رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

النموذج الأفضل.. لمواجهة العشوائيات

دائمًا يأتى الحل الصواب.. فى التحرك المناسب، فى الوقت المناسب..

وغالبًا ما يكون التأخر فى اتخاذ القرار الصواب سببًا فى تفاقم المشاكل، بل وصعوبة الحل..

وكما نجد فى مصر عدم التحرك المناسب.. نجد أيضًا ولو متأخرًا بعض الشىء، نجد التحرك الصواب.. حتى وإن جاء تحت الضغط الشعبى إيه الحكاية؟!

فوجئ سكان عمارات شركة مدينة نصر بآخر شارع مصطفى النحاس وبالضبط تحت كابلات الضغط العالى وأمام عمارات منطقة المثلث فوجئوا منذ أيام بعربات تنزل كميات من الأخشاب، عروقًا وما شابه ذلك وكراتين وبطاطين وأقمشة.. ومعها مجموعات من السيدات والاطفال يقمون باحتلال المنطقة فى حراسة فتوات وبلطجية.. وفجأة أخذ الفتوات يقمون بتركيب هذه الأعمدة وينشرون فوقها البطاطين والنايلون والكرتون.. وكل أسرة احتلت مساحة من الأرض، وأين؟ تحت كابلات الضغط العالى الحارقة.

** وقام الفتوات والبلطجية باحضار أنابيب بوتاجاز.. وهم مسلحون بكل الأسلحة النارية والبيضاء وعبوات مياه النار.. وهددوا باستخدام البوتاجاز لإحراق المنطقة وتحويلها إلى قنابل موقوتة تهدد مئات العمارات.. المشحونة بآلاف السكان الشرعيين.. وقالوها صراحة: إذا حاولتم اخراجنا من هذه المنطقة فسوف ندمر كل شىء.

وهذه المنطقة تركت أرضًا فضاء بسبب هذه الكابلات التي تحرق من يقترب منها.. علي ارتفاع محدد..

** واشتكى السكان الشرعيون لطوب الأرض بقسم الشرطة.. وللحى ولقطاع شرق.. ونائب المحافظ.. ولكن أحدًا لم يتحرك ولما خشى هؤلاء السكان الذين ادخروا ودفعوا ثمن هذه الشقق من عرق جبينهم، خشوا من إقرار الأمر الواقع ويصبح هذا الشريط امتدادًا لعزبة الهجانة التى فرضت نفسها بالأمر الواقع علي المنطقة كلها.. وعجز حتى مجلس الشعب عن حلها.

هنا قرر السكان الشرعيون سلوك نفس السلوك.. الأمر الواقع فاتفقوا.. وتجمعوا أمام قسم شرطة مدينة نصر «1» وقرروا قطع طريق الأوتوستراد.. ومنع المرور فيه، إلا لسيارات الخدمة العامة وبما يسمح بمرور سيارة واحدة فقط..

** كان هدفهم أن يوصلوا رأيهم للمسئولين بنفس الأسلوب.. اسلوب الاعتصام والاعتراض السلمى.. دفاعًا عن حقوقهم.. مادامت السلطة، كل السلطات تخشى أن تفعل شيئًا.

وربما خشيت السلطة مما جمعه الفتوات والبلطجية من أسلحة مختلفة منها أنابيب البوتاجاز،. وقنابل المولوتوف.. بل وحفر هؤلاء البلطجية خنادق حول المنطقة التي اختاروها ليستولوا عليها مستغلين غياب السلطة.

وصمم السكان الشرعيون الذين اصطحبوا معهم كل اسرهم من سيدات وأطفال.. صمموا علي المقاومة..

** وتحول الأمر إلي مواجهة خطيرة، خصوصًا بعد أن اندس بعض البلطجية وسط السكان الشرعيين يهددونهم بمطاردتهم هم وأطفالهم.. هنا تحركت السلطة.. وجاءهم عدد من اللواءات منهم اللواء حسن البرديسى مدير مرور القاهرة واللواء أحمد عبدالباقى قائد قطاع شرق.. ومسئولو قسم شرطة مدينة نصر «1» وحاولت السلطات اقناع السكان

الشرعيين بالعودة إلي شققهم.. دون جدوى.. إلى أن اقسم اللواءان أن الأمر تم تصعيده إلي وزير الداخلية، وإلى السلطات الأعلى.. ووعدوهم بحل المشكلة خلال أيام.

** حقيقة من حق من ليس له مسكن أن يعترض.. ولكن ليس بتهديد غيرهم من المواطنين، وليس بأسلوب التهديد باحراق الأرض ومن عليها، لأن القانون هو الذى يجب أن يسود.. وليس بأسلوب فرض الأمر الواقع.. وتحت تهديد أبشع الأسلحة..

وعاد السكان الشرعيون إلي شققهم التي أغلقوا نوافذها بالحديد والأخشاب انتظارًا لفرج تحرك السلطات.

** ولم تمض سوى ساعات.. إذ عند الفجر سمع السكان ضجيجًا وفتحوا نوافذهم حذرين ليجدوا مدرعات القوات المسلحة وعربات الأمن المركزى تقتحم «الأرض المحتلة» وتعبر فوق الخنادق التى حفرها البلطجية وتقتلع الأعمدة والجدران الخشبية والكرتونية وتضع أيديها علي الأسلحة وقبل أن يفيق البلطجية من الصدمة كانت هذه القوات المشتركة قد سيطرت علي الموقع واعتقلت الذين قاوموهم واقتادتهم إلي قسم الشرطة.

** وقبل أن تشرق الشمس كانت القوات المشتركة قد قامت بتسوية الأرض وجاءت فرق من الحى قامت بزراعة مئات الاشجار والنباتات فى عملية تشجير رائعة.. بينما قوات مشتركة تقوم بتأمين المنطقة.. ولم تترك هذه القوات الموقع إلا بعد أن تركت قوات منها لتأمين السكان الشرعيين ومنع احتكاك الفتوات بهم. وتركت دوريات راكبة وأخرى ثابتة.. بل وأزالت عمارة خرسانية من خمسة أدوار قام أحدهم ببنائها مستغلاً هذا الانفلات الأمنى.. فى أيام..

** حقيقة قام عدد من البلطجية بمهاجمة قسم الشرطة للافراج عن زملائهم.. ولكن حسن التخطيط وقوة المباغتة لم تسمح للفتوات بإرهاب السكان.

حقًا تحركت السلطات، ولكن بعد أن تظاهر السكان واعتصموا وهددوا.. وهكذا يجب أن نعالج أمور الانفلات الأمنى وبغير ذلك كنا سنعيش عشوائية جديدة فى مدينة نصر.