عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مشروع جونجلي.. هل يري النور؟ »11«

 

لا يمكن ان نختتم عن السودان، دون أن نتحدث عن جونجلي.. ومشروع قناة جونجلي.. واذا كان مثلث حلايب يمثل مشكلة بين مصر والسودان.. فإن قناة جونجلي تمثل مشكلة بين مصر وجنوب السودان.. وكما أن علينا أن نحل الأولي دون المساس بالسيادة المصرية عليها فإننا يجب أن نحل الثانية لان فيها منافع عديدة.. وان كانت »جمهورية« جنوب السودان تري غير ذلك..

وفكرة قناة جونجلي نبتت منذ أربعينيات القرن الماضي.. ذلك أن مياهاً كثيراً من الانهار - هناك - تسيح وتضيع، اذ بدلاً من أن يسير النهر وسط مجري ثابت.. نجده وغيره من الانهار هناك يسير بلا هدف.. فتنشأ هناك مسطحات هائلة من المياه والاحراش والنباتات، من كثرتها نطلق عليها منطقة السدود أو منطقة الأحراش.. وبالتالي تضيع كميات كبيرة من المياه إما بالبخر بسبب كبر هذه المساحة - أو بالتغلغل إلي طبقات الارض..

< ونشأت="" الفكرة="" بأن="" نقيم="" ممراً="" واضحاً="" للنهر="" يسير="" فيه="" دون="" أن="" يفرش="" مياهه="" وتنبسط..="" وتضيع..="" بحفر="" مجري="" واضح="" المعالم="" هناك..="" ونستخدم="" ناتج="" حفر="" القناة="" لإنشاء="" طريق="" يسهل="" انتقال="" البشر="" والحيوانات="" ما="" بين="" مناطق="" السكن..="" ومناطق="">

وتم الاتفاق علي المشروع قبيل ان تشتعل الحرب الأهلية في جنوب السودان علي ان تتحمل مصر والسودان التكاليف مناصفة.. وبالتالي تقتسم الدولتان كميات المياه مناصفة بينهما..

وبدأ تنفيذ المشروع.. ولكن قبائل الدنكا - اكبر قبائل الجنوب - اعترضت علي مسار القناة.. وقال الدنكاوية إن القناة ستفصل بين مساكن القبائل، وبين المناطق التي يرعون فيها.. وكان هذا المسار يبدأ جنوباً من عند قرية جونجلي ويتجه شمالاً إلي أن يصل إلي مدينة ملكال المعروفة كل هذا شرق بحر الزراف.. وبدأ تنفيذ المشروع في يونيه 1978.. ولكنه توقف عام 1984 لبدء الحرب الاهلية.

< وللإخوة="" هناك="" عدة="" اعتراضات،="" منها="" ان="" شق="" القناة="" سوف="" يحدث="" تغيراً="" ضخماً="" في="" بيئة="" منطقة="" السد..="" مع="" تغيير="" في="" نمط="" حياة="" السكان="" الذين="" ينتمون="" لقبائل="" الدنكا="" والمنداري="" والنوير="" والشيلوك="" والسكان="" هناك="" عددهم="" حوالي="" نصف="" مليون="" ويرعون="" حوالي="" 750="" الف="" رأس="" من="" البقر..="" ويرون="" ان="" شق="" القناة="" سوف="" يسبب="" ضيقاً="" للسكان،="" لانهم="" يعيشون="" فوق="" الارض="" المرتفعة="" في="" الشرق="" من="" المستنقعات="" ويزرعون="" الذرة="" الرفيعة="" مستغلين="" موسم="" الامطار="" بين="" شهري="" مايو="" واكتوبر..="" ثم="" ينتقلون="" بابقارهم="" إلي="" منطقة="" المستنقعات="" في="" موسم="" الجفاف="" لكي="" يستخدموها="" كمرعي..="" وطلب="" السكان="" تعديل="" مسار="" القناة..="" واستجابت="" مصر="" بحيث="" يكون="" معظم="" السكان="" في="" غرب="" القناة="" حتي="" لا="" يضطروا="" إلي="" عبورها..="" وأري="" ذلك="" إلي="" إطالة="" طول="" القناة="" من="" 280كم="" إلي="" 360كم="" وزيادة="" النفقات="" التي="" ستقتسم="" مصر="" والسودان="">

< حقيقة="" ستمس="" هذه="" القناة="" حياة="" السكان..="" الا="" ان="" شقها="" سوف="" يفتح،="" افاقا="" عديدة="" أمام="" السكان="" في="" ميادين="" الزراعة="" والري="" وصيد="" الاسماك="" كما="" ستساعد="" في="" نقل="" البضائع="" بالسفن="" أو="" علي="" الطريق="" الذي="" سيرصف="" بجوارها..="" كما="" ستكون="" مورداً="" للماء="" للسكان="" وللابقار="" علي="" مدار="" السنة،="">

ستقلل من خطر غرق مستوطنات الاهالي خاصة جنوب جزيرة الزراف.. وبالتالي فإن المشروع سيوفر حوالي 10 مليارات متر مكعب، وهي كمية كان يتبخر مثلها بالضبط في هذه المنطقة.. حيث يتبخر هناك 20٪ من المياه التي تدخل المنطقة!!

هذا هو الاعتراض الاساسي الذي يقوله الاشقاء في الجنوب، ولكن المشروع توقف عام 1984 بسبب الحرب.. بعد أن وصل معدل التنفيذ فيه إلي 80٪.

< وهناك="" مشروع="" آخر="" لقناة="" تحويل="" مقترحة="" من="" واو="" في="" اقصي="" الجنوب="" الغربي="" شمال="" بحر="" الجبل="" وبحر="" الزراف="" ليصل="" إلي="" بحر="" الغزال="" وكل="" ذلك="" لتجنب="" منطقة="" المستنقعات="" الهائلة="" في="" بحر="">

وهم - في جنوب السودان - كما رأيتهم غير مرتاحين لمشروع قناة جونجلي وبالتالي يتعللون بالحديث عن البيئة وحماية البيئة.. رغم ان الدكتور جون قرنق زعيم الجنوب كان قد حصل علي درجة الدكتوراه من امريكا عن هذا المشروع، الذي نراه حيويا للطرفين..

< واذا="" تقبلنا="" وجهة="" نظر="" ابناء="" الجنوب="" حول="" المشروع..="" الا="" ان="" هذا="" المشروع="" في="" مصلحة="" اهل="" الجنوب..="" قبل="" مصالحنا="" المائية="" في="" مصر..="" ولكن="" المشروع="" مفيد="" فعلاً="" للجنوب="" واهل="" الجنوب..="" ولكن="" للسياسة="" أيضاً="">

وقبل ان انهي مقالاتي عن السودان.. فأنني اشيد فعلاً بتلك الشركة العملاقة »المقاولون العرب« التي تعمل لخير مصر والسودان معاً.. وهي تنفذ الكثير من المشروعات هناك، منها مشروعات مدارس مشتركة كل مدرسة من 15 فصلاً مع ورشة في واو بولاية بحر الغزال وفي ورور في جونجلي وفي جوبا نفسها.. فضلاً عن عيادة صحية في اكون واخري في بور بجونجلي.. أما العمل الاكبر فهو انشاء مباني فرع جامعة الاسكندرية في مدينة تونج وتضم كليات للزراعة والطب البيطري والصناعات والآداب.. وسوف تفتح الجامعة ابوابها في العام الدراسي القادم..

ويشرف علي فرع المقاولون العرب في السودان المهندس محمد احمد سليمان ومعه حسن حداد حسن مدير الموارد البشرية.. وحقيقة يقومان بجهد رائع وسط ظروف صعبة في شمال السودان.. وفي جنوبه..