رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

هل هى «تجريدة» لتأديب أهلنا فى سيناء؟

العملية العسكرية التي تجرى الآن فى سيناء بمشاركة القوات المسلحة والشرطة، والمدعمة بعدد كبير من المدرعات.. هل هى لإعادة الأمن والأمان إلي سيناء.. أم هى تجريدة لتأديب أبناء سيناء؟..

 

نقول ذلك لأنها تضم 1000 جندى و250 مدرعة مع طائرات حربية وهى كما تقول المصادر الرسمية لتصفية الجيوب الإجرامية فى مدينة العريش.. ثم التحرك إلي منطقة الخط الحدودى فى رفح والشيخ زويد وهى التى ستشهد مقاومة عنيفة.. بسبب انتشار وتواجد عدد كبير من المسلحين.. أما المرحلة الثالثة فهى فى منطقة وسط سيناء ولهذا سوف تستعين بالطائرات الحربية نظرًا للطبيعة الجبلية.. وبالذات منطقة جبل الحلال التي تعد مركزًا لتجمع عدد كبير من الخارجين علي القانون لأن هذه المنطقة يسهل العبور منها إلي داخل إسرائيل.

** هنا نسأل هل هى تجريدة عسكرية تعيد إلي الأذهان عصر التجريدات العسكرية التي كانت السلطة المركزية بالقاهرة تلجأ إليها لتأديب الأعراب سواء فى سيناء.. أم فى الصحراء الشرقية.. أو الصحراء الغربية أو الصعيد الجوانى.. وكان هدف هذه التجريدات زمان تأديب الخارجين على القانون والذين كانوا يهاجمون القرى للاستيلاء علي المواد الغذائية.. أو فرض الاتاوات وترويع المواطنين.

ولهذا كانت السلطة المركزية تقوم بتقديم المواد الغذائية لهؤلاء الأعراب والبدو من ناحية.. ثم كانت تعفى شبابهم من التجنيد الاجبارى مقابل قيام قبائلهم بالدفاع عن هذه المناطق المتطرفة واستمر ذلك إلى أن تم اعداد دستور 1923 وتم الاتفاق علي مبدأ المساواة بين المواطنين.

** ولكن الأمور فى سيناء أخذت طريقًا آخر بحكم وقوعها تحت الاحتلال الإسرائيلى عدة مرات.. وبعيدًا عن اتهامات ظالمة بأن قلة من ابناء سيناء استطاعت إسرائيل سحبها إليها مع إغراءات المال والسلاح.. فخرجوا علي السلطة الوطنية المصرية.. وهو اتهام لا يطول إلا عددًا يعد علي أصابع اليد الواحدة.. ولكن الأغلبية الكاسحة من ابناء سيناء رفضت التعامل مع هذا العدو.. وقادة القوات المسلحة انفسهم يعرفون ذلك تمامًا.

وما يهمنا هنا هو الطريقة التي تعامل بها الأمن المصرى بالداخلية وهى طريقة تجعل ابناء سيناء ترد عليها بالعنف.. فالعنف المصرى الرسمى هو سبب تحرك ابناء سيناء للرد..

** فالشرطة المصرية تعاملت بعنف شديد سواء للرد علي بعض أعمال قلة سيناوية أضيرت بسبب سوء التصرف الشرطى المصرى.. فالأمن الشرطى للأسف كان يعتبر السيناوى متهمًا إلي أن تثبت إدانته.. بينما حق المواطنة يرى ضرورة اعتبار المواطن بريئًا إلي أن تثبت ادانته.. ويتذكر السيناوية ان كثيرًا منهم وجهت لهم تهم ظالمة وحوكموا عسكريًا.. وصدرت مئات الاحكام العسكرية غيابيًا فهرب هؤلاء الشباب إلي الجبال..وحملوا السلاح وقطعوا الطرق وبالذات فى شمال سيناء.. حتى وصل الأمر إلي تفجير خط الغاز الطبيعى إلى إسرائيل والأردن عدة مرات، سواء قاموا بذلك بأنفسهم أو بمساعدة عناصر فلسطينية من حماس أو من.. محمد دحلان!! أو حتي عناصر أجنبية

أخري تستهدف احداث قلاقل أمام السلطة المركزية المصرية.

** وكنا نتمنى قبل أن تبدأ هذه التجريدة، أو الحملة العسكرية، عملها لتأديب الخارجين على القانون.. كما نتمنى أن نبدأ فى حل المشاكل المعلقة وأهمها الاعتراف بحق المواطنة ووقف عمليات المحاكم العسكرية وبالذات صدور أحكام عسكرية غيابيًا، خصوصًا أنها أحكام لا تقبل النقض.. حقيقة بدأت السلطات المصرية تعيد النظر فى الأحكام القديمة.. بل وإلغاء الكثير منها.. وكذلك الافراج عن عدد من شباب سيناء ممن يثبت براءتهم.. ولكن هذه وتلك تتم ببطء شديد للغاية.. وأصبح الافراج عن هؤلاء.. ووقف مطاردة غيرهم مطلبًا أساسيًا لأهل سيناء.

** نقول ذلك قبل أن تتفاقم الأحداث.. وأن نركز تحرك هذه القوات لمطاردة المطالبين بإقامة إمارة اسلامية للسلفيين فى سيناء.. لأن ذلك يمس أمن الدولة المصرية.. ونحن نطلب حماية الحدود.. ووقف عمليات التسلل للأفراد والأسلحة والمعدات فهذه هى المهمة الأولى الآن.. إلي أن يعود الهدوء إلي سيناء بحسن التعامل والشفافية المطلقة. والأهم تركيز أعمال المطاردة علي المجرمين الحقيقيين وحدهم.. دون أى مواطن سيناوى عادى لأن هذه العمليات تسىء إلي كل أبناء سيناء وتجعل كل القبائل تتحالف للتصدى لمبدأ التعميم.

** والمطلوب هنا لجنة وطنية من «عواقل» قبائل سيناء من جانب ومن ضباط القوات المسلحة الذين يعرفون حقيقة الدور السيناوى عبر السنين.. لبحث كيفية التعامل مع مواطنى سيناء.. وبالذات رجال المخابرات العسكرية المصرية لتحديد مطالب السيناوية.. ثم الاعداد لمؤتمر وطنى يعد له جيدًا لتحديد رغبات ولا نقول مطالب أهل سيناء فى أجندة واحدة.. وحزمة واحدة حتي نحسم ملف العلاقة بين السلطة.. وبين السيناوية.. وفى مقدمتها قواعد تمليك الأرض للزراعة والسكن وتوفير فرص عمل معقولة لأهل سيناء..

** نقول ذلك حتى لا يتهمنا التاريخ بأننا أرسلنا تجريدة عسكرية لتأديب أهل سيناء.. نعم نحن مع تأمين سيناء.. ولكننا لسنا مع ترويع ابنائها.. وتأديبهم.