عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

عاصفة الحزم.. ورؤية السيسى

عاصفة الحزم التى هبت رياحها على اليمن تقودها المملكة العربية السعودية منذ السادس والعشرين من مارس الماضى.. كان لمشاركة مصر فيها اهميتها فى التعرف على طبيعة المعارك الدائرة بين القوى المتنازعة على السلطة داخل اليمن.. ويقف فى جانب منها تنظيم القاعدة وجماعة أنصار الإسلام الحوثية والقوات الموالية للرئيس السابق على عبد الله صالح فى مواجهة الموالين للرئيس الحالى عبد ربه منصور هادى وتحالف «عاصفة الحزم» المسماة بدعم الشرعية الدستورية.

لقد أبانت المشاركة المصرية حقيقة الأوضاع اليمنية والتدخلات التى حولت الصراع على السلطة الى ما يشبه الحرب الأهلية التى جرت خلال النصف الأول من عقد الستينات القرن الماضى فى اليمن أيضا وشاركت مصر فيها كذلك تحت مسمى دعم الشرعية الثورية الأمر الذى دفع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى حديثه مؤخرا أمام طلبة الكلية الحربية وأعضاء هيئة تدريسها الى التأكيد على أن الحل السياسى فى اليمن هو الأمثل خلال الوقت الراهن ..ولم تكن تلك الرؤية ـ فى اعتقادى الشخصى ـ وليدة ماكشفت عنه نتائج مشاركة مصر فى تلك العاصفة  بقوات جوية وبحرية فقط.. وإنما على ضوء مواقف الدول التى  طرحت أثناء انعقاد القمة العربية فى شرم الشيخ وما بعد انتهاء اعمالها وتحفظات البعض تجاه تشكيل قوة عسكرية موحدة وتجاه عاصفة الصحراء ذاتها مما جعل المشاركة فيهما أمرا اختياريا اظهارا لتباين الآراء والتوجهات وكان فى مقدمتها ما أبدته دولة قطر من تحفظها الكامل.. ومادعا اليه العراق من اعتماد سبل الحوار والتفاهم لفرض الحل.. بينما أكد لبنان على دعم الشرعية الدستورية فى أى بلد عربى باستخدام الحلول السلمية السياسية للأزمات والسير بموقف ينأى عن الاتجاه بأى خطوة لا تحظى بالاجماع والتوافق.. ودعت الجزائر إلى إدراج الحل التوافقى من خلال الحوار الشامل.. كما كانت دعوة الرئيس التونسى لاستئناف الحوار بين الأطراف اليمنية وفقا للمبادرة السعودية وآليتها التنفيذية.. وأعرب خالد بحاح نائب الرئيس اليمنى ـ الذى أدى اليمين الدستورية بعد تعيينه أمام الرئيس عبد ربه منصور هادى فى العاصمة السعودية الرياض ـ عن أمله فى تفادى شن حملة برية للتحالف العربى بسبب الأوضاع الانسانية الصعبة التى يعانيها شعب اليمن وتستدعى تدخلا إقليميا ودوليا عاجلا لمنع تفاقم الأزمة وتحولها الى كارثة محققة.. وجاءت ردود الأفعال الأجنبية متناقضة هى الأخرى حيث قدم مبعوث الأمم المتحدة «بن عمر» استقالته نظرا

لتعقيدات الوضع والصعوبات التى تواجهه واعتزم الأمين العام للمنظمة الدولية تعيين دبلوماسى موريتانى مبعوثا جديدا لليمن ..وقالت المتحدثة باسم الخارجية الإيرانية إن  الخيار العسكرى لن يكون حلا والحوار هو السبيل الوحيد لحل الأزمة.
وعلى جانب آخر وقبل بدء محادثاته مع القادة السعوديين وعلى رأسهم الملك سلمان بن عبدالعزيز فى الرياض قال وزير خارجية فرنسا «لوران فابيوس» جئنا لنعبر عن دعمنا خصوصا السياسى للسلطات السعودية لأن فرنسا تقف فى صف شركائها بالمنطقة لإعادة الاستقرار إلى اليمن.. كما أكد الرئيس التركى ورئيس الوزراء الباكستانى استعدادهما للرد بقوة على أى انتهاك لوحدة الأراضى السعودية وتكثيف الجهود الرامية لحل الأزمة بالطرق السلمية، بينما كان البرلمان الباكستانى قد قرر سابقا وبالإجماع عدم المشاركة فى تحالف «عاصفة الحزم».
ومن المفارقات الغريبة فى الصراع اليمنى وملابساته الداخلية والخارجية وعلى ضوء التحذيرات الدولية من تفاقم مشكلة اللاجئين وتدهور الأوضاع الانسانية فقد أمر الملك السعودى الذى تقود بلاده تحالف «عاصفة الحزم» بتخصيص 274 مليون دولار لأعمال الإغاثة الانسانية فى اليمن من خلال الأمم المتحدة.. وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكى تحدث هاتفيا مع العاهل السعودى حول تطورات اليمن واتفقا على ضرورة التوصل لحل سياسى من خلال التفاوض وكانت المفاجأة ذلك التحرك الدبلوماسى الجزائرى لاقناع السعودية بإعطاء الفرصة لاختبار مبادرة وزير خارجية إيران لوقف المعارك فى اليمن.. وهذه التصرفات والمواقف العربية والدولية وما احتوته من تناقضات هيأت للرئيس عبدالفتاح السيسى أن يطرح رؤيته بأن يكون الحل السياسى للصراع اليمنى هو الأمثل فى الوقت الراهن لأنه سوف يلقى القبول والتوافق.