رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ليسوا مصريين.. وليسوا سيناوية

ليست هذه عملية سياسية.. بل هي إجرامية في حق الوطن.. وهي عملية قطع طريق بكل هذا المعني.. ولهذا وجب علينا أن نطبق عليهم «حد الحرابة» وحد الحرابة هو الرد الشرعي علي من يروع المواطنين.. ويقطع الطريق باستخدام السلاح.. وهؤلاء الجنود السبعة كانوا غير مسلحين.. وكانوا يرتدون ملابسهم المدنية.. هبط علي سيارتهم المدنية جماعة إرهابية مسلحة وقامت بخطفهم.. وأخذتهم رهينة.. مقابل فدية، حتي ولو كانت هذه الفدية هي إخلاء سبيل زملاء لهم هم الآن في المعتقلات..

** هي إذن ليست عملية نضالية.. وما هم بمناضلين.. ولكن هدفها الأول والأخير هو اختبار قوة الدولة.. مع امتهان كرامتها.. وبالتالي لا أعرف معني أن تتفاوض معهم الدولة.. وهل تتفاوض لتنظيم عملية الاستجابة لمطالب الخاطفين.. أم تتفاوض الدولة لشراء سكوتهم علي جريمتهم.. وعلي كل الجرائم التي ارتكبوها - في السابق هذا ان كانوا فعلا سيناوية أي من أهل سيناء الأصلاء.. وليسوا من معتادي التنقل علي خط الحدود.. ومرة يدعون انهم مصريون عندما تكون مصر قد استعادت سلطتها علي هذا الشريط الحدودي.. ومرة ينكرون مصريتهم إذا وقعت سيناء تحت الاحتلال.. وهناك تجارب عديدة في هذا المجال.. أو ربما يكونون من الطرف الآخر الذي يطمع في الإقامة في سيناء.. بعد أن عجزوا عن استعادة أرضهم من إسرائيل!!
** والمشكلة ان مصر الرسمية تعلن الحرب.. إعلامياً.. ولأول مرة تسمح أي حكومة بالكشف عما تخطط له وتشمر عن عضلاتها فتدفع بدباباتها ومدرعاتها وجنودها في عرض عسكري مكشوف.. وينشر الإعلام كل ذلك وبالأرقام وكأن الجيش زاحف إلي معركة عسكرية يذكرنا باستعراض زحف قواتنا المسلحة قبيل حرب يونيه 67 وهي تعبر قناة السويس.. باتجاه الشرق بينما مذيع التليفزيون يعلن - وهو يرتدي الملابس العسكرية - أنه عائد من الجبهة وأن موعدنا القادم.. سيكون من داخل.. إسرائيل!! فكانت النكسة.
إن من يريد أن يعمل شيئاً فعليه ألا يعلن عن نياته وتحركاته.. إلا بعد نجاح عمليته.. تماماً كما حدث يوم السبت 6 أكتوبر 1973. فلم تعلن مصر عن عبورها للقناة.. إلا بعد أن أخذت هذه القوات بالفعل في العبور.
** اللهم إلا إذا كان هدف «الإعلان» عن تحركات قواتنا هو تهدئة الرأي العام الثائر بسبب عدم اتخاذ السلطة أي قرار لاستعادة رجالنا المأسورين الذين يعاملهم الخاطفون كأسري حرب.. وبالفعل نظامنا هو نظام الكلام.. لأنه ما أسهل ما يتكلمون، وأخشي ما نخشاه أن ينتهي هذا العرض العسكري كما صار الحال مع «العملية نسر»

التي كانت تستهدف هدم وإغلاق أنفاق المهانة علي الحدود.
وهنا نتساءل: هل يري الخاطفون أن يطلقوا سراح رجالنا وفوراً أم يستمرون في تصعيد الأمور كما حدث صباح أول من أمس من هجوم بالأسلحة الثقيلة علي قواتنا الحدودية هناك.. أقول ذلك وأنا أري عدم جدوي التفاوض.. فالتفاوض هنا إهانة لكل المصريين وبالذات إهانة لقواتنا المسلحة..
** وقد هزتني كلمات أم الجندي المخطوف أحمد عبدالبديع التي تتساءل قائلة: ماذا لو كان ابن الرئيس هو أحد هؤلاء المخطوفين.. ثم هزتني كلماتها وهي تقول: ربنا يحرق قلبك علي أولادك.. وهو دعاء أم مكلومة قد لا تر إبنها بعد ذلك.
لقد اهتزت مصر يوم استرد الله سبحانه وتعالي وديعته المتمثلة في الصبي محمد، حفيد الرئيس حسني مبارك، وهو الحدث الذي وضع المسمار الأخير في النظام السابق.. ويومها بكي من بكي علي رحيل هذا الصبي وشاركوا الجد.. والابن.. والأسرة في مصابها الأليم.. وبالمناسبة مرت منذ ساعات الذكري الرابعة لرحيل الصبي محمد علاء حسني مبارك.. رحمه الله.
** ودعوني أتساءل: إذا كان هناك من خطط لإسقاط المجلس الأعلي للقوات المسلحة وإسقاط رئيسه المشير طنطاوي بافتعال حادث قتل جنودنا الستة عشر عند رفح في رمضان الماضي.. فاننا - ومن نفس المنطلق - نتساءل هل هناك من يخطط لإسقاط الفريق أول السيسي وزير الدفاع والقائد العام لقواتنا المسلحة الآن..
هنا أقول ان كان ذلك كذلك فان الهدف ليس فقط إسقاط الفريق السيسي لأن كثيرين يرون فيه الرجل المنقذ الآن.. ولكنه أيضاً إهانة جيش مصر.. فماذا بعد هذه الإهانات؟!
** حق الحرابة هنا هو أبلغ رد علي ما يجري في سيناء.. وخارج سيناء.