رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

جبال المرارة.. والدفء الشعبي »3«

 

يمكننا أن نتحدث أياماً وعشرات الأيام عن عمق المرارة التي رأيناها في وجوه كل الاخوة السودانيين، حتي الذين قلوبهم كانت معنا من قيادات ورجال عاشوا مع عمق الوحدة بين شعبي وادي النيل.. ليسوا فقط قادة وأعضاء الحزب الوطني الاتحادي وزعيمه السيد محمد عثمان الميرغني الذين عاشوا عي فكرة وادي النيل.. ولكن ايضاً قادة واعضاء حزب الامة بزعيمه السيد الصادق المهدي..

ووجدنا مرارة شديدة حتي عند الكثرين من المواطنين السودانيين.. حتي ان بعضهم يحملون النظام السابق في مصر اسباب ما حدث في جنوب السودان من غياب فعلي لمصر طوال قضية الجنوب.. وعندما قلت في احدي جلسات الحوار بين الوفد المصري ووفد سوداني يرأسه نائب الرئيس السوداني د. نافع علي نافع، وهو في نفس الوقت الامين العام لحزب المؤتمر، ان السودان خسر كثيراً بإبعاد مصر وخبرات مصر التفاوضية خلال مشكلة الجنوب، فانفردت افريقيا والذين لا يريدون خيراً للسودان بالسودان..

** وهنا قال الدكتور السيد البدوي.. لقد جئنا.. حقيقة متأخرين.. ولكن ذلك افضل من ألا نجيء ابداً.. والمهم ان ثورة 25 يناير غيرت مصر كثيراً.. وأصبح شعب مصر يمتلك مصر.. تلك الثورة اعادت تملك الشعب لوطنه وأصبح لا تملي عليه اي اجندات خارجية وغير خارجية ولقد غبنا عن افريقيا ـ كما قال الرئيس البشير ـ ولكننا عدنا داعمين لها.. ولولا هذه الثورة ما كان هذا اللقاء.. وأضاف: إن الذين خطفوا مصر من شعبها هم الذين خطفوا علاقات الشعبين.. وللأسف كنا نتعامل مع السودان من خلال الامن القومي.. وهذا خطأ كبير.

** ويرد الدكتور نافع ان العلاقة مع السودان أديرت من خلال جهاز المخابرات وأن مصر كانت تنظر الي السودان إلا وأن يكون تابعاً لمصر.. والرجل يقول ذلك بحكم انه كان رئيساً للمخابرات السودانية قبل ان يصبح اميناً عاماً لحزب المؤتمر الحاكم ونائباً للرئيس ويضيف بمرارة »ورغم ذلك.. فهذه مرحلة قد انتهت رغم اننا تأذينا منها.. فمصر للأسف كانت ترعي كل معارضة لحكومة السودان.. كانت علاقة غير راشدة ـ يقول نائب الرئيس ـ وهذه أضرت بعلاقة مصر بكل افريقيا.. مصر استأسدت علي الاحباء وعلي الاشقاء.. وحاولنا ان نقوم هذه العلاقة لاننا مستهدفون في هويتنا..

ويستمر حديث المرارة علي لسان د. نافع: »وظلت مصر تتآمر مع الذين تآمروا علي هذه الهوية.. من اجل اضعاف مصر وقطع علاقتها بافريقيا.. والعرب. لانهم يعرفون انه اذا قويت عاقة السودان بمصر علي هذه الرؤية والوضوح والمنطق.. قويت مصر وقوي العرب..«

** هو فعلاً حديث لا تنقصه الصراحة.. ونصل الي القمة عندما يقول د. نافع: الآن ليس هناك صفقات بين الحكام عي حساب الشعوب.. وسوف تستمر علاقتنا مع كل احزاب مصر.. بعد ان ظل النظام المصري السابق جالساً يتفرج حتي جاءت دولة قطر وبالذات في قضية دارفور.. وفي

قضايا اخري.

ويهزنا اكثر من مسئول سياسي عندما اجمعوا ان السودانيين يعرفون شوارع مصر.. اكثر مما يعرف المصريون شوارع السودان.. بل ويكررون امامكم اسماء مستشفيات مصرية واطباء مصريين.. وأسماء مدرسين بل هم قادرون علي ان »يتوهوا« مصريين في احياء مصرية.. وزمان كان السوداني يفضل ان يعالج في مصر.. وبسبب النظام المصري السابق.. اصبح السوداني يفضل العلاج في.. الأردن!! والتعليم كذلك.. ويرتفع اكثر من صوت في اكثر من لقاء.. يا جماعة أي واحد اتعلم في مصر مازال يحب مصر.. وأي واحد مَنَّ الله عليه بالشفاء علي ايدي طبيب مصري.. يعشق مصر.

** الآن جاءت الفرصة.. وعلينا أن نؤسس لفهم مشترك، لمعرفة مشتركة فهم عند النخبة.. وفهم عند الشعب.. حتي نعمل معاً بايجابية ويصبح لدينا معاً هذا التواصل حتي نزيح أي عقبات.. لنقيم مصالح مشتركة ويقرر اكثر من سوداني: من القمة.. وحتي رجل الشارع إن السودان اكثر استفادة من ثورة 25 يناير.. من كل المصريين!! لأن مصر القوية سند لنا.. ومشكلة مصر السابقة انها كانت تستجيب لضغوط الغرب، ضد السودان..

** ويرد الدكتور السيد البدوي: هذا هو هدف هذه الرحلة.. ان نتحرك شعبياً.. ليتحرك السودان معنا شعبياً.. ايضاً.

هي سبب مبادرتنا الشعبية هذه بقيادة حزب الوفد، جاء هذا الوفد الشعبي المصري الممثل للعديد من احزاب مصر ومنظماتها.. ليطوف دول حوض النيل قبل بدء العمل بالاطار الخاص بالنيل.. والاهم ان نعيد ـ شعبياً ـ ما انقطع.. وان نتحرك معاً من اجل مطالب شعوب كل دول الحوض.. ونعترف ان مرارتكم ومرارتنا كانت بسبب من افسد علاقتنا وعلاقتكم.. وهذا ما جعلنا نتحمل سوء ما حدث..

** وأضيف اخطأ الحكام.. وتحركت الشعوب لتستعيد حقها في الحياة ولترفع وصاية الغرب علينا.. تلك الوصاية التي باعدت بين مصر وسودانه.. بين شعبي وادي النيل، من اجل مصلحة الشعبين معاً.. وهذا هو الامل الأكبر.