رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

.. واتهام النظام بإصابة المصريين بأخطر الأمراض

... وهذه عريضة اتهام ثالثة توجه للنظام السابق.. والتهمة هى إهمال علاج المصريين.. بل واصابتهم بأمراض لم تكن معروفة بهذه الكثافة فى مصر..

 

الاعلان يتحدث عن صبى أقل من العاشرة من عمره.. يقول الصبى إنه يعشق غزل البنات.. ويحب الايس كريم.. ويموت فى الزلابية أى لقمة القاضى.. ويترقب العيد لينتظر كعك العيد وتوابعه.. ولكنه للأسف لايستطيع أن يقترب من كل ذلك.. لأنه مصاب بمرض السكر.. ويختتم الاعلان بالحقيقة المرة، التي تصدم كل المصريين.. وهى تقول إن 11٪ من الشعب المصرى مريض بمرض السكر.. وهذه هى عريضة الاتهام التي يوجه فيها شعب مصر اتهامه للنظام السابق بأنه تسبب فى إصابة الشعب بالمرض... حتى أصبح أطفال مصر مصابين بالمرض..

** ووقفت طويلاً أمام هذا الاعلان.. وتساءلت عن مسئولية النظام السابق فى هذا.. فالنظام لم يكن يخصص للصحة والعلاج وتجهيز المستشفيات تمامًا كما أهمل التعليم وحرمه من الانطلاقة.

وكانت كل الصحف تتحدث عن إهمال الحكومة للقطاع الصحى.. وكيف أن المستشفيات لم تكن تقدم الاساسيات للمرض.. كان المستشفى يطالب المريض باحضار ألف باء الاحتياجات.. من خارج المستشفى.. من السرنجة إلى الشاش والقطن.. وعليه أيضًا أن يشترى الدواء من جيبه الخاص وأخذ المصرى يردد مقولة تقول إن الداخل إلي مستشفى قصر العينى «وهو رمز العلاج» مفقود.. والخارج منه مولود.. لأن المريض لا يحصل على العلاج كما يجب.. وترحم المصريون علي عصر كانت المستشفيات المصرية أيام سلاطين المماليك تقدم كل شىء ـ ومجانًا ـ للمريض.. وكانت تختبره.. إذ تقدم له دجاجة كاملة بمشتملاتها.. فإذا أكلها بالكامل.. كان ذلك دلالة علي تعافيه، وتكامل شفائه.. وكان كل ذلك يتم فى البيمارستان القلاوونى الذى مازالت مبانيه قائمة فى شارع المعز لدين الله الفاطمى.

** وكان اهمال النظام السابق وراء ظهور أمراض لم تكن معروفة فى مصر قبل هذا النظام.. وانظروا إلي أمراض الكلى والسرطان والفشل الكلوى وما يصيب الكبد من مرض قاتل.. وسمعنا عن عمليات لزراعة الكبد.. وزراعة الكلى لا تجرى فى مصر.. بل فى أوربا.. والصين، وتتكلف مئات الألوف من الدولارات.. وكل ذلك بسبب نقص مياه الشرب النقية.. وكيف أن قطاعًا كبيرًا من المصريين يشرب مياها ملوثة بالصرف الصناعى والصرف الصحى وغيرهما.. ولا أحد يعرف أين تذهب أموال ميزانية مصر.. ناهيك عن انتشار وباء الفيروس سى الذى لم يعد يأكل أجساد سكان الريف وحدهم.. بل وأبناء المدن أيضًَا.. وللأسف كان النظام السابق يغالط نفسه ويكابر.. وينفى وجود هذا الوباء فى مصر.. وكيف كان النظام ـ حتى لا يحدث موجة من الغضب ـ كان يطلق على كل هذه الأمراض الخطيرة اسم: أمراض الصيف.. بينما كان العالم كله يعرف خطورة هذه الأمراض التى تمكنت من أجساد المصرى.. وأصبحت أمراضًا «متوطنة»!!

** حقيقة كانت هناك مبادرات عظيمة، مثل هذا العمل الرائد الذى

أقامة الدكتور محمد غنيم فى المنصورة كمركز لعلاج هذه الأمراض الخطيرة التي تضرب المصريين، وجاء جهد الدكتور غنيم فى مركز الكلى رائعًا بعد أن أصبح هذا المركز مركزًا عالميًا للكلى وأمراض الكلى تفخر به مصر.. رغم ان الحكومة لم تقدم شيئًا يذكر لهذا العالم الكبير.. حتى انها لم تقدم له الشكر ولم تفكر فى مد خدمته ليواصل العمل العظيم الذى أنجزه..

ونعترف بأن الحكومة اقامت العديد من المنشآت الصحية فى البلاد.. ولكن هل ينكر النظام السابق أنه كان يعيد افتتاح ما سبق افتتاحه لتكتب الصحف القومية ويصور التليفزيون الحكومى هذه الافتتاحات.. مرة وثانية ومرات!! ويا ليت الحكومة كانت تجهزها كما يجب لمواجهة تزايد انتشار كل هذه الأمراض. وحقيقة النظام السابق ابتدع نظام العلاج بالخارج.. والعلاج علي نفقة الدولة وكانت ميزانيات هذا وذاك تتزايد عامًا بعد عام.. لكن هل كان يغطى المرضى من المواطنين البسطاء.. أما كانت معظم هذه الأموال تذهب للفنانين وكبار المسئولين.. وكان المصرى البسيط يعانى الأمرين ليحصل علي حقه فى العلاج بالخارج مادام هذا العلاج لا يتوفر بالداخل وكان المصرى يكاد يموت وهو يدق باب حكاية العلاج علي نفقة الدولة.

** وفى رأيى أن الملف الصحى الذى تركه النظام القديم هو عبارة عن عريضة اتهام تضاف إلي الاتهامات السابقة التي ذكرناها من قبل بل يجب أن يكون هذا الملف فى المقدمة.. لأن النظام السابق ترك المصريين تحت رحمة المستشفيات الاستثمارية التي تحاسب المريض على كل شىء.. حتى المياه التى يشربها المريض.. وبالسعر السياحي!!

ولولا يقظة المصريين لما أقاموا مستشفيات جديدة من تبرعاتهم وأبرزها مستشفى علاج   السرطان.

** ومن هذا المنبر نرى أهمية محاكمة النظام السابق الذى أضاع أموال مصر علي مشروعات غريبة.. بينما أهمل وأمسك يديه عن الأعمال الحيوية مثل التعليم.. والصحة.. ومثل مياه الشرب..

فهل ننسى جريمة النظام الذى أصاب المصريين بأخطر الأمراض؟!