متر الأرض.. بملاليم!! »5«
عرضنا أمس وجهة نظر هيئة المعارض والمؤتمرات، كما قدمها لنا السيد شريف سالم رئيس الهيئة، وذلك كما حدث قبل ثورة 25 يناير.. ولكن الصورة تغيرت، بعد ثورة 25 يناير..
فقد فوجئت الهيئة بخطاب من حي غرب مدينة نصر بوقف أعمال هدم مباني أرض المعارض بناء علي تعليمات الدكتور عبدالعظيم وزير محافظ القاهرة، وذلك يوم 23 فبراير الماضي.. رغم أن نفس الحي كان قد أصدر تراخيص هذا الهدم.. وتقول هيئة المعارض ان إيقاف الهدم يعني عدم استكمال مشروع مدينة القاهرة للمعارض والمؤتمرات.. وفي ذلك إهدار للمال العام.. حيث كانت الهيئة قد قامت بهدم 90٪ من الأبنية المقامة بأرض المعارض تمهيدًا لبدء تنفيذ المشروع.. في الوقت الذي قاربت الشركة المنفذة لأعمال التصميمات الخاصة بالمشروع علي الانتهاء من مراحل تصميم المباني والتصميم التخطيطي.. بل ومرحلة تطوير التصميم.. وحصلت الشركة بالفعل علي أتعاب هذه المراحل..
** ويتساءل شريف سالم ما الذي جعل الحي والمحافظة يتراجعان عن قرارهما السابق باستخراج تراخيص الهدم.. ليصدرا بعد ذلك قرارًا بوقف الهدم، أي إلغاء هذه الموافقة.. فهل ذلك تم لأن الموافقة صدرت بتعليمات من الدكتور أحمد نظيف.. فلما سقط، وسقط كل النظام تراجعت المحافظة عن موافقتها السابقة الصادرة يوم 25 نوفمبر 2009..
** وتمضي أوراق هيئة المعارض تشرح لنا.. قالت إنه كان قد تم تنظيم مسابقة لاختيار أفضل شركة لإعداد تصميمات مشروع مدينة القاهرة للمعارض.. وقد قامت بتنظيم هذه المسابقة شركة مصر، طبقاً لقانون تنظيم المناقصات والمزايدات المعمول به منذ عام 1989..
وطبقاً لذلك تمت دعوة خمسة مصممين وفقاً لمعايير معينة ومدروسة وهي شركة المانية مقرها برلين وشركة أمريكية مقرها نيويورك وشركة صينية مقرها شنغهاي وشركة نرويجية مقرها أوسلو والشركة الخامسة هي شركة زاها حديد ومقرها لندن..
وتم تشكيل لجنة للتحكيم.. وفازت بالمسابقة شركة زاها حديد وهي شركة انجليزية- عراقية مشتركة.. وأعلن عن هذا الفوز في مؤتمر صحفي يوم 24 مايو 2009. وهذه الشركة حصلت علي أكثر من 65 جائزة عالمية من بينها أكبر جائزة وأهم جائزة في مجال تصميم العمارة في بريطانيا.. وكذلك جائزة معمارية في العالم.. وتعطي عن مجمل أعمال.. وليس عن عمل واحد.. كل ذلك حصلت عليه هذه الشركة من عام 1982 وحتي عام 2010 فقط..
** وقدمت هيئة المعارض لنا مع مذكراتها صور العديد من المستندات تبدأ بعقد بيع شركة مدينة نصر أرضاً مساحتها حوالي 212 ألفاً و200 متر وهي القطعة 3 من أرض المعارض.. الواقعة علي شارع صلاح سالم وشارع غرب الاستاد وشارع مدخل الاستاد الرئيسي وشارع مرصوف والقطعة 2 مستشفي الأمراض العقلية وهذه المساحة عبارة عن سوق مكون من أجنحة وأسواق وإدارة ومطافي وشوارع ومبان وكافيتريا ومعارض وغيرها.. كل هذا بسعر مليون و304 آلاف و498 جنيها.. بواقع سعر المتر جنيهان ونصف الجنيه..
** وندخل في صلب تفاصيل مشروع مدينة القاهرة للمعارض فنكتشف ان هناك موافقة صدرت بقرار جمهوري عام 1993 لبناء فندق بأرض مركز المؤتمرات.. بارتفاع 29 مترا.. ثم تطوير أرض القاهرة للمعارض والموافقة علي ارتفاعات المباني والانتهاء من الدراسة المرورية بالمنطقة.. ثم- ولاحظوا ذلك- التنسيق مع وزيري الصحة والاستثمار بشأن مستشفي الأمراض النفسية.. ومبني هيئة الاستثمار والتنسيق مع الصندوق الاجتماعي بشأن إدخال مبني الصندوق ضمن مخطط مدينة القاهرة للمعارض والمؤتمرات..
ومن بين المستندات المقدمة من هيئة المعارض صورة قرار محافظ القاهرة الدكتور عبدالعظيم وزير بتشكيل لجنة لمراجعة الدراسة المرورية للمشروع.. برئاسة نائب المحافظ للمنطقة الشرقية واللواء شريف جمعة مساعد الوزير للشرطة المتخصصة.. وأيضا مدير مرور القاهرة ومدير إدارة البحوث بها ومديرية جهاز هندسة وتخطيط المرور علي ان يمثل وزارة التجارة والصناعة المهندس شريف سالم رئيس هيئة المعارض.. وصدر القرار بمهمة اللجنة في مراجعة الدراسة المرورية المقدمة من هيئة المعارض للمشروع.. بشرط ان تقدم اللجنة تقريرها خلال أسبوع.. وحمل هذا القرار تاريخ 4 مايو 2009.
** وتم إعداد الدراسة المرورية التي تناولت عدد الرحلات التي سوف تنشأ نتيجة لهذا المشروع في 140 ألف رحلة يومياً.. وهذا يؤثر سلباً علي حركة المرور بالكامل وعلي شبكة المرور الرئيسية المحيطة.. ولكنها لم تقدم عددًا بالرحلات التي سوف تنشأ بعد عدة أعوام والتي ستؤدي إلي توقف حركة المرور بالمحاور الرئيسية المحيطة بمنطقة المشروع.. فضلا عما سيحدث للمرور فوق كوبري أكتوبر ومحور صلاح سالم بعد افتتاح المشروع عام 2012.
وقدرت الدراسة عدد أماكن الانتظار المطلوبة بحوالي 6477 مكاناً.
كل ذلك بالتفصيل- أي مشاكل المرور- نناقشه غدًا من واقع المستندات المقدمة لنا من هيئة المعارض.