عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لصوص الثورات.. سرقوها!

 

كنت أعلم تعدد الائتلافات التي قامت بثورة 25 يناير.. وكيف انه كان يجمعها فقط حب هذا الوطن والاخلاص له.. والعمل علي انقاذه ولكنني لم أعلم ان هذه الائتلافات تعد بالمئات.. نعم بالمئات..

ففي صحف أمس عرفت الحقيقة!! بسبب الدعوة إلي لقاء الحوار مع المجلس الأعلي للقوات المسلحة.. كان هناك ممثلو 153 ائتلافا حضروا هذا اللقاء الذي عقد بمسرح الجلاء وأن هناك 69 ائتلافا رفضوا الحضور.. فهل هذا معقول؟!

نعترف أن الثورة فاجأت الجميع، منذ خرج الشباب »يعبرون« عن رأيهم الغاضب فيما يحدث بالبلاد.. الكل خرج إلي ميدان التحرير.. لا رابط بينهم الا الغضب.. الذي تطور إلي طلب إسقاط النظام ورحيل رئيس الجمهورية.. ونجح »كل هؤلاء« وسقط النظام كله كأنه كان بيتاً من عنكبوت. ولكن للأسف ظهر لنا أن الثوار لم يتفقوا علي أسلوب واحد للعمل.. بل اختلفوا.. وتشعبت بهم وتنوعت الطرق.. حتي انها تحسب الآن.. بالمئات!!

** وهذا التعدد قد يكون مظهر صحة مؤقتة.. ولكنه مصدر خوف وقلق.. ورعب، علي مستقبل البلاد.. بل وعلي هذا التعدد نفسه.

وبداية نقول إن هذا التعدد يعبر عن عدم الاتفاق.. وأنه ليست هناك- بينها- قاعدة للاتفاق.. عما يجب اتخاذه بعد إسقاط النظام.. وهذا الاختلاف يعني ان الذين قاموا بهذه الثورة يتركونها لمن يركبها أو يستفيد منها.. أي يقفز عليها.. ويعني أكثر أن الانقسامات تهدد الثوار الحقيقيين الذين قاموا بالثورة.. وقدموا من أجل نجاحها مئات الشهداء وآلاف المصابين.. بينما الذين يركبونها الآن لم يفقدوا شهيداً واحداً. ويكادون يفوزون الآن بكل مكاسب هذه الثورة..

** ولقد مضي- حتي الآن- أكثر من 4 أشهر.. ولم تتمكن فصائل الثوار من توحيد صفوفها.. أو علي الأقل تقليل عددها.. ليصبحوا 10 فصائل مثلا.. لا أن يصبحوا بالمئات، كما نري الآن.. والانقسام.. وتعدد الرؤي- إذا زاد علي حده- انقلب إلي ضده.

فهل حاولت كل هذه الائتلافات ان تتوحد فيما بينها.. هل حاولت ان تلتقي في عدد أقل.. تتفق علي الحد الأدني من المطالب ومن الأهداف أم تظل تتنافر وتبتعد إلي ان يقفز علي الثورة من يقفز.. ويستولي عليها من يستطيع ان يحتوي أحلام الأمة..

** ونعترف أن كل حركات التحرير تعرضت لمثل ما تعرضت له الثورة المصرية.. حتي الثورة الفرنسية.. لأن الثوار بشر تتنوع مشاربهم وتتعدد أفكارهم.. ولكن في النهاية رأينا هذه الحركات تتوحد، علي الأقل لحين

تحقيق النصر الأكبر.

وأمامنا في المنطقة العربية أكثر من حركة تحررية، تعددت اتجاهاتها ولكنها جلست مع بعضها وحاولت..

أمامنا جبهة التحرير الوطني الجزائرية.. كانت هناك العديد من الأحزاب السياسية والتجمعات والحركات.. ولكنها جلست مع بعضها واتفقت واتحدت في جبهة واحدة هدفها تحقيق النصر علي المستعمر الفرنسي.. فتحقق لها النصر، حتي وإن اختلفوا بعد ذلك.. ولكنه اختلاف ما بعد النصر.

وأمامنا حركة تحرير فلسطين.. فرأينا تعدد المنظمات حتي وإن كان بعضها يدين بالولاء لدعم خارجي أو غيره.. ولكننا رأينا نوعا من التوحد في منظمة واحدة هي منظمة التحرير الفلسطينية حقيقة كانت هناك أجنحة متعددة ولكنهم جميعا كانوا وحدة واحدة أمام العالم كله.. وحتي الخلاف الذي كان قائماً بين أكبر منظمتين هما فتح وحماس، نجحت القاهرة في التقريب بينهما أخيراً..

** وهناك حركات أجنبية ربما أبرزها فيتنام حيث توحدت إلي أن تحقق النصر وتمت هزيمة فرنسا مرة.. ثم أمريكا مرة أخري.. ولا أريد أن أطيل..

ولكنني أحذر من أن »طول فترة الانتظار« تسمح للصوص الثورات بالاستيلاء عليها.. وركوبها وتنجح في انتزاع مكاسب لها بسبب اختلاف رؤي الذين قاموا بها بالفعل.

** ونخشي أن نستيقظ ذات صباح فنجد هذا التيار أو ذاك أو هذا الحزب أو ذاك، قد نجحوا في تمزيق فصائل الثوار الحقيقيين الذين قاموا بالثورة.. واستولوا هم علي الثورة.

ويا أصحاب الثورة الحقيقية توحدوا.. فليس أمامكم إلا الوحدة وإلا الالتقاء علي حد أدني.. بشرط أن يتحقق ذلك سريعاً.. قبل أن يصبحوا- هم- الشرعيين.. وأنتم بلا شرعية..

** تحركوا وتوحدوا قبل أن تضيع الثورة من بين أصابعكم.