الخروج من القاهرة للضواحي.. كيف؟
عندما اختنقت حركة المرور في قلب القاهرة.. كان الأمل أن يجد الناس سكناً هادئاً خارجها.. وكان مشروع المهندس الكبير حسب الله الكفراوي لبناء المدن الجديدة هو الحل السحري لتوفير سكن صحي.. ليس بعيداً.. وليس قريباً ولكن وصل الاختناق المروري إلي الطرق التي توصل الناس إلي هذه المساكن الجديدة، في المدن الجديدة.. وكانت المشكلة الاكبر هي في طريق المحور الذي يربط العاصمة بالضاحية الجديدة.. مدينة 6 اكتوبر.. ثم نشأت مشكلة الوصول إلي مدينة 15 مايو.. واذا كان مترو حلوان قد وفر وسيلة معقولة لمن يريد الذهاب إلي حلوان.. فإن سيارات الميكروباص اصحبت سيدة الموقف سواء من وسط القاهرة إلي حلوان أو من حلوان إلي 15 مايو.. وهي فرصة رزق طيبة.. إلا أن طريق المحور لم يتحمل الضغط المروري الهائل.. واضطرت الدولة إلي اعادة رصفه وتوسيعه.. ورغم ذلك زادت مشكلة الاختناق في ساعات الذروة.. وعند منازله ومخارجه مع الطريق الدائري.. وبات الحل الذي ناديت به طويلاً في انشاء قطار كهربائي سريع أي خط مترو يوصل بين 6 أكتوبر والمدينة الأم.. مع ضرورة انشاء محاور جديدة يخصص أحدها للوصول إلي الطريق الصحراوي وليكن من امتداد شارع جامعة الدول العربية.. وهكذا..
** وإلي أن تحل مشكلة الوصول إلي مدينة 6 اكتوبر نشأت عندنا مشكلة الوصول إلي التجمعات العمرانية الجديدة سواء علي طريق السويس أو علي طريق الاسماعيلية وما اكثر هذه التجمعات علي هذين المحورين.. ذلك ان خطتنا لتشجيع الخروج من القاهرة والسكن خارجها يمكن ان تفشل اذا وجد المواطن صعوبة في الوصول إلي بيته الجديد.. أو في الخروج منه..
حقيقة هناك توسعات في مدخل طريق السويس.. وكباري علوية تقفز فوق التقاطعات.. ولكنها لا تكفي.. بل تزداد يوما بعد يوم مما يمكن ان يبعد الناس عن الاقامة في هذه التجمعات الجديدة فيقتل الامل في التخفيف من ازدحام قلب العاصمة.
ولنا ان نتخيل كل تلك التجمعات الجديدة من مدن بدر والشروق والرحاب ومدينتي.. وهليوبوليس الجديدة.. الروبيكي كمنطقة صناعية.. فهل نشق طريقاً جديداً موازيا لطريق السويس يخصص لهذه التجمعات الجديدة حتي مدينة بدر مثلاً.. ونخصص طريقاً جديداً علي طريق الاسماعيلية حتي مدينة العاشر من رمضان.. أم نلجأ إلي وسائل جديدة للنقل عليها..؟!
** واستجابت وزارة النقل لما سبق أن طرحته هنا من أفكار وها هو المهندس علاء فهمي وزير النقل يبشرنا بوسيلة »السوبر ترام« الذي سيبدأ تنفيذه خلال الشهور القليلة القادمة.. وسوف يستغرق تنفيذه 4 سنوات وسيتم ربطه بالشبكة الاقليمية لمترو الانفاق، وكل ذلك لخدمة منطقة شرق القاهرة، والوسيلة الجديدة سوف تتكلف 5000 مليون جنيه وستبدأ من محطة تبادلية للركاب عند كلية البنات بالمرحلة الثانية من الخط الثالث للمترو ويمتد عبر المسار الحالي لمترو مدينة نصر بعد رفع كفاءة المسار، وإلغاء جميع التعاقدات عليه بواسطة الكباري العلوية حتي الطريق الدائري..
وقال الوزير انه سيتم انشاء مسار جديد للسوبر ترام من ألماظة مروراً بالطريق الدائري ثم مدينة الرحاب علي محور طريق السويس وينتهي في مدينة الشروق.. ويصل اجمالي طول هذا المسار 44 كيلو متراً.. وسيتم 28 كم منها بتمويل من البنك الدولي بقيمة 1400 مليون جنيه
** وهنا نقول ان عزل مسار هذا الترام هو اهم ما في هذا المشروع اذا اردنا له نجاحاً.. ولقد كان عزل مسار مترو مصر الجديدة منذ ايام البارون أمبان هو اهم اسباب تشجيع السكن في مصر الجديدة لان مترو هذه الضاحية كان ينطلق في مسار خاص لا يختلط بغيره من المسارات فكان يقطع المسافة وهي 28 كم تقريباً في اقل من نصف ساعة.. وكان عدم فصل مسار خطوط ترام القاهرة من اهم الاسباب التي ادت إلي بطء سرعة السير فيه.. فهجر الناس كل خطوط الترام مما اضطر الدولة إلي إلغائه..
** ونقول هنا ان سرعة وصول الناس إلي بيوتهم وذهابهم إلي عملهم سيدفع الناس إلي ترك سياراتهم الخاصة أو ركوب الميكروباص لكي يركبوا »السوبر مترو« الجديد.. وهذا سيوفر في الوقود والزيوت ووقت الناس.. ويحمي اعصابهم.. والاهم من ذلك يشجع الناس علي الخروج من الاختناق الرهيب من القاهرة الكبري..
وللعلم فإن الحكومة سوف تستفيد أيضاً.. من ناحية دعم سعر البنزين وكل أنواع الوقود.. وهذا مفيد للموازنة العامة للدولة.. بل سوف يمتد التوفير الذي تنفقه الدولة إلي ميزانيات رصف الطرق، واعادة رصفها، واضطرارها إلي انشاء الكباري العلوية فوق تقاطعات الطرق وغيرها.. وعليكم ان تحسبوا ساعات العمل التي تضيع بسبب الزحام واختناقات المرور..
** ان نجاح السوبر ترام إلي القاهرة الجديدة سوف يدفعنا إلي تكرار نفس التجربة علي طريق الاسماعيلية.. بل والاصرار علي انشاء سوبر ترام أو مترو سريع أو قطار هوائي يوصلنا إلي السادس من اكتوبر.
ايه رأي الوزير المهندس؟!