بيكو» وهما المندوبان الساميان البريطانى والفرنسى (وتكرست بموجبها وما نجم عنها من اتفاقات أخرى الحدود التى لا تزال قائمة حتى الآن).. وحصلت فيها فرنسا على «سوريا ولبنان والموصل من العراق.. وبريطانيا على بغداد والبصرة وجميع المناطق الواقعة بين الخليج وحدود المنطقة الفرنسية فى سوريا.. بينما وضعت فلسطين تحت إدارة دولية وفى 24 يونيو عام 1922 أقر مجلس منظمة عصبة الأمم آنذاك الأمم المتحدة حاليا» وثائق الانتداب البريطانى الفرنسى على تلك المناطق والتى تضمنت اتفاقيته 12 مادة كان آخرها أن تنظر الحكومتان فى الوسائل اللازمة لمراقبة جلب السلاح إلى الدول العربية.

ان ما سبق ذكره يقترب ويتشابه تماما مع ما تعيشه حاليا دول المنطقة العربية حيث تدور عجلة التاريخ إلى الوراء وتذكرنا بما جرى من أحداث فى نهاية عصر الدولة العثمانية وانهيارها وتقطيع أوصال دولها الاسلامية وهو ما ينبئ بحدوث ما يماثله من جديد بواسطة تحالف دولى تقوده أمريكا وبدأت تفعيل دوره فى غزو أفغانستان واحتلالها عام 2001 ثم العراق عام 2003 وبعدها اشعال الحرب الأهلية داخل «السودان» وتقسيمه إلى دولتين وتنتظر باقى أطرافه ذات المصير.. وقد تلا ذلك التخطيط والاعداد والمشاركة فى تنفيذ ما سمى بثورات الربيع العربى فى أرجاء المنطقة العربية والدفع بتنظيمات وجماعات وحركات متطرفة ودعمها لارتكاب عمليات قتل لأبناء الوطن وتدمير لممتلكاته ومقوماته وصولا لتمزيق ما تبقى من كيانات وتحويلها إلى «كانتونات» تسهل السيطرة عليها.
لقد تكشفت ملامح هذا المخطط فى ظهور «داعش» واستولت على مناطق متعددة فى  العراق فى ظل التواجد العسكرى الأمريكى حتى الآن, ثم امتد ذلك التنظيم إلى سوريا المجاورة ليصبح إلى جوار جبهة النصرة والجماعات المسلحة الأخرى التى ترتدى قناع الاسلام وتخفى وجهها الإرهابى وانتشرت عدوى التنظيم فى ليبيا وظهرت فى تونس وألمح بوجوده إلى جانب بيت المقدس فى سيناء المصرية ثم السعودية وغيرها وكان قبوله لبيعة «بوكو حرام» فى نيجيريا والتى دفعت حكومتها إلى مناشدة المجتمع الدولى مساعدتها فى التصدى

لهذه الجماعة الإرهابية الأمر الذى يعد علامة مخيفة فى التفافه واحاطته بالمنطقة العربية.. ورغم ما تواجهه مصر من أعمال إرهابية يرتكبها الاخوان والموالون لهم مع استمرار العمليات العسكرية للجيش والشرطة للقضاء على بؤر الارهابيين فى سيناء فقد شاركت مصر بعناصر من القوات الجوية والبحرية فى التحالف العربى لحماية الأمن القومى المصرى والعربى بمنطقة الخليج والبحر الأحمر وباب المندب ودعم الشرعية فى اليمن وقرر الرئيس عبد الفتاح السيسى إرسال تلك القوات خارج الحدود فى مهمة قتالية لمدة أربعين يوما وجرى تجديدها ثلاثة شهور أخرى فى إطار التزامات مصر الدولية ناهيك عما يجرى فى كل مناطق ليبيا من معارك واقتتال بين القوى المتصارعة للاستيلاء على الحكم فى دولة تربطها مع مصر حدود برية بطول ألف وخمسمائة كيلو متر.
وإزاء كل ما يحدث وغيره مما يوجب تعميق النظرة العربية الفاحصة سياسيا واجتماعيا وعسكريا فقد طفا على السطح دون مقدمات مشروع قانون للكونجرس الأمريكى يقضى بالتعامل مع قوات «البشمركة» بمناطق الأكراد والفصائل السنية المسلحة فى وسط العراق باعتبارهما بلدين منفصلين وتزويد كل منهما  بالمساعدات المباشرة مما أثار الغضب والرفض بين جهات سياسية ودينية واعتبرت النائبة العراقية «حنان الفتلاوى» أن هذا الأمر يعنى تطبيق المشروع السابق لنائب الرئيس الأمريكى «جون بايدن» لتقسيم العراق إلى دويلات.. ومايثير الغرابة والاستياء معا ذلك الصمت السياسى والدبلوماسى والإعلامى الذى يسود كل أرجاء المنطقة العربية ويوحى بالخوف والفزع لدى شعوبها على استمرار كياناتهم واستقلالهم وحرياتهم.