رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

اختطاف الثورة!!

هل تم اختطاف الثورة المصرية؟!.. وهل ما يحدث الآن من انقسام واضح بين التيارات السياسية يهدد بفشل الثورة؟!.. وهل الفوضي الاعلامية والامنية، هي فوضي ممنهجة تهدف الي التعجيل بعودة حكم الفرد الواحد تحت مزاعم حماية الوطن ومصالح مصر العليا؟!..

 

أسئلة كثيرة باتت تلح علي أذهان الجميع، وتفرض نفسها علي موائد الحوار بين العامة قبل الخاصة، في ظل حالة الشتات السياسي المصري، ومحاولة قوي الاسلام السياسي فرض نفسها علي المسرح السياسي، واقصاء كل من يخالف رأيها وتوجهاتها الي حد استخدام لغة التهديد والوعيد والرد من خلال الشارع.. أي إحداث فوضي!

من الواضح أن الثورة المصرية قد اختطفت بالفعل.. بدليل أن رواد هذه الثورة من شباب مصر المثقف الذي اعد لها علي الفيس بوك بعيداً عن اي تيارات دينية أو سياسية حزبية، وقادها بالفعل بعد ظهر الثلاثاء 25 يناير، لم يعد لهم وجود فاعل علي ارض الواقع.. وغالبية الوجوه والاصوات الصاخبة الان ليس لها علاقة بشباب 25 يناير الذين شرفت بمشاركاتهم منذ اللحظة الاولي دون سابق اعداد.. حيث فوجئت بهتافات مدوية في شارع التحرير بالدقي بالقرب من مقر الوفد، وجذبني هتافهم الموحد ـ يا أهالينا انضموا لينا ـ وسرت وسطهم اتفحص الوجوه والنظام الدقيق، وبهرتني ثقافتهم ونظامهم وأناقتهم، وشعرت أنني أشارك في مظاهرة باوروبا حتي وصلنا الي ميدان الجلاء لأعود الي الواقع المصري حيث ارتال قوات الامن المركزي وحالة استنفار أمني شديد لمنع المتظاهرين للتوجه لميدن التحرير، وتحول الهتاف الي ـ سلمية سلمية ـ ولم يفلح في وقف القنابل المسيلة للدموع التي انهالت علينا كالمطر.. الا انها لم تفلح في قطع الطريق الي التحرير والذي تحول في ساعات قليلة الي كتلة بشرية من نفس الوجوه الشابة المتحضرة التي لاقت كل ألوان العنف واستشهد منها الكثيرون.

اذن الثورة قد اختطفت الآن من الشباب المصري، وباتت بين ايدي فصائل اخري ليس لها علاقة بأفكار وتوجهات عامة المصريين الذين ايدوا الشباب وساندوهم بهدف ازاحة النظام الفاسد والتحول الي نظام ديمقراطي ينهي الفساد والاحتكار السياسي والمالي وينقل مصر الي الحداثة.. ولم يخطر ببال أحد من الشهداء والمصابين والمعتصمين في ذلك الوقت، ان هناك من سيسطو علي ثورتهم ويستخدمها لأجندات واهداف وايدولوجيات خاصة.. وكل ما كان يدور في اذهان الجميع، كيف ستصبح مصر بعد نجاح الثورة؟ وكم من الوقت نحتاج لتغيير مصر

وعودة الرخاء والانتقال الي مصاف الدول الحديثة مثل تركيا وماليزيا.. ولم يخطر ببال أحد أن هناك من يستلهم النموذج الافغانستاني والايراني والسوداني وأن هذا الفكر والتوجه ما هو إلا ضرب للثورة في مقتل!!

الملفت أيضاً للنظر بعد مرور 8 أشهر، ويضع كثير من علامات الاستفهام هو موقف وتوجه مؤسستين هامتين في هذا التوقيت الحرج وهما الأمن والاعلام، لدرجة أن كليهما تدور حوله الشبهات بعد ان تلاحظ ان عملية الانفلات الامني مستمرة، وتزداد عمليات البلطجة، وكثير منها يقع تحت اعين اجهزة الأمن التي لا تتحرك إلا بعد صدور تعليمات فوقية.. أما دور الاعلام المصري فلم يقف عند حد السلبية واشاعة اليأس والاحباط في المجتمع.. بل وصل الي حد النفاق والتضليل في كثير من المواقف الخطيرة، استمراراً لنفس السياسة القديمة في ممالأة السلطة.. أو خوفاً من بعض التيارات.. أو بحثاً عن ربح ومكاسب مادية علي جثث المصريين.. وكلنا يعلم أن كثيرين من القائمين علي المؤسسات الاعلامية هي نفس الوجوه الفاسدة والمأجورة والمستفيدة من النظام السابق، وغيرت وجوهها وجلودها بسرعة البرق تمشياً مع المرحلة الجديدة، واستمراراً في تضليل وتوجيه المجتمع طبقاً لمصالحهم.

باختصار.. كل ما يحدث علي الساحة المصرية من انتهازية سياسية واعلامية يثير الشك والريبة ويجعلنا نظن ـ وليس كل الظن اثم ـ ان هناك سيناريو يعد لبعض القوي السياسية ووسائل الاعلام التي كانت تجيد لعب نفس الدور مع النظام السابق بهدف تفريغ الثورة من اهدافها الحقيقية وتخويف الشعب المصري.. حتي نصل في النهاية إلي طريق حكم الفرد الواحد ولكن بديكور جديد.