رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مذبحة القلعة.. كانت مطلوبة

لا أري لماذا تعود إلي ذاكرتي حكاية مذبحة القلعة الشهيرة.. ولكن لاجدال أن هذه المذبحة كانت مطلباً شعبياً، قبل أن تصبح من أهم مطالب محمد علي باشا..

كان الرجل يريد أن يبدأ  مشواره العظيم لبناء نهضة حقيقية في مصر.. ولكنه  رأي ـ ومعه كل الشعب ـ أن يديه مكبلتان، مقيدتان..بل  مغلولتان الي عنقه بسبب وجود المماليك ليس فقط كقوة تناطحه السلطة.. ولكن كعنصر أساسي يمنع تحرك الرجل لينفذ مشروعه التنموي العظيم.. وكان معه في ضرورة التخلص من المماليك.. كل قوي الشعب.. بداية من زعماء البلد وشيوخ الأزهر حتي أصغر تاجر أو مواطن..حتي أن محمد علي وكان يطارد فرقاً من هؤلاء المماليك في الصعيد، خشي أن يتحرك إلي الاسكندرية وإلي رشيد ليوجه الحملة الانجليزية بقيادة الجنرال فريزر التي نزلت بالاسكندرية في عام 1807 إذ كان يخشي إن خرج لمواجهة الانجليز أن ينقض عليه  المماليك بقواتهم خصوصاً بعد أن عرف أن زعيمهم محمد بك الألفي كان علي اتصال بالانجليز لكي يساعدوه في الجلوس علي عرش مصر.. مقابل مساعدته لهم.. وسبحان الله.. كأن التاريخ يعيد نفسه هذه الأيام.. فها هم الاخوان يتصلون بأمريكا ـ أقوي قوة في عصرها تماماً كما كان الانجليز أقوي قوة أيامها ـ أقول هاهم الاخوان يستقوون بأمريكا لكي تدعمهم للبقاء جاثمين علي صدر مصر..
** وصبر محمد علي طويلاً علي المماليك الذين طغوا وتجبروا وكانوا يهاجمون الناس في بيوتهم ودكاكينهم ومحلاتهم.. ويروعون المارة ويستولون علي أموالهم وأعراضهم حتي هتف الناس في الشوارع قائلين: إيش تاخد من تفليسي يابرديسي، والمقصود عثمان بك البرديسي أحد أكبر زعماء  المماليك الذي يمتلك جنوداً وميليشيات مسلحة، والغريب أن من أهم مراكزهم ـ زمان ـ كان اقليم البحيرة  وعاصمته دمنهور تماماً كما هي هذه الأيام..  وكذلك اقليم البهنسا، أي المنيا الحالية.. وافهموها بقي!!  وكان البرديسي ـ كما الألفي ـ يطمع هو الآخر في عرش مصر.. تماما مثل الاخوان في العصر الحديث.. ولكن شتان بين المماليك الأوائل الكبار مثل بيبرس وقلاوون وقايتباي والغوري.. ومثل أواخرهم عندما خطط محمد علي ليبدأ نهضته الحديثة.. لقد تحولوا إلي قوة  باطشة.. فماذا فعل محمد علي، ليس ليخلي لنفسه طريق الحكم  كما قال بعض المؤرخين، ولكن ليتخلص منهم لكي يتفرغ لبناء مصر.. وهو آمن من مكرهم ومن بطشهم ومن جرائمهم..  ماذا فعل؟!
** صبر محمد علي علي المماليك طويلاً حتي عام 1811.. تماما كما صبر الفريق السيسي علي الاخوان!! ولاحظوا أن محمد علي نفذ مذبحة القلعة يوم الجمعة.. تماماً كما لجأ السيسي إلي الشعب أيضاً.. يوم  الجمعة.. الأول الجمعة  أول مارس 1811. والثاني: الجمعة 26 يوليو 2013. والفارق الزمني هو قرنان وعامان بالتمام والكمال.
فقد استغل محمد علي خروج جيش مصر بقيادة

ابنه الثاني طوسون باشا للتصدي للوهابيين في الجزيرة العربية، وخشي محمد علي أن يستغل المماليك خروج هذا الجيش ويبقي بلا قوة تحميه..  لكي يتخلص من المماليك..  وقد كان.
** فقد دعا قادة المماليك وبكواتهم وفرسانهم لحضور حفل خروج هذا الجيش.. واعتبرها هؤلاء فرصة للمصالحة مع محمد علي.. واتجه كل هؤلاء إلي القلعة. ولم يعرف بخطته سوي أربعة رجال، حسن باشا قائد الجنود الأرناؤوط ومحمد بك لاظ أوغلي «الكتخدا» أي نائب محمد علي. وصالح قوش أحد أقوي الضباط وابراهيم أغا هارب باب العزب الذي جرت علي مشارفه تلك المذبحة..
وفي ممر ضيق  من منزل القلعة  إلي باب العزب تمت محاصرة المماليك من كل جانب وتمت تصفية كل هؤلاء. ولم ينج من المماليك سوي أمين بك الذي قفز بجواده من سور القلعة.. وانطلق يجري ولم يتوقف إلا علي حدود سوريا!!
** وانطلق جنود محمد علي يطاردون من بقي من المماليك وقطعوا رؤوسهم ولم ينج منهم إلا من هرب منهم إلي الصعيد. وبلغ عدد من قتلوا  من المماليك في القلعة  وفي انحاء مصر حوالي 1000 من أمراء وزعماء وفرسان المماليك.
واختلفت الآراء حول هذه المذبحة.. القلة من المؤرخين هاجموها وأدانوها.. ولكن الأكثرية أيدتها ورأتها البداية الصحيحة لبدء تنفيذ خطة بناء مصر الحديثة..  وقد كان.
** ومصر الآن تحتاج للعمل بنظافة، حتي نبدأ إعادة بناء الوطن. دون أي عوائق. داخلية أو خارجية.. والآن أصبح الاخوان يمثلون العقبة  الأكبر في طريق إعادة البناء..
وهذا هو ما دفع الشعب للخروج لاسقاطهم يوم 30 يونية.. ثم استجابة الشعب لما اقترحه الفريق السيسي ليحصل علي تفويض شعبي بتنظيف البلاد حتي نبدأ بناء مصر من جديد.
** والشعب يسأل: ماذا سيفعل الفريق السيسي، بعد أن حصل علي هذا التفويض الشعبي.. الاجابة سوف تظهر بعد أيام معدودات.. فما  الذي تخبئه الأيام..للاخوان، ولمصر.