رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

رمضان يتكلم تركي!!

 

نحن لا نجني من السياسة إلا القرف.. فالواحد منا يظل يكتب ويعاني ثم لا يحصد إلا الحصرم.. هذا إن كان جيل هذا الزمان يعرف الحصرم.

ولكن بعيدًا عن هذا الحصرم الذي لا يعرفه أحد اليوم نقول إننا سوف نواجه - في رمضان القادم - بمصر كلها تتكلم.. تركي!!

يعني إيه؟

يعني أنه كما تعطل الانتاج في كل شيء طوال 4 أشهر حتي الآن فإن الإنتاج الفني تعطل أيضًا.. لم نعد نعرف شيئًا عن الانتاج الفني من مسلسلات وأعمال درامية أو كوميدية.. ربما تكون هناك بعض المسلسلات التي لم تنل حظًا في رمضان الماضي.. يمكن أن تنال هذا الحظ الآن.. أما الجديد.. فلا شيء اكتمل العمل فيه بعد حتي الآن.. وهذا يعني خسائر اضافية - أخري - تضاف إلي خسائر التليفزيون الذي كان يكسب الملايين من بيع انتاجه الفني للمحطات العربية، والخليجية بالذات.. فضلاً عن ملايين أخري أكثر هي حصيلة الإعلانات التي كانت تتنافس علي كل القنوات أرضية.. وفضائية.. حكومية وخاصة.

** وشهر رمضان كان شهرًا للتسويق الفني ينتظره التليفزيون كما ينتظره كل المنتجين.. وليس فقط كل الفنانين والمنتجين وبما أننا الآن في آخر شهر جمادي الآخرة.. لم يبق أمامنا إلا شهران.. ولما كانت الدراما السورية - وهي منافسة قوية للدراما المصرية - تعاني نفس ما تعانيه مصر من تعطل الانتاج الفني بسبب الثورات الشعبية.. فإننا - وكل القنوات المصرية والعربية - ليس أمامنا إلا أحد طريقين.. أولهما هو الذهاب إلي المخازن بحثًا عن انتاج قديم لم ينجح في فرض نفسه علي الأسواق.. وثانيهما: اللجوء إلي الدراما التركية والاسراع بعمليات الدبلجة أي دبلجتها إلي العربية.. سواء كانت عربية سورية.. أو عربية أردنية.. أو عربية لبنانية.

** ونعترف أن الدراما التركية حفرت لها اسمًا في الأذواق العربية، ربما قبل مسلسل مهند، الذي شد كل المشاهدين العرب.. حتي أن المشاهد المصري، وأيضا الخليجي، والسوري نفسه بات ينام ويستيقظ علي هذه الدراما التركية.. أولاً لأنها قريبة من الذوق العربي من دموع وخيانة ومن أداء يميل إلي الذوق المصري.. ومن عشق وأمل وحب ثم وهذا مهم جدًا نجدها مليئة بما يشد المشاهد.. من أداء جيد.. واخراج ممتاز. وألوان وملابس وديكور رائع.

** ونظرة إلي الدراما التركية نجدها تصدر لنا أجمل وأعظم ما في الحياة التركية.. علي عكس الدراما المصرية التي باتت تصدر للعرب، ولنا أيضًا - أسوأ ما في الحياة المصرية.. وإذا كانت المسلسلات التركية أفضل دعاية للسياحة إلي تركيا.. فإن المسلسلات المصرية أصبحت أحسن دعاية طاردة ضد السياحة العربية لمصر!!

** هناك البوسفور البديع وسحره وأسراره الدفينة.. ومياهه البديعة..

والسفن التي تعبره.. والجسور العملاقة التي تعبر هذا الجسد الذهبي الذي طالما قرأنا عنه منذ عشرات السنين الذي لا تخلو حلقة من تقديم هذا البوسفور بطيوره ومساجده ومبانيه الرائعة.. الذين أبدعوا في تصويرها ليلاً ونهارًا ويقدمونها لنا مع كل حلقة: عملاً نابضًا بالحياة.. بالصوت والصورة.. نقصد بالألوان المبهرة علي مدار 24 ساعة يوميا.

وحتي لو كان المسلسل يتضمن تقديم قرية تركية، أي الريف التركي قدموه نظيفًا.. جميلاً.. غنيا في شوارع القرية وفي بيوتها حتي ولو كانت خشبية.

وبالمناسبة لا تجد حلقة تركية إلا وتحدثوا عن ارسال أولادهم إلي الجامعات والمعاهد الأوروبية والأمريكية ليتعلموا أحسن تعليم.. فضلاً عن رومانسية الحياة في هذه المسلسلات.

** أما نحن فنقدم الآن - ومن سنوات - أسوأ ما عندنا.. نقدم الآن الحارة ودكان شحاتة والباطنية والدويقة.. ووكالة البلح والكيت كات.. حقيقة كل ما في هذه الأعمال موجود لدينا ولا يجب انكاره.. ولكن التركيز علي هذه الأعمال يجعل المشاهد العربي يخشي زيارة مصر.. أو الحضور إليها للالتحاق بمدارسها وجامعاتها كما كان حتي فترات قريبة.

نقول ذلك رغم أن النيل الرائع عند القاهرة هو أفضل مما نراه عن بحيرة جنيف مثلاً.. ولا يقل عن البوسفور.. بل ربما يكون أفضل.. وشواطئنا وقرانا السياحية هي الأجمل.. ولكننا نبيع للآخرين ما يجعلهم ينفرون من زيارتنا.. حتي أصبح الفن المصري.. أكبر طارد للسياحة العربية!!

** علي كل حال.. وبعيدًا عن السياسة والغزو الفني التركي للعالم العربي، وبسبب نقص الانتاج الفني المصري.. نتوقع أن تتحول ليالي رمضان من العربية إلي التركية.. وبلكنة سورية - أردنية - لبنانية.

توقعوا أن يتكلم رمضان.. بالتركية.. وحتي مسلسل ويبقي الحب المعروض الآن يتغني بألف ليلة وليلة.. وليالي شهر زاد.. وياللا نتكلم تركي، من جديد.