رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حلم.. المليون فدان »4«

 

مشكلة مصر الأساسية هي هذه الفجوة الرهيبة في الغذاء.. فقد أصبح عدد سكانها اكثر من 80 مليوناً بينما مساحة الارض الزراعية تكاد تكون كما هي. وبالتالي فلا حل الا احد امرين: الاول زيادة مساحة الارض الزراعية.. والثاني هو الاستيراد. وقد تصاعدت الازمة الغذائية فنحن نستورد 60٪ من القمح و90٪ من السكر و80٪ من الذرة و90٪ من زيت الطعام.. ونصف اللحوم و40٪ من الاسماك.. وكل الشاي و60٪ من اللوبيا والفاصوليا ويكاد الارز يكفي.. فماذا نفعل؟!

حاولنا زراعة سيناء ولكن مشروع زراعة حوالي 400 ألف فدان مازال يتعثر.. حتي مشروع ترعة السلام الذي يوصل مياه النيل المخلوطة بمياه الصرف الزراعي يتعثر.. ولم تصل المياه بعد الي منطقة السد والقوارير مثلاً.. وبالتالي لم ننجح في زراعة الا بعض الخوخ وقليلاً من القمح والزيتون.. ولكن هذا لا يكفي وانفقنا مليارات الجنيهات علي تنمية سيناء زراعياً.. ولكن كانت هناك ايد خبيثة تحول دون ذلك.

** وانفقت الحكومة ـ بل اضاعت ـ مليارات عديدة علي ما اسموه مشروع توشكي بالقرب من ابو سمبل في محافظة اسوان. ولم يكن هذا وقته.. كانت هناك مشروعات يجب ان ننفذها مقبله.. فالجو والحرارة والارض مشاكل رغم انها تحصل علي افضل مياه في مصر. مياه هي الانقي في العالم، بينما دلتا مصر نزرعها بأسوأ مياه في العالم.. وضاعت هذه المليارات: من المياه ومن الاموال ولم نحصل ـ من توشكي ـ علي ما كانوا قد وعدونا به علي مدي ربع قرن تقريباً وطبلوا وزمروا وصفقوا واطلقوا الاغاني.. ولا نتيجة تذكر ولم نحصل إلا علي حصرم الخلاف مع الذين اعطيناهم الارض بأرخص الاسعار!!

** وحاولنا في شرق العوينات، والري فيها بالمياه الجوفية، ونتعثر في زراعة اكثر من مليون فدان حول مجري النيل من اسوان الي جنوب الجيزة.. وقتلنا مشروع الصالحية الناجح وحولوه الي منتجعات للاثرياء..

وطلع علينا البعض بزراعة ارض محددة في رومانيا!! وتحدثوا عن زراعة ارض في اثيوبيا.. وفي أوغندا.. ولم يبق الا ان يخدعونا بأنهم قرروا زراعة ارض القمر.. كل هذا بينما السودان، جنوب أسوان يكمن فيها الحل السحري الذي يخدم كلا الشعبين..

** حقيقة هناك رواد مغامرون من مصر ذهبوا الي السودان لزراعة الارض بها.. ونجحوا.. ولكننا كنا ومازلنا نحلم بزراعة مساحات واسعة من اراضي السودان.. وهو حلم قديم.. ورائع ويقوم مثلاً علي التعاون الرائد بين شعبين شقيقين والأشقاء في السودان لا يعرفون علي وجه الدقة كم من عشرات الملايين من الفدادين يصلح للزراعة هناك.. وهي بالقطع تحسب بمئات الملايين من الافدنة.. فالارض ممتازة.. عفية.. لم يستهلكها كل هذه الدورات الزراعية.. بل منها بالتأكيد ارض لم تزرع من قبل.

والمياه متوفرة.. وهناك عشرات الانهار الكبيرة والصغيرة علي حد سواء من الانهار الكبيرة: النيل الازرق والعطبرة والسوباط والقاش والنيل الابيض وبحر الغزال وبحر الجبل وبحر الزراف. وهناك البحيرات الحلوة كبيرها وصغيرها.. و.

و. و!!

** وهم ونحن نحتاج محاصيل معينة: الارز والسكر والقمح والزيت والذرة والعدس والفول و. و. و.. وهي كلها لطعام ابناء الشعبين وما يفيض يمكن تصديره.. اما عن الفول السوداني فالحديث طويل لأن عليه تقوم صناعات عديدة.. واسألوا الرئيس الامريكي السابق كارتر الذي اقام امبراطوريته علي هذا الفول في جنوب الولايات المتحدة!!

هنا يبرز المشروع الحلم: زراعة مليون فدان من ارض السودان بالايدي السودانية والمصرية معاً.. هم يحتاجون نفس ما نحتاجه.. ولكن ليس لديهم الخبرة الزراعية الكافية.. ونحن نحتاج نفس ما يحتاجون.. وعندنا الخبرة.. وايضاً عندنا الايدي العاملة.. الزائدة..

** وفكرة المليون فدان التي تقدم بها النائب الوفدي مصطفي الجندي وركز عليها رئيس حزب الوفد، الدكتور السيد البدوي شحاتة، خلال زيارته للسودان.. وبحثها مع المسئولين السودانيين، علي اعلي المستويات من رئيس الجمهورية الي نائب الرئيس ومساعديه.. وايضاً مع كل قادة الاحزاب الحزب الحاكم والمعارضة.. وللحقيقة وجد رئيس الوفد كل تأييد للفكرة.. خصوصاً بعد ان سقط النظام المصري الذي اساء الي الشعبين وحصل الدكتور السيد البدوي علي وعد بتخصيص مليون فدان تزرعها عائلات مصرية وعائلات سودانية علي ان يتم تخصيص ثلث العائد للعائلات السودانية والثلث للعائلات المصرية والثلث للادارة.. وهذا يعني انشاء العديد من القري وتوفير الاحتياجات لها من مدارس ومساكن وعيادات وخدمات وطرق.. أي يحدث هذا الامتزاج الرائع الذي يعيد وحدة الشعبين التي كانت، عندما كنا ـ معاً ـ نأكل من طعام واحد.. كما شربنا ونشرب من ماء واحد. ونعيش علي نهر واحد.. هذا هو الحلم..

** ومن المؤكد ان نجاح هذه المليون فدان الاولي سوف يتبعها ملايين اخري تستوعب الملايين من ابناء الشعبين.. وتوفر الطعام لملايين غيرهم من السودانيين ومن المصريين.

ولقد فتح السودان وكل قياداته قلبه وعقله لتنفيذ هذا الحلم.. ونتمني ان تفتح مصر وكل قياداتها قلوبهم وعقولهم لتمويل هذا الحلم الي حقيقة.. ومصالح الشعوب دائماً ما تبدأ بالاحلام.