رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

القمح.. فيه سم قاتل!

نحن الآن في موسم حصاد القمح.. والحمد لله أن زاد الإنتاج لنقلل الاعتماد علي استيراد القمح من الخارج.. فهل عرفنا كيف نستعد لاستقبال هذا القمح وكيف نخزنه.. أم نرجو الله أن يبعث إلينا نبي الله يوسف لكي يهدينا ويعلمنا كيف نبني الصوامع ونقيم الشون لتخزين القمح، ليبقي سليماً صحياً صالحاً لكي يأكله الناس..

لا أن تعافه الماشية.. ولكن ما سبب هذا الكلام؟!
السبب هو ما أخبرني به الأستاذ الدكتور محمد عبدالوهاب، العالم المصري والجراح الشهير من أن سوء تخزين القمح سواء كان مزروعاً في مصر أم مستورداً يحوله إلي مادة قاتلة.. ويجعل فيه سماً قاتلاً.
** يقول الدكتور محمد عبدالوهاب إن سوء تخزين القمح ووضعه في مناطق رطبة بالنسبة للقمح المحلي.. أو نقله بالبحر بالنسبة للقمح المستورد يضعه في بيئة رطبة فينمو عليه نوع من الفطريات.. هذه الفطريات ثبت أنها تسبب سرطان الكبد.. وهو من أخطر الأمراض التي تصيب الكبد.
وبالمناسبة تم ضبط كميات من القمح غير صالحة للاستهلاك حاولت السيارات إدخاله إلي الشون منذ أربعة أيام.. فقد كانت الحشرات تغطي أجولة هذا القمح.. وإذا كان من يورد هذا القمح بلا ضمير.. ومن ينقله بلا أخلاق فهل نقول إن هناك من يتآمر علي شعب مصر لكي يقدموا له خبزاً فيه هذا السم القاتل.
** إنني أعلم أن مصر هي أكبر مستورد للقمح في العالم.. فهل هناك من يشتري أسوأ أنواع القمح وبرخص التراب لكي يقدمه لشعب مصر.. وحتي وإن كان القمح المستورد جيداً.. وكذلك يفترض في القمح المحلي.. ولكن ماذا عن وسائل نقله من الخارج.. وأيضا من الداخل. ثم ماذا عن طرق حفظه وتخزينه.. ولماذا هذه الأماكن والوسائل شديدة الرطوبة التي تجعل هذه الفطريات، ويعرف الدكتور عبدالوهاب وعلماء الغذاء في مصر والخارج، اسمها العلمي لماذا لا يتم تخزينه في أماكن جافة.. نظيفة.. حتي يصل إلي المطاحن والمخازن وهو في حالة معقولة.. هذا سؤال يخص القمح. لأن المصري «مواطن قمحي» يملأ معدته بالخبز البلدي. والقليل من المصريين يعتمدون علي الأرز.. وربما تنمو فطريات مماثلة علي حبات الأرز.. ولكن المصري- الآن- يقبل علي المكرونة.. وهي أيضا من القمح.. فما هو الحل. المصري يأكل الخبز في وجباته الثلاث.. فهل هناك- مرة أخري- من يتعمد قتل الشعب المصري.. فينك يا نبي الله يوسف!!
** وإذا كانت أمراض الكبد تمثل رقم خمسة في أسباب الوفيات في العالم.. فإنها الرقم واحد في مصر. وأورام الكبد هي الأعلي. وبالذات بين الفلاحين الذين يمثل لهم رغيف الخبز الطعام الأساسي.. فلماذا نتهاون ونسمح بتداول القمح الرديء المصاب بالفطريات. ولماذا نسمح باستمرار مهزلة الري بمياه الصرف الزراعي والصحي والصناعي.. لماذا يستمر خلل منظومة الري التي كانت مصر تفخر بأنها تمتلك أعظم منظومة

للري في العالم..
ونصل إلي سبب آخر من أسباب انتشار أمراض الكبد وهو تلوث الهواء بعد تلوث المياه ثم تلوث الطعام.. أما السبب الرابع فهو استعمال المبيدات وكل هذه الأسباب تصيب الأطفال وتنتج لنا شباباً مريضاً.. لنرث رجالاً يأكل المرض أجسامهم ويتحولوا إلي عبء نفسي ومالي وطبي رهيب.
** والدكتور محمد عبدالوهاب- وأيده في نار المرض اللعين- يصرخ ويقول لنا إن كل مصارف الدلتا ملوثة.. وإذا كان مصرف كيتشنر في البداية الذي يبدأ من محافظة الغربية ويصب في بحيرة البرلس فإنه يستقبل وينقل صرف العديد من المصانع.. قبل أن يصل إلي كفر الشيخ ليروي منها الناس أرضهم.. بكل ما فيها من ملوثات ومعادن ثقيلة.. وأيضا مبيدات.. ولهذا فإن كفر الشيخ فيها أكبر نسبة من مرضي الكبد علي مستوي مصر.
** وهنا يدخل في الحديث الناشط السياسي الدمياطي جمال ماريا فيقول إن مصرف السرو- منذ شقه محمد علي باشا- كان ينقل مياه الصرف الزراعي إلي بحيرة المنزلة.. ولكن- للأسف- جاء عصر تم فيه تحويله ليصب في فرع النيل عند دمياط.. فكانت الكارثة.. ولكن أنقذنا منها الدكتور محمد فتحي البرادعي عندما كان محافظاً لدمياط ودبر 48 مليون جنيه ليحول مجري المصرف ليصب في البحر المتوسط.. تكريماً للنيل.. ولكن هناك مصرف عمر بك الذي يبدأ من سمنود- قرب المحلة الكبري ويستقبل مياه الصرف الصناعي من مصانع المحلة.. وحاولت دمياط- التي تستقبل مياه النيل وفيها مياه هذا المصرف- أن تغير مصب المصرف ليرمي في البرلس بدلاً من النيل.. ولكن توقف المشروع.. وهنا تكمن مسئولية محافظة الدقهلية..
** وعجباً.. كما يقول الدمياطي جمال ماريا- إن محمد علي باشا كان يحترم النيل وهو الأجنبي.. بينما نحن المصريين الخلصاء.. نهين هذا النهر العظيم.
ولكن ما هو الحل.. كيف نواجه المرض اللعين.. غداً الدكتور عبدالوهاب يقدم لنا الحل.