عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

دولة الإخوان

على مايبدو أن كل مراحل الإنتخابات ستؤدى لحيازة حزب الحرية والعدالة على الأغلبية البرلمانية لتكون اللبنة الرئيسية فى وصول الإخوان لحلم راودهم على مدى 83 عاما باعتلاء عرش مصر المحروسة لأن تصدر مرشحى الجماعة للسباق الإنتخابى فى الجولة الأولى منح باقى المرشحين فى الجولتين المقبلتين شحنة معنوية لا يستهان بها،

وسيدفع الكثير من الناخبين غير المسيسين إلى التصويت للجماعة سيرا على مهد "نظرية القطيع "، ورغبة فى الوقوف فى صفوف المنتصرين حتى لو بمجرد التصويت فقط دون حصد أى مكاسب، وهناك كتل تصويتية فى الريف المصرى تحديدا كانت قبل الإنتخابات ضد الإخوان والسلفيين معا خوفا من الدخول فى موجات التحريم وعلى رأسها تعاملات بنوك التنمية الزراعية التى أصبحت قدرا لا مفر منه لملايين الفلاحين، والتضييق على عادات الأفراح والجنازات وصولا إلى عودة شبح الحرب من جديد بالدخول فى مناورات كلامية مع الأمريكان أو العدو الإسرائيلى، ولكن سكرة الفوز الإخوانى السلفى غير المتوقع ـ خصوصا أن محافظات المرحلة الأولى بها أنصار أقل لهم بخلاف المقبلة ـ جعلت أغلب هذه الكتل الضخمة تضع أقدامها فى مراكب التيار الإسلامى وفى مقدمته الإخوان لحنكتهم فى التعامل، وسهولة خطابهم مع الناس مرددين "إحنا مالناش دعوة بالفاشلين" ويقصدون بالطبع القوى السياسية القديمة بما لها وما عليها.

وبنظرة للصورة الكاملة من الخارج بعد الجولة الإنتخابية الأولى نلمح أن المزاج المصرى يميل إلى تسليم السلطة للإخوان بحجة أن الصناديق نادت بهم بشفافية بعيدا عن أساليب التسويد والتزوير المعهودة سابقا، وأنه لا مانع من تجربة الحكم الإخوانى ولو لفترة أربع سنوات عسى أن يتحقق الرخاء المأمول، وبذلك سيعطى هؤلاء الناخبين أصواتهم لمرشح الرئاسة المرضى عنه إخوانيا فى يونيو المقبل لتكتمل هذه التجربة ليروا ما الإخوان فاعلون طالما أن قطار الإنتخابات ينتقل بسرعة شديدة من شعب لشورى إلى لجنة تأسيسة للدستور

فضلا عن أن حكومة الجنزورى غير إخوانية دون وجود فرصة للناس لتأمل أداء نواب الجماعة قبل التصويت للمرشح صاحب الهوى الإخوانى.

ولكن فى الوقت نفسه لا ينكر أحد أن المصريين فرادى وجماعات قلقين من دولة الإخوان حتى من يصوتون للحرية والعدالة خوفا من الدخول بالبلاد فى" حيطة سد " من خلال تقديم مبدأ المغالبة على المشاركة بين كافة الفصائل السياسية فى الوطن لإعادة إنتاج حزب وطنى جديد بنكهة إخوانية، وضرب الوحدة الوطنية بالتعامل مع إخوة الوطن والمصير ـ الأقباط ـ على أنهم أقلية أو ذميون وتريد عبارة " لهم ما لنا وعليهم ما علينا" بعيدا عن ممارسات على أرض الواقع لإجتثاث مخاوف الكثيرين مسلمين قبل المسيحيين، وتحريم السياحة رغم ما تدره من 12.5 مليار دولار، وتوفيرها لنحو 800 ألف فرصة عمل سنويا، وإشعال المنطقة بحرب كلامية تورط البلاد والعباد فى حرب جديدة فى حين نحتاج لكل دقيقة لبناء دولة قوية اقتصاديا وسياسيا وعلميا ..الكرة الآن فى ملعب الإخوان لتهدئة القلوب الوجلة والنفوس الحيارى وإلا ستتحول دفة التصويت فى المرات المقبلة بعيدا عنهم، ولن يستعيدوها إلا بشق الأنفس فهل يعضون على الفرصة السانحة بالنواجذ أم يعضون الأنامل من الغيظ بعد فوات الآوان؟.

[email protected]