عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصحح لغة.. للمذيعين!



يؤلمنى تدنى مستوى نطق معظم المذيعين والمذيعات.. بل وكثير من القضاة والمستشارين، والمحامين.. وهذا سببه بالطبع انهيار التعليم فى بلادنا وعدم احترام اللغة القومية كما يجب، حتى من قبل أن تتحكم فينا أسلحة القراءة الحديثة من آلة كاتبة إلى كمبيوتر!!.

< وقضية="" «نطق»="" اللغة="" العربية="" تبدأ="" من="" اختفاء="" حصص="" القراءة="" فى="" مدارسنا="" وكانت="" من="" أهم="" الحصص،="" أيامنا..="" وكذلك="" اختفاء="" ملكات="" تلاوة="" الشعر="" فى="" الحصص،="" وفى="" المهرجانات="" والمؤتمرات..="" عندما ="" كانت="" الكتب="" التعليمية="" تتضمن="" الكثير="" من="" «المعلقات="" السبع»="" لأشهر="" شعراء="" العربية="" قبل="" الإسلام="" وفى="" صدر="" الإسلام..="" لأن="" هذه="" وتلك="" كانت="" تعالج="" أخطاء="" النطق="" عندنا،="" ليس="" فقط="" بسبب="" عدم="" اتقان="" قواعد="" النحو="" والصرف..="" ولكنها="" كانت="" تنبع="" من="" إحساسنا="" باللغة="" وتفهمنا="" جمالياتها،="" حتى="" وإن="" لم="" نعرف="" كما="" يجب="" ـ="" هذه="">
< أى="" أن="" المذيع="" هو="" ابن="" المدرسة="" فى="" المقام="" الأول="" ـ="" وابن="" الاستعداد="" بعد="" ذلك،="" ثم="" الرقابة="" والمتابعة،="" والاهتمام="" بحصص="">
وحتى لو انخفض مستوى تعليم «العربية» فى مدارسنا.. فقد كانت حصص «الإنشاء» من أهم الحصص لتنمية عشق الكتابة والقراءة فى جيلنا.
ورغم وجود ذلك الاهتمام ـ زمان ـ إلا أنه كانت هناك لجان لمراجعة النصوص سواء للأغانى أو للخطب وكان يرأسها عظماء اللغة. وبجانب ذلك كان هناك هذا المعهد العريق لتدريب المذيعين ليصحح النطق، وللهروب ما أمكن، من حروف معينة تحدث خللاً فى الميكروفون، مثل حرف السين، وأتذكر هنا تلك الدروس التى كان يلقيها علينا عبدالحميد الحديدى رئيس الإذاعة، فيما بعد ونحن طلبة بقسم الصحافة فى منتصف الخمسينيات.
< المهم="" أن="" مذيع="" اليوم،="" لا="" يقرأ="" النشرة="" إلا="" لحظة="" جلوسه="" أمام="" الميكروفون="" بينما="" كان="" المذيع="" فى="" السابق="" يلزم="" بقراءتها="" قبل="" أن="" يخرج="" للناس="" على="" الهواء..="" ولذلك="" يقع="" معظم="" المذيعين="" فى="" أخطاء="">
هنا لابد من إجبار المذيع على القراءة السابقة.. وليس عيباً أن يطالب هنا بوجود «مصحح للغة» يقرأ، ويصحح بل ويشكل نهايات كل كلمة وكل جملة.. وأن يوقع العقاب على من لا يلتزم بذلك من المذيعين.. ولعل وجود هذا المصحح يقلل ما أمكن من أخطاء النطق.
وإذا كان منتج أى مسلسل صعيدى أو بحرى يحرص على وجود مصحح لغة ونطق لتدريب الممثلين على النطق السليم، إذا كان هذا موجوداً.. فلماذا لانطالب به فى نشرات الأخبار؟!
< والقضية="" ليست="" فقط="" فى="" الصرف="" والنحو،="" أى="" فى="" نطق="" اللغة="" ولكنها="" أيضاً="" فى="" نطق="" «أسماء="" الأعلام»="" عربية="" أو="" أجنبية="" سواء="" كانت="" أسماء="" مدن="" وأماكن..="" بل="" أيضاً="" أسماء="">
وأكاد أشد ما بقى من شعرى وأنا أسمع  المذيع الواحد يقرأ

باسم أحد الأعلام بطرق متعددة.. فهل لم يسبق بهذا المخطئ أن استمع إلى قراءة هذه الأسماء والأماكن فى لغتها الأصلية.. هنا يجب أن يحصل المذيع على دورات تلزمه بالاستماع إلى الإذاعات والقنوات الأجنبية ولمدة طويلة.. بل لابد من دخول المذيع.. قبل أن يخرج على الهواء.. الى معهد إعداد المذيعين لمدة لا تقل عن عام مهما كان الثمن.. حتى ولو لجأ المذيع إلى أسلوب تسكين الحرف الأخير فى أى كلمة، ليهرب من عدم إجادته لقواعد اللغة!! وأن تكون هناك حصص تذيع عليهم كيفية نطق أسماء الأعلام والأماكن.. لأن التليفزيون الآن ـ أصبح وبكل أسف ـ المصدر الأساسى للمعرفة وهذه جريمة كبرى.. فإذا أخطأ المذيع.. فماذا نتوقع من المتلقى؟!
< ونفس="" القضية="" ـ="" للأسف="" ـ="" نجدها="" عند="" بعض="" القضاة="" ليس="" فى="" حواراتهم="" داخل="" المحكمة..="" ولكن="" فى="" النطق="" بالأحكام..="" وكذلك="" كثير="" من="" المحامين،="" ورحم="" الله="" زمنا="" كنا="" نهرب="" فيه="" من="" مدرجات="" كلية="" الآداب="" لندخل="" مدرجات="" كلية="" الحقوق="" لننهل="" من="" محاضرات="" أساتذة="" القانون="" العظام="" مثل="" الشيخ="" أبوزهرة="" والشيخ="" على="" الخفيف..="" والدكتور="" السنهورى..="" فما="" كان="" أبدع="" نطقهم="" للغة="">
< أعيدوا="" الحياة="" الى="" معاهد="" تدريب="" المذيعين..="" وافتتحوا="" معاهد="" لتدريب="" المحامين،="" ليس="" فقط="" على="" القوانين،="" ولكن="" للغة="" العربية="" وكل="" ذلك="" حتى="" نعيد="" الاحترام="" للغة="" القومية.="" والأهم:="" أعيدوا="" الهيبة="" والاحترام="" للغة="" العربية="" ومن="" المدرسة="" الابتدائية،="" كما="" كانت،="" وحتى="" الجامعة..="" ومازلت="" أتذكر="" محاضرات="" اللغة="" العربية="" بقسم="" الصحافة="" بجامعة="" القاهرة="" منذ="" منتصف="" الخمسينيات="" وكان="" «يسقيها»="" لنا="" «أساتذة="" وعلماء="" مازلت="" أحفظ="" جهادهم="" معنا="" فى="" مدرجات="" جامعة="">
< ويامذيعى="" مصر:="" استمعوا="" لغيركم..="" وليس="" عيباً="" أن="" تعودوا="" إلى="" قاعات="" الدراسة..="" فلا="" أحد="" فوق="" العلم="" أو="" فوق="">