عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مصر وما حولها.. قضايا خطيرة للغاية

 

وسط انشغال مصر بأمورها الداخلية، وثورتها الرائدة التي هزت العالم حدثت وتحدث أمور غاية في الأهمية والخطورة.. ولا ندري.. هل من الافضل أن تنكفئ مصر علي مشاكلها الداخلية والخاصة وتهمل كل ما عدا ذلك.. حتي وإن ارتبط ذلك بأخص أمور الأمن القومي المصري.. الذي هو جزء اساسي من الامن القومي العربي، إن هناك من يفضل أن تواصل القاهرة دورها الرئيسي في كل ما يحدث - في المنطقة - من أحداث وقضايا.. واختلفت الرؤي!!.

وإذا كانت ثورة تونس قد سبقت ثورة مصر بأيام.. إلا اننا يجب ألا نهمل ما يجري هناك.. إذ علي غرب تونس هناك الجزائر التي تغلي بالاحداث منذ سنوات.. ثم المغرب التي يتحرك فيها بركان الثورة والغضب هي الاخري.. وقد يمتد ذلك إلي موريتانيا.. أي أن تونس التي تقع في هذا الموقع الاستراتيجي الخطير تؤثر في كل الدول غربها.. ثم ها هي تؤثر أيضا فيما يحدث في ليبيا جارتها من الشرق.. وكأن ثورة تونس جاءت لتحرك الامور في كل شمال افريقيا.. المسلم .. البحر متوسطي وعلي مشارق المحيط الاطلنطي.

** ثم ها هي الثورة تنتقل الي سوريا بكل خطورة موقعها بين العراق وايران شرقاً.. وأيضاً الاردن جنوبها وهي دولة شديدة التعقيد، ليس في تركيبتها السكانية فقط.. بل يلقي موقعها الخطير بظلاله علي كل ما حوله.. ففي الشمال سوريا التي تغلي بالثورة، التي اندلعت في البداية من مدينة درعة أقرب المدن السورية إلي الاردن.. والضفة الغربية التي تقوم فيها السلطة الفلسطينية.. وكانت هذه الضفة تشكل مع نصفها الشرقي أي الضفة الشرقية دولة فلسطين ما تحت الانتداب البريطاني مع قطاع غزة.. ثم اسرائيل الجار الشرس الذي لم يسمح ولن يسمح بأي أعمال تنطلق من الاردن ضد اسرائيل بحكم ان نسبة كبيرة من سكان الاردن هم من الفلسطينيين.

ثم هناك بوادر أزمة تجري تحت السطح في لبنان في الغرب من سوريا وهي الأزمة التي أخرت تشكيل حكومة الحريري التي سرعان ما سقطت هذه الحكومة بعد اسابيع قليلة من تشكيلها.. ثم هناك تركيا شمال سوريا التي تخطط وتحلم بالعودة إلي العالم الاسلامي، والشام بالذات الذي كانت تحكمه علي مدار أربعة قرون.

** وتعيش المنطقة - ومصر مازالت في مرحلة المخاض - مشكلة السودان وانفصال جنوبه عن شماله.. وبوادر أزمة بين النصفين اللدودين يمكن ان تصل إلي حد الحرب بينهما.. بسبب منطقة أبيي الحدودين بينهما. وها هو الرئيس عمر البشير رئيس الشمال الذي تم الانفصال في عهده يهدد بالحرب مع الجنوب علنا وعلانية في مؤتمر جماهيري.. وهكذا دائماً كل توابع حركات الانفصال، وابرز ذلك ما حدث بين الهند وباكستان.

وكما ضاع السودان نفسه.. ضاع الجنوب.. وربما يلحق

به الغرب كله.. أي دارفور.

** كل هذا يحدث حول مصر.. وإذا كان ما يحدث في الجنوب حيث السودان خطيراً من ناحية الامن المائي المصري واستقرار كل ما هو جنوب خط عرض 22 شمالاً، أي جنوب مصر.. فان ما يحدث غرب مصر - في ليبيا - يهدد بانفصال جديد أيضا هناك. أقصد انقسام ليبيا بين دولة في الشرق تحيي قصة ولاية برقة التي كانت عاصمتها بنغازي.. وقصة ولاية طرابلس في الغرب، ولا ندري مصير منطقة فزان في الجنوب من ليبيا.

وسوف أروي قريبا تفاصيل معركة الاستقلال الذي كاد يعلن بقيام دولتين احداهما برقة في الشرق وثانيتهما طرابلس في الغرب وعندي تفاصيل هذه المعركة التي ظلت محتدمة حتي قبيل ايام قليلة من اعلان استقلال »ليبيا الاتحادية« في أول الخمسينيات من القرن الماضي.

** أي ان مصر مهددة بتفتيت دولة ليبيا في الغرب إلي اكثر من دولتين.. كما تهددها تفتيت دولة السودان أيضا إلي اكثر من دولتين.. اي سوف تحيط بمصر دويلات قزمية تصنعها أخطاء حكامها في السودان وفي ليبيا.. بعد ان عاشت مصر عصر تفتت دولة العراق الموحدة، وقيام دولة الاكراد في الشمال، بسبب - ايضاً - تعنت حكامها وآخرهم صدام حسين الذي ركب رأسه فضاع منه الشمال الكردي.. وكاد يضيع منه الجنوب الشيعي.

** كل هذا يحدث بينما في جنوب غرب الجزيرة العربية تحدث ثورة - هناك في اليمن - تهدد أمن قناة السويس لانها تقع - اليمن - وتتحكم في المدخل الجنوبي للبحر الأحمر حيث باب المندب، المؤدي إلي قناة السويس شمالاً.

هل نحن بحاجة إلي مؤتمر قومي لمناقشة كل هذه القضايا التي تحدث حولنا.. وتمس الامن القومي العربي وتهدد الوجود المصري الرائد في المنطقة.

** تلك قضية حيوية تحتاج لمن يتابعها.. لا لمن يهملها.