الشيطان يعظ!!
لم أجد وصفا مناسب لرد الرئيس المخلوع على المحكمة فى جلستها الأخيرة قبل النطق بالحكم، وترديده لبيت الشعر المعروف، والمنسوب للشاعر العربى أبو فراس الحمداني "بلادي وإن جارت علىَّ عزيزة وأهلي وإن ضنوا عليا كرام" غير عنوان رائعة الأديب نجيب محفوظ
" الشيطان يعظ " فمبارك تناسى ما فعله بهذا البلد الأمين من تراجع مكانته إقليميا ودوليا، وضرب الفساد لكل مناحى الحياة المصرية، ونهب الثروات وتهريب المليارات أما عن أهل البلد فحدث ولا حرج فأصحاب الأمراض المزمنة بالملايين بسبب مافيا المبيدات المسرطنة والزمم الخربة من عصابات مبارك، وذاق المصريون فى عصره الأمرين بسبب حفنة من المحتكرين الذين سيطروا على كافة القطاعات وقسموها فيما بينهم تحت سمع وبصر المخلوع لعشرات السنين دون خوف من حساب، وعشرات الآلاف من المعتقلين زورا وعدوانا.
مبارك يحاول استعطاف القاضى على غرار ما فعل فى خطابه للمصريين عشية "موقعة الجمل " التى أسقطت ورقة التوت عن هذا النظام الغاشم، الذى مص دماء المصريين حتى أخر نقطة، وخرج علينا فى مسوح الراهب قائلا "أننى لم أكن أنتوى الترشح للرئاسة مرة ثانية " على الرغم أنه قالها وقت جبروته " سأظل متحملا المسئولية طالما فى الصدر قلب ينبض ونفس يتردد "، وبنفس الطريقة يخادع فى المحكمة للهروب من دماء الشهداء والمصابين فى حين أنها كانت الفرصة الأخيرة ليتحمل مسئوليته التى أقسم عليها عدة مرات عند تولى الحكم ثم فى استفتاءات مزورة "أم 99.9 فى المائة " بينما كشفت ثورة يناير غشه المتواصل على مدى ثلاثين عاما بخروج عدد يتراوح من ثمانية إلى عشرين مليون مطالبين برحيله، وليكتبوا النهاية العادلة لدولته الظالمة.
وحتى لو أفلت الطاغية من حكم القضاء هذه المرة نظرا لإخفاء
ولا يمكن أن أترك خطبة وزير التعذيب والتنكيل حبيب العادلى التى تبرأ فيها من قتل المتظاهرين مرددا قوله سبحانه وتعالى "يا أيها اللذين أمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين" مع إتحاف المحكمة عن بطولاته فى الوزارة، طيب مين يا حبة عين المخلوع مين اللى أمر بقتل الثوار، وأخذ قرار انسحاب الأمن من طول البلاد وعرضها، يا سلام على الوداعة يا شيطان الداخلية.. حسبنا الله ونعم الوكيل.