رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حان وقت التطهير

- المشوار مازال طويلا.. وتحقيق الحلم وبلوغ الأمل يحتاج الي مزيد من الجهد والحكمة والصبر.. صحيح أن مفاجأة 25 يناير أفقدت النظام اتزانه، وطرحت بعض رؤوسه أرضا.. إلا أن أهداف الثورة أكبر وأعمق من مجرد إزاحة بعض رموز النظام واستبدالهم بوجوه جديدة.. الثورة كانت ومازالت واضحة الأهداف والمعالم يأتي علي رأسها الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ومواجهة وبتر الفساد الذي استشري بصورة أزكمت الأنوف، وكلها أهداف نعلم جميعا أنها لن تتحقق في يوم وليلة وتحتاج الي بعض الوقت إلا أن بعض الاختلافات والمؤشرات تثير حالة من التوجس لدي كثير من أبناء الشعب خاصة فيما يتعلق بمواجهة الفساد والمفسدين الذين جثموا علي صدور المصريين وعلي مصادر السلطة والثروة لسنوات وعقود طويلة وكانوا سببا في إفساد الحياة السياسية في مصر وهو أخطر أنواع الفساد لأنه يؤدي الي الفساد العام بالمجتمع علي شتي المستويات.. هؤلاء الفاسدون مازالوا طلقاء أحرارا حتي كتابة هذه السطور والأخطر أن أصابعهم عادت للعب من جديد وتحريك البعض بهدف إحداث فوضي عامة في المجتمع، ومن اللافت للانتباه تفجر المطالب الفئوية في آن واحد بهدف إلهاء المجلس العسكري وحكومة تسيير الأعمال في هذه المشاكل، حتي لاتتفرغ لتحقيق أهداف الثورة الحقيقية ومواجهة المفسدين.

- صحيح أن هناك ظلما شديدا وقع علي معظم شرائح المجتمع، خاصة الطبقة العاملة في قطاعات الدولة وتحتاج إلي إعادة نظر.. وصحيح أيضاًأن معظم المطالب الفئوية مشروعة.. إلا أن تحريكها بشكل منظم في هذا التوقيت يثير كثيرا من علامات الاستفهام، والأخطر أنه يثير المخاوف علي ثورة الشعب الحقيقية، وتفريغها من مضمونها وأهدافها الجوهرية، وإحداث فتنة بين شرائح الشعب وتحويله إلي فرق وشيع تعمل في جزر منعزلة من خلال مطالب ومصالح ضيقة لن تؤدي إلي مزيد من التشتت.. وعلي كل أبناء الوطن أن يعوا جيداً أن قوتهم في وحدتهم، كما كانت في 25 يناير وما بعدها جمعة الغضب والصمود.. وإذا علا شعار »نفسي نفسي« فلن يؤدي إلا إلي التفتت والعودة إلي الخلف وعصر القبضة الحديدية والتهديد.. علينا أن نعود إلي الهدف الأسمي الذي يحقق طموح

ورغبات الجميع وينقل مصر من عصر الجمود والتخلف إلي عصر التقدم والنمو، وهذا لن يتأتي إلا بتحقيق الديمقراطية والشفافية الكاملة.

- علينا أن نحدد الهدف بدقة ونلتف جميعاً حوله حتي نستكمل المشوار الطويل، خاصة أننا مازلنا في بداية الطريق.. ولتكن المرحلة الحالية هي مرحلة التطهير ومواجهة كل الفاسدين وتحديد أسمائهم في شتي المواقع والأماكن وملاحقتهم جنائيا وإعلاميا حتي يتم اجتثاثهم من جسد المجتمع، وهوهدف حيوي ويشكل نقلة وخطوة الي الأمام.. وبل ويعد إحدي وسائل نجاح الثورة واستكمالها خاصة أن الفساد يضرب بجذوره في أعماق كثير من المؤسسات المهمة التيتؤثر في صنع القرار، وفي توجيه الرأي العام.. هناك شخصيات كثيرة من النظام السابق مازالت تلعب وتحاول الهروب من جرائمها، ولعل أهم ما يلفت الانتباه الآن أن معظم وسائل الإعلام أصبحت تطرح سؤالا مهما يشغل عموم المصريين، وهو: لماذا لم تفتح ملفات باقي رموز النظام السياسية مثل صفوت الشريف وزكريا عزمي وفتحي سرور وغيرهم من قيادات بعض الأجهزة الذين تحكموا في الحياة في مصر.. ولماذا يتم تجاهل ملفات رجال الأعمال الذين ظهروا فجأة وأصبحوا من أصحاب المليارات في سنوات قليلة بسبب علاقاتهم برموز النظام البائد.

- باختصار.. تطهير مصر من الفاسدين واللصوص في هذه المرحلة واجب وطني وفرض عين علي كل مصري شريف، وخطوة في طريق تحقيق العدالة الاجتماعية واستعادة تملك الوطن حتي تصبح مصر لكل المصريين.