رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

العبث يهدد مصر!!

حالة من الإحباط أصبحت تسيطر على شريحة كبيرة من أبناء هذا الشعب، بسبب استمرار أحوال البلاد على ما كانت عليه قبل الثورة، وربما زادت إلى الأسوأ فى مجالات مثل الطاقة وزيادة الأسعار وركود الحالة الاقتصادية، واستمرار الفساد والبيروقراطية فى كثير من المؤسسات وأجهزة الدولة التى توقع المصريون انتهاءها مع سقوط النظام السابق.

هذا الشعور بالإحباط ناتج عن إسراف كثير من القوى السياسية، ومرشحى رئاسة الجمهورية فى الوعود والآمال التى طرحوها على الشعب المصرى من خلال برامجهم المكتوبة والمسموعة والمرئية إلى درجة أن كثيراً من المصريين كانوا ينتظرون انتهاء انتخابات الرئاسة واختيار رئيس جديد بفارغ الصبر حتى يعم الاستقرار والخير أرجاء البلاد.. كما انتظر الأغلبية مرور المائة يوم الأولى للدكتور محمد مرسى حتى تنتهى من حياتهم مشاكل المرور والقمامة وأزمة الطاقة وغيرها من المشاكل التى قطع الرئيس بإنهائها فى المائة يوم الأولى، ولم يتحقق منها إلا القليل.. كما فوجئ كثير من أصحاب المشاكل بأن مشاكلهم مازالت معلقة، وأن الفساد مازال كما هو رغم وجود حكومة جديدة!!
هذه المشاكل وغيرها دفعت بعض القوى السياسية للخروج يوم الجمعة الماضى فى تظاهرات تحت مسمى - جمعة الحساب - ومن الطبيعى أن كل قوة من هذه القوى لها أهداف وحسابات سياسية خاصة وقضايا ذات أولوية مثل الدستور الجديد وغيرها، ووجدت أن هذا اليوم فرصة للتعبير عن رأيها.. إلا أن هذا الخروج لم يلق قبول جماعة الإخوان ومؤيدى الرئيس مرسى وحدث صدام بين الأطراف ترك عدداً كبيراً من المصابين، وترك ما هو أسوأ من ذلك عندما تحول ميدان التحرير رمز الثورة إلى ساحة للتراشق بصورة تكشف عن تدنى ثقافة الشعب المصرى أمام العالم الخارجى.
من الطبيعى أن يكون لأى نظام حاكم مؤيدون ومعارضون.. ومن الطبيعى أيضاً أن يكون فى هذا الوقت تحديداً معارضة قوية للنظام الحاكم والرئيس باعتبار أنه أول رئيس منتخب من الشعب بصورة حقيقية، ومن حق الشعب أن يحاسبه على وعوده سواء فى المائة يوم، أو مشروع النهضة الذى طرحته جماعة الإخوان المسلمين ومرشحها، وبخاصة أننا مازلنا فى

أعقاب ثورة نادت بمطالب محددة لم يتحقق معظم مطالبها.. وبالتالى لا يمكن لأى نظام جاء نتاج هذه الثورة أن يقف فى وجه المتظاهرين، ومنعهم عن التعبير عن آرائهم، لأننا نصبح بذلك أمام نظام فاشى لا يؤمن إلا بنفسه ولا يعترف بالآخرين، وهذا ما وقع فيه مؤيدو الرئيس مرسى ومن دفعهم إلى ذلك وأدى إلى خصم كثير من رصيدهم الشعبى.
الأمر الثانى.. أن هذا الشعب الذى خرج فى مواجهة نظام حديدى كان يستخدم كل الوسائل فى أعمال القمع، لا يمكن أن يخنع أمام أى نظام جديد مهما بلغ من قوة، وأى وسيلة من وسائل القمع المادى أو المعنوى لن تأتى إلا بنتائج عكسية.. وإذا كان هناك حقاً نية صادقة لإنقاذ هذه الأمة، فلا بديل عن التوافق والتكاتف بعيداً عن سياسة الإقصاء والتهميش، لأن الجميع على ثقة بأن أى فصيل من الفضائل الموجودة على الساحة لا تستطيع تحمل المسئولية ومواجهة الوضع المتردى.
باختصار.. عملية التجريف وسياسة الإقصاء والتهميش التى اتبعها النظام السابق على كل المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية خلفت كيانات ضعيفة.. والمؤسف أن هذه الكيانات مازالت تعانى من تأثير ثقافة النظام السابق، وهرولت بعد الثورة تبحث عن الغنائم، وبعض المكاسب الضيقة لدرجة أن معظم هذه الكيانات أصبحت ملفوظة فى الشارع، وكثيرين من أبناء هذا الشعب المخلصين يبحثون عن قيادة تخلصهم من هذا العبث الذى تشهده مصر.