رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القرية المنتجة.. تبدأ من هنا

أعتقد أن تحول مصر من دولة منتجة إلي دولة مستهلكة بدأ بتحول القرية  المصرية من قرية تنتج ما تأكل ـ هي وكل مصرـ إلي قرية تشتري ما تأكل من غيرها.
وزمان ـ وهذا الزمان حتي حوالي نصف قرن فقط ـ كانت القرية تنتج كل شيء. ليس فقط ما تزرع.. ولكن الخبز والجبن والبيض والطيور والخضر والفواكه. والفطير والحمام واللحوم والسمن والزبد. وكل شيء تقريباً.. وبدأت الكارثة عندما ترك الفلاح ـ كل ذلك ـ ليستورد كل ما يأكل..

< ومشروع="" الرئيس="" السيسي="" بتوزيع="" 10="" آلاف="" رأس="" ماشية="" علي="" الأسر="" الأكثر="" احتياجا="" بالقري="" هو="" محاولة="" جادة="" لإعادة="" القرية="" إلي="" دورها="" الطبيعي="" القديم..="" والبداية="" هنا="" بدأت="" من="" ساعات="" في="" محافظة ="" الفيوم..ربما="" بحكم="" أن="" الفيوم="" كانت="" من="" أقرب="" المحافظات="" إلي="" العاصمة="" عندما="" كانت="" ترسل="" إنتاجها="" من="" كل="" شىء..="" ووقتها="" كانت="" الفلاحة="" تربي="" البط="" والدواجن ="" والإوز..="" وتبيعها،="" وتبيع="" أيضاً="" البيض،="" وكذلك="" منتجات="" الجبن="" والزبد="" في="" سوق="" القرية،="" حتي ="" العيش="" الفلاحي..="" وتقوم="" عليها="" عملية="" انتاج ="" دوارة،="" تستمر="" في="" الصيف="">
< وهذا="" المشروع="" يعيد="" القرية="" إلي="" دورها="" الطبيعي="" ليس="" فقط="" لتوفير="" اللحوم="" التي ="" اشتعلت="" أسعارها="" وأصبحنا="" نستورد="" اللحوم="" من="" الهند="" شرقاً="" إلي="" البرازيل="" غرباً..="" وإثيوبيا ="" والسودان="" والصومال="" جنوبا.="" ومن="" ليبيا="" وتشاد="">
ولست هنا أتساءل عن مصار تمويل هذا المشروع الذي يراه البعض بسيطاً.. وأراه عملاقاً. سواء كانت من تمويل صندوق تحيا مصر.. أو مساهمة من القوات المسلحة، أو حتي من أفعال الخير.. ولكنني أتمني كل النجاح له. بشرط أن تواصل الجهة المانحة متابعة هذه الفكرة ورعايتها وتنميتها.. لأن نجاحها يعني زيادة دخل  الأسرة.. سواء من بيع «البانها ـ بشرط ايجاد نظام لتجميع الألبان ـ أو تحويل الألبان إلي منتجات جبن وزبد وغيرها.. أو بتكوين جمعيات تقوم بذلك إلي أن تكبر المواشي وتصل إلي سن الذبح.. ومتابعة استبدالها بماشية أخري.. منتجة أيضاً..
< والمشروع="" ليس="" مجرد="" إحياء="" لمشروع="" البتلو="" الذي="" أجهضه="" كبار="" المربين="" ومافيا="" مستوردي="" اللحوم..="" ولكنه="" احياء="" لدور="" تاريخي="" للقرية="" ويستهدف="" أيضاً="" الحد="" من="" هجرة="" أهل="" الريف="" إلي="" أقرب="" مدينة..="" وبالتالي="" يحل="" مشاكل="" نشأة="" المناطق="" العشوائية="" ويوفر="" فرص="" عمل="" تزداد="" مع="" نمو="" المشروع="" وتزايد="" عدد="" المنتفعين="" به..="" بشرط="" ألا="" يتحمل="" المنتفع="" أي="" أعباء="" مقابل="" الاشراف="" الاداري="" عليه..="" حتي="" لا="" ينتفي="" الهدف="" السامي="" الذي="" نستهدفه="" كلنا="" من="">
وياسلام لو كانت بجواره عملية توفير العلف الأخضر  أو الجاف للمنتفعين. بتوزيع العلف بأسعار التكلفة مع تكلفة النقل والرعاية  الطبية للماشية وأيضاً للمنتفعين كذلك.. أي رعاية بيطرية للمواشي.. ورعاية صحية للأسرة..
< ويجب="" ألا="" نستهين="" ببساطة="" هذه="" الفكرة="" وأنها="" مجرد="" بقرة="" للأسرة..="" إذ="" كل="" المشروعات="" العظيمة="" تبدأ="" بفكرة="" صغيرة..="" خصوصاً="" إذا="" كانت="" المرحلة="" الثانية="" هي="" لتسهيل="" حصول="" الأسرة="" المنتفعة="" علي="" «جاموسة="" عشر»="" بعد="" شهور="" التسمين="" للبقرة="" الأولي..="" حتي="" تحدث="" عمليات="" التوالد="" والتكاثر="" وأن="" يتواجد="" من="" يشتري="" البقرة="" الأولي="" بعد="" تمام="" تربيتها="" ـ="" وبالسعر="" العادل="" حتي="" لا="" يستولي="" التجار="" علي="" الخير="" له..="" ولا="" تحصل="" الأسرة="" إلا="" علي="" أقل="" القليل="" لتصبح="" العملية="" «مجرد="" تربية»="" عجل="" وتقديمه="">
وهنا يجب تصعيد الفكرة.. ماذا لو قدمنا ـ مع البقرة الأولي ـ اثنين من الأغنام،  والماعز،  «ذكر ونتاية»، ترعي وتعيش مع البقرة الأولي.. وأيضاً علي أربعة دواجن.. ثم مثلها من البط حتي تتعاظم العملية ويزداد دخل الأسرة من ناتج بيع البيض والكتاكيت والطيور نفسها كل دورة لتتحول الفكرة إلي «دورة انتاجية متكاملة»  داخل الأسرة.. مع ترك حصة من التربية للأسرة لطعامها هي نفسها، فهذا حقها وليس تطبيقا لفكرة «طباخ السم يدوقه»!!
< وعلينا="" أن="" نشجع="" الفكرة..="" وعمل="" أسواق="" لبيع="" منتجاتها="" أولاً="" بأول="" ليصبح="" للأسرة ="" دخلها="" الإضافي..="" ويتوفر="" للباقي="" ما="" يأكلون="" من="" ناتج="" عمل="" هذه="" الأسر..="" أو="" هذه="">
هنا ننجح في إعادة  الريف إلي قري منتجة.. تطبيقاً للمثل الصيني.. القائل «أعطني سنارة وعلمني الصيد» بدلاً من أن تقدم لي مساعدة مالية..
< تلك="" بداية="" لإنعاش="" الريف..="" وحل="" لكثير="" من="">