رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

خير من ألا تتم أبداً

 

قد أكون أسعد الناس بالتوصل إلي اتفاق منظمتي فتح وحماس علي إنهاء الشقاق بينهما وإعادة الوحدة إلي أكبر جماعتين فلسطينيتين وهو الشقاق الذي أحزن كل العرب.. وأبكي كل الفلسطينيين..

فإذا كانت فتح هي أقوي وأكبر فصيل في الصراع مع إسرائيل علي مدي »45« عاماً.. فإن حماس هي التي أعطت للنضال الفلسطيني قبلة الحياة.. أو حقنة الإنعاش.. بعد أن تراخت يد المناضلين أو كادت تتوقف.. بينما إسرائيل ماضية في تنفيذ مخططها..

ولا جدال أن إحداث الوقيعة بين أكبر فصيلين كان هو أكبر انتصار لإسرائيل.. حتي كادت تجعل حلم الدولة الفلسطينية بعيد المنال، بل يستحيل تنفيذه. وبكينا كلنا نحن الذين عشنا عصر الانتفاضة الفلسطينية التي أجبرت أمريكا علي الاعتراف بهذا النضال المتواصل.. وحتي اعترفت أمريكا بحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة المعترف بها دولياً.. وتوالت الاعترافات إلي أن توقفت بوقوع الانفصال والانشقاق بين فتح وحماس.

** وكثيراً ما كتبت هنا وتحدثت في الكثير من القنوات التليفزيونية أقول أنه لا حياة للقضية مع هذا الانشقاق وضربت الأمثلة علي مزايا التوحد.. وعلي مخاطر التمزق. وأمامنا أهم تجربتين للنضال واحدة عربية هي الجزائر التي وحدت كل فصائل الكفاح في جبهة واحدة ونبذت الاختلافات إلي أن نجحت في طرد المستعمر الفرنسي وحققت الاستقلال.. وكانت الجزائر عبارة عن مستعمرة استيطانية لفرنسا جنوب البحر المتوسط.. ولم يكن أحد يتوقع هزيمة فرنسا.. لولا توحد الجزائريين. والتجربة الثانية هي فيتنام التي صمدت للاحتلال الفرنسي والياباني وأخيراً الاستعمار الأمريكي الذي حاول أن يقهر جبهة المناضلين ولكن توحد المناضلين حقق لهم الانتصار علي أمريكا التي هي أكبر قوة عسكرية في العالم..

** وكان العالم يشمت في قضية فلسطين بسبب تمزق المناضلين وكدنا نفقد فكرة الدولة الفلسطينية علي ما »سمحت« به إسرائيل من أراضي الضفة الغربية.. ومعها قطاع غزة.. لتقوم عليهما الدولة  حتي وأن تم ذلك عبر »ممر أرضي« يوصل بينهما.. إلي أن وقع الانفصال.. بل والاشتباك وتصفية عناصر البعض لعناصر البعض. وتخيلنا مشروع الدولة وقد تحول إلي كانتونات.. أو مستوطنات صغيرة متناثرة.. لتنعم إسرائيل بالهدوء في ظل هذا التمزق الفلسطيني.. الذي يبكي كل الشعب الفلسطيني.. ومعهم كل الشعوب العربية الأخري..

** وليس سراً أن إسرائيل كانت وراء هذا التمزق الذي هو في مصلحتها، ونجحت في تحييد منظمة فتح وحكومتها في الضفة الغربية بدعوي التلويح بجزرة الدولة.. بينما ظلت حماس وحكومتها في غزة الرمح المغروس في جسد إسرائيل.. يهدد نصفها الجنوبي.

وبعد الاتفاق الذي توصل إليه في القاهرة كل من فتح وحماس.. نحلم بسرعة تشكيل حكومة وحدة وطنية تضم كل الفصائل الفلسطينية وأيضاً برلمان فلسطيني موحد يعمل بالتوافق مع هذه الحكومة.. وأن تتم مراجعة كل المواقف القديمة بسرعة.. حتي تنطلق حركة النضال لتحقيق حلم الدولة الفلسطينية.. بأسرع وقت.. بشرط أن نترك نقاط الخلاف العنيفة، لنؤجلها إلي ما بعد وأن يغتنموا جميعاً الفرص المتاحة لقيام الدولة الفلسطينية تمهيداً للاتفاق ـ بعد ذلك مثلاً ـ علي قضية مدينة القدس ولتكن علي غرار مدينة برلين المقسمة عقب الحرب العالمية الثانية وأصبح جزءها الشرقي عاصمة لجمهورية ألمانيا الديمقراطية »الشرقية« بينما اختارت ألمانيا »الغربية« مدينة بون عاصمة لألمانيا الاتحادية.. وظل الجزء الغربي من برلين واجهة ديمقراطية أمام برلين الشيوعية.. إلي أن توحدت »كل برلين« وتعود عاصمة لألمانيا كلها بعد سقوط حائط برلين.. ويحب ألا تتحول القدس إلي حجر يعرقل مسيرة الدلة الفلسطينية..

** وكم نرجو من ثوار فتح وحماس أن يترفعوا علي أي صغائر تؤخر هذا الحلم.. وكفي ما ضاع علي الشعب الفلسطيني من وقت ومال بسبب تأخر هذاالتوحد الفلسطيني وكم دمعت كل العيون العربية والإسلامية مما حدث لغزة وأهل غزة من ضرب وتدمير طال كل البنية التحتية بل وكل المباني المقامة فوق وتحت الأرض..

** ولكن يبقي أن نطالب الأيدي الخبيثة ـ من كل مكان ـ بألا تحاول العبث بواقع الفلسطينيين وبمستقبلهم..

وأقول لكم: إذا لم تكن فتح وحماس قد عادتا الي الصواب فقد كنت علي وشك أن أطالب »بمظاهرة مليونية« في غزة.. ومظاهرة أخري في رام الله لإرغام وليس لاقناع أقطاب المنظمتين بالاتفاق... وترك الخصام.