رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

المواجهة.. سرية

فى عز لحظات الحماس والتفاعل مع المحاكمة التاريخية ، ومع انطلاق أهم الجلسات، وقبل اللحظة الحاسمة التى ينتظرها جموع الشعب ليشهد المواجهة الكبرى المحتملة بين مبارك والمشير .. فجأة.. سمع الشعب صافرة طويلة تطالبهم بالخروج من الحديقة والاكتفاء برؤية الأسد الجريح داخل القفص!!..

اعتقدت وقتها أنها صافرة الأمان للتنبيه على الشعب من خطر وجود ابن هذا المفترس طليقاً خارج القفص يتجول أمام الحديقة – أقصد المحكمة-، خاصة وانا أرى ردود الأفعال الحماسية من رواد قاعة المحكمة وعلى رأسهم محامو الشهداء الذين حولوا عراكهم وقت البحث عن حقوق اصحاب الثورة لتصفيق حار وأحضان ساخنة تهليلاً لقرار المحكمة بوقف البث التليفزيونى لوقائع جلسات المحاكمة حتى صدور الحكم ، حفاظا على الصالح العام!!.

صالح من ؟.. أليس الصالح العام هو صالح الشعب، وأليس الشعب هو من طالب بالمحاكمات العلنية.. إذن الصالح ليس عاماً، والقرار تفوح منه رائحة سياسية أو بالأحرى عسكرية، فلغة السياسة اصبحت حوار الطرشان منذ اندلاع الثورة.. وقبل ان أواجه بسيل من الاتهامات بأنى اروج لنظرية المؤامرة دعونى اسألكم ، ماذا حدث خلال وقائع الجلستين الماضيتين، اشك اننى سأجد اجابة من احد غير انها شهدت ظهور مبارك وجمال وعلاء والعادلى داخل القفص، وان كانت هناك اجابة اخرى ستكون : «كفاية نشوفهم جوه القفص».. وهنا مربط الفرس!!، فدائماً يتعامل النظام مع شعبه

على أنه يرضى بالقليل، وينبهر بما يراه على الشاشه فقط!! 

وهكذا.. انتهت المسرحية، اسدل الستار قبل مشاهدة الفصل الأخير، بل وقبل ظهور البطل الحقيقى على خشبة المسرح، والبطل هنا هو المشير الذى بكلمة منه قد تحسم تلك القضية ويصدر الحكم فى حق مبارك وأعوانه، فما فائدة ان يتواجد الجمهور داخل قاعة العرض فقط ليتلقى تحية ابطال المسرحية، ثم يجلس ليكتفى بمجرد محاولات استماع ما يدور وراء الستار داخل الكواليس، لماذا تعود السرية فى هذا التوقيت بالذات، من حق الشعب ان يكون شاهداً على تلك المواجهة المهمة، حتى يتأكد من الرواية العظيمة التى سطرها المجلس العسكرى ويشاهد تجسيداً لها، تلك الرواية التى صنعت فكراً جديداً ما بين الشر والخير ، ما بين السفاح الخائن الملقى داخل القفص، وبين المنقذ الأمين للثورة!!

** تذكروا جيداً تاريخ الجلسة الثانية لمحاكمة القرن .. لأنها آخر مرة سنرى فيها مبارك!!