رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أسطورة بن لادن

بعد 10 سنوات انتقمت أمريكا لكرامتها!! وطوال هذه السنوات كان أسامة بن لادن هو العدو القومي لها.. وربما أكثر من أدولف هتلر.. ربما لأن هتلر كان عدوًا ظاهرًا.. أما بن لادن فكان الزئبق نفسه يضرب في المكان غير المتوقع.. في الوقت غير المتوقع.. فيحصل علي نتيجة مذهلة!!

 

ومهما قيل عن أن بن لادن - كان في الأصل - من صنع أمريكا نفسها استطاعت من خلاله تقويض التواجد السوفيتي الشيوعي في أفغانستان.. ومنع امتداده في غيرها، مهما قيل عن ذلك إلا أنه استطاع أن يجبر أمريكا - كل أمريكا الرسمية والشعبية - علي أن تنام وهي مفتوحة العينين بعد تلك العملية غير المسبوقة عندما استطاع أن يضربها في عقر دارها.. في نيويورك حيث المدينة التي تقدم أمريكا نفسها للعالم.. من خلالها.

** ففي يوم 11 سبتمبر 2001 كانت العملية الأشهر.. ضرب التوءم.. أكبر برجين في عاصمة المال والأعمال.. ضربهما واسقطهما بعملية واحدة وبأسلوب غير مسبوق.. هذا العالم كله.. وأحدث زلزالاً في كل أمريكا.. فمن هو ذلك الجبار الذي جعل أمريكا تركع.. ولم تفق إلا فجر أمس عندما تنفست الصعداء مع إعلان رئيسها باراك أوباما مصرع العدو رقم واحد لها في العالم كله.. وتم هذا الاسقاط من خلال عملية عسكرية قامت بها مجموعة من قوات المارينز، فخر العسكرية الأمريكية.

وبن لادن - الأسطورة - التقي بالمجاهد الإسلامي عبدالله عزام وتزاملا وأنشأ بن لادن تنظيم القاعدة عام 1987 ربما انتقاما من أمريكا نفسها ونسف السفارتين الأمريكتين في أفريقيا بل وبلغت به القدرة أن هاجم المدمرة الأمريكية الشهيرة كول أمام سواحل اليمن الجنوبية.

** وعندما رصدت أمريكا 50 مليون دولار مقابل رأس بن لادن فإنما كانت تريد أن تثأر لحوالي 3000 قتيل أمريكي سقطوا في عملية برجي مركز التجارة في نيويورك، ربما أكثر من ضحاياها في عملية بير هاربور التي هاجم فيها الطيران الياباني هذه القاعدة يوم 7 ديسمبر 1941 وأرغمت أمريكا علي الدخول في الحرب العالمية الثانية.. ومن يومها وضعت أمريكا تصفية بن لادن علي رأس مهامها الكبري!!

والأمريكيون الذين خرجوا إلي الشوارع - بمجرد إعلان النبأ - ربما يبتسمون للمرة الأولي بعد 11 سبتمبر.. ومنهم من اتجه إلي موقع البرجين وكأنهم يقولون للضحايا.. اليوم فقط انتقمنا لكم.. وربما يدفنون جثمان بن لادن في نفس مكان البرجين، تماماً كما هتف الجنرال الفرنسي جورو عندما دخل دمشق ووقف أمام قبر صلاح الدين: اليوم قد عدنا يا صلاح الدين.. أو كما قال الفيلد مارشال اللينبي عندما دخل القدس بقواته في الحرب العالمية الأولي: اليوم انتهت الحروب الصليبية.. تعبيرًا عن العداء المتصل للغرب.. من الإسلام والمسلمين.

** وسوف يحزن الملايين من العرب والمسلمين علي مصرع بن لادن تماماً كما فرحت الملايين في الغرب.. فالرجل تتفق معه أو تختلف صنع اسطوره اسمها »القاعدة« وسطر اسمه بين اساطير العالم.. وربما اكبر كثيراً من اسم مؤسس تنظيم الحشاشين في العصور الوسطي الذي سيطر علي كثير من حكام مصر والشام والعراق بل وهدد ملك صلاح الدين

الايوبي.. وهو أشهر تنظيم ارهابي في العصور الوسطي كلها..

ولكن المؤكد ان اسامة بن لادن مرمغ سمعة وقوة الولايات المتحدة في التراب، اينما وجدت: في افريقيا.. أو في اسيا.. أو اوروبا.. بل وفي عقر دارها ومدينتها الاشهر نيويورك.. وذلك منذ انشأ تنظيم القاعدة عام 1987 الي ان اصبح اسمه واسمها يصيب من يسمعه بالرعب..

** ولم يكن عداؤه فقط تجاه امريكا.. بل لكل الغرب.. وكل من أتي به ومنه.. وكان هدفه ان يسحب الولايات المتحدة الي المستنقعات الكبري التي يمكن ان تغوص اقدام جنودها في الوحل.. حاول ان يسحبها الي افغانستان، وليس سراً ان هزيمة موسكو هناك كانت من عوامل سقوط وتفكك الاتحاد السوفيتي.. وحاول سحبها الي المستنقع الصومالي ولكن امريكا فهمت الدرس جيداً فخرجت من الصومال مسرعة.. وحاول سحبها الي المستنقع العراقي. ولكن امريكا نجحت في تحويل الصراع هناك الي صراع عراقي ـ عراقي.. ونفدت امريكا بجلدها.

ثم هو الرجل الذي جعل رؤساء امريكا يتكتلون واحداً اثر الاخر لضربه واسقاطه من بوش الابن ـ مرتين ـ الي أوباما.

** والناس تختلف حول هويته.. وهوية القاعدة.. هل هو ارهابي وهل هي ارهابية.. كما يراها الغرب وأمريكا. أم هو مناضل مقاتل كما يراه كثيرون من ابناء العالم الاسلامي.. الذين يرون فيه الشخص الذي ارغم امريكا علي الاعتراف بقوته امام الجبروت الامريكي، الذي يصول ويجول في كل قارات العالم.

** ولكن هل تستريح امريكا.. بعد قتلها لهذه الاسطورة هل تستريح هي وكل حلفائها وابرزهم في اسيا: باكستان، التي جاءت عملية الاغتيال علي ارضها.. بل هي امتهان لسيادتها علي ارضها.. وهل تنتهي الحرب الشرسة بين امريكا والقاعدة.. ام سوف تتواصل باستمرار »دولة بن لادن« في العمل العسكري والضغط السياسي.. يقودها ابناء بن لادن نفسه واتباعه ومؤيدوه..

وهل ينتهي الارهاب ام يشتد انتقاما لمقتل زعيمهم الاسطورة الذي تضع كثير من الاسر صوره في مجالسها..

** هل نتوقع عمليات ارهابية سريعة انتقاماً.. تمهيداً لعمليات كبيرة لن تكون امريكا نفسها بمأمن منها..

الأيام وحدها ستروي لنا ما سيحدث