عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الدين والمال والسياسة

عندما يختلط الدين بالسياسة.. يفسد الدين ويتلوث، لأن السياسة متغيرة ومتلونة وملتوية.. أما الدين فهو ثابت وأقدس وأسمى من التغير والتلون، حتى لو تغير وتلون بعض ما يدعون أنهم علماء أو حُماة الدين.. أما اختلاط المال بالسياسة، فالنتيجة فساد كليهما، وكل التجارب السابقة سواء داخل مصر أو خارجها تؤكد أن دخول رجال المال معترك السياسة قد تأثروا فى قراراتهم وتوجهاتهم بسبب أموالهم وأعمالهم الخاصة، وكثير من السياسيين قد طوعوا السياسة لخدمة مصالحهم، وأبرز مثال على ذلك كان أحمد عز الذى تحول إلى ملياردير فى أقل من عشر سنوات.

> اختلاط المال بالسياسة كان أحد أهم العوامل التى فجرت ثورة يناير، بعد أن استشعر الجميع أن الفساد استشرى فى مصر على كل المستويات على يد حفنة من السياسيين الذين احتكروا السلطة لسنوات طويلة، وأصبحوا يتصرفون فى مصر كما يتصرف الملاك فى أملاكهم الخاصة، لذلك جاء شعار الثورة «عيش ــ حرية ــ عدالة اجتماعية» فى دلالة واضحة على رفض كل السياسات التى مارسها النظام السابق وقيادات الحزب الوطنى المنحل فى احتكار السلطة والمال بصور وأشكال متعددة.
بعد ثورة يناير جاء نظام جديد فى مصر تحت عباءة الدين، وخلط الدين بالسياسة فى صور وأشكال متعددة، بدءاً من استخدام الشعارات الدينية فى كل تحركاتهم وتوجهاتهم، مروراً باستخدام المساجد ودور العبادة وتحويلها إلى أماكن للدعاية الانتخابية سواء فى الانتخابات البرلمانية أو الرئاسية، والتكفير والهجوم على منافسيهم، وانتهاءً باستخدام عدد من الشيوخ ورجال الدين وبعض الفضائيات كوسائل لتوجيه الرأى العام بهدف الوصول إلى السلطة والقبض عليها!!
> هذه التجربة القصيرة كشفت للأمى قبل المثقف والمتعلم أن الدين أكبر وأعظم وأقدس من كل المتاجرين به، وأن الدين أسمى وأرفع من الزج به فى السياسة، وأن الدين ليس حكراً على فئة أو جماعة حتى لو استخدمت بعض مظاهره.. هذه التجربة أسقطت أقنعة كثيرة كانت تستخدم الدين سنوات طويلة، واسترزقت من ورائه بالآلاف والملايين، والبعض استخدمه كواجهة اجتماعية أو مركز أدبى، والأخطر أن البعض وصل به الغرور بعد القفز على السلطة إلى الاعتقاد أنه مفوض من الله عز وجل ليفعل ما يشاء

إلى حد الاعتقاد أن محمد مرسى فوق الأخطاء وفوق كل البشر كما ادعى أحدهم على منصة رابعة العدوية أن الرسول عليه الصلاة والسلام قد فضل «مرسى» عليه ليؤم المصلين!! وذهب مرشدهم لأبعد من ذلك، عندما قال إن هدم الكعبة المشرفة أهون عند الله من عزل مرسى، ورأينا أقوالاً هستيرية كثيرة لصفوت حجازى والبلتاجى وغيرهما لا علاقة لها بالدين!!
> أما ما يستحق أن نقف عنده فهو كلام الرجل الذى شارف على التسعين من عمره، ويدعى يوسف القرضاوى الذى طالب بتدخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وكل دول العالم فى الشأن المصرى لإعادة «مرسى».. هذا الرجل الذى يعف لسانى عن نعته بأية أوصاف لسنه فقط قد تجاوز كل الحدود والخطوط ليس فقط لجنسيته القطرية أو الأموال التى يغدقونها عليه، ولكن لأنه فقد البصر والبصيرة ولم ير إلا قتلى شارع النصر ممن يحملون الآلى والخرطوش وشتى ألوان السلاح.. ولم ير عشرات الملايين التى لفظت مرسى وجماعته، ولم ير كل الجرائم سواء القتل أو التعذيب أو رمى الشباب من أعلى العمارات وهى بالمئات، وزاد على ذلك بالهجوم على الإمام الأكبر شيخ الأزهر وعلماء الأزهر، الذى تعلم وتتلمذ على أيديهم.. هذا الرجل فى حاجة إلى وقفة حاسمة طبقاً للقانون قبل أن يفتك به المصريون بعد أن تحول إلى صوت داعٍ وداعم للإرهاب والتدخل فى الشأن المصرى وتحويل البلاد إلى صومال وأفغانستان جديدين.