رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

حركة المحليات.. وأرض المعارض

 

كان يفترض أن أواصل اليوم كتابتي عن مشكلة ارض المعارض بمدينة نصر.. وأنا كالعادة اكتب مقالاتي في البيت.. ولكنني نسيت أمس اوراق هذه المشكلة في مكتبي بحزب الوفد.. ولهذا سوف أواصل الكتابة في هذا الموضوع غداً ـ ان شاء الله ـ لأنني لا أميل كثيراً الي الكتابة من الذاكرة في مثل هذه القضايا الحيوية، حيث دقة المعلومات مطلوبة.. وايضاً التواريخ والقرارات.. فأنا اعلم مدي خطورة هذه القضية لانها اولاً واحدة من حلقات الخلاف بين الدكتور احمد نظيف رئيس الحكومة السابق.. ويؤيده كل الحيتان الذين يريدون وضع ايديهم علي هذه الاراضي، في هذه المنطقة الحيوية التي هي »واجهة« مدينة نصر سواء من ناحية طريق صلاح سالم هذا المحور المروري الحيوي من ناحية الغرب.. أو من ناحية الشرق القريب من محور مروري لا يقل حيوية ولا أدري هل استيلاء الحيتان ـ ومن كانوا يدعمونهم ـ كان سيتوقف علي ارض المعارض أم كانت الاحلام سوف تمتد الي منطقة الاستاد نفسها بكل ما فيها من منشآت رياضية، بحجة أن وجود الاستاد وما يحيط به يخلق اختناقات مرورية تعرقل انسيابية المرور الي مدينة نصر وأيضاً الي مصر الجديدة!!

** المهم.. غدا نواصل عرض قضية ارض المعارض.. ولهذا أرجو قبول اعتذاري.. ودعوني ـ اليوم ـ اتناول ظاهرة مصرية ترسخت فينا في الشهور الاخيرة.. تلك هي تأخر ولا أقول تأخير اتخاذ الاجراءات الحاسمة.. في الوقت المناسب..

وأري ـ وقلت ذلك في عز أزمة ثورة 25 يناير ـ ان تأخر الرئيس السابق حسني مبارك في اتخاذ القرار الصواب أي الاعلان عن »حزمة كاملة من الاجراءات والاصلاحات« كان يمكن ان يكفي علي طريق هذه الثورة.. قلت ذلك في حينها علي كل قنوات التليفزيون الحكومية وغيرها.. وقلته هنا في »الوفد« ولكن رب ضارة نافعة.. ذلك ان تأخر الرئيس السابق، ولم يكن قد اصبح سابقاً بعد، قد افاد الثورة.. وكشف عن حجم الفساد الرهيب الذي كان قد استشري في الجسد المصري الرسمي.. وبالتالي تصاعدت مطالب الثوار.. حتي سقط النظام كله وليس رئيس الجمهورية، أو رئيس الوزراء..

** ولكننا نواجه الان نفس الظاهرة.. ظاهرة الابطاء في اتخاذ القرار المناسب.. في الوقت المناسب.

مثلاً في قضية المحافظين الا تعترفون معي أن الحكومة تأخرت فيها كثيراً.. فقد كان مطلوباً الاسراع فيها.. بمجرد اعلان تشكيل الحكومة الجديدة.. لأنها مكملة لحركة الوزارة.. وهكذا.. ولكننا وجدنا حركة تشكيل الوزارة تعثرت.. وخرجت ناقصة.. ومازالت فقد شاهدنا عمليات استكمال أو

ترقيع هنا وهناك.

وفي حركة المحافظين، بكل اسف، جاءت هذه الحركة بنفس اسلوب النظام القديم.. ومع الرفض الشعبي ـ النفسي علي الاقل ـ لتعيين بعض ضباط الشرطة كمحافظين.. كان يمكن تأجيل دخولهم الحركة كمحافظين بسبب ان بعضهم كان ضالعاً او مشتركاً في مقاومة حركة ثورة الشباب.. وبالتالي رأي فيها الثوار تحدياً للرأي العام. وبالتالي وضعت الحكومة بل كل مصر الرسمية، في اختبار قوة يمكن ان يضر بالثورة كلها.. فاما تسقط الحكومة.. وإما تهتز قوة الثورة.

** وتأتي الخطوة التالية وهي حركة المحليات.. والمحليات هي سكرتيرو عموم المحافظات ورؤساء المدن والمراكز.. بل وأيضاً رؤساء الاحياء..

ونعترف ان دولاب العمل في مصر كلها متوقف.. فلا شيء يتحرك بل توقف »كل« النشاط في كل انحاء مصر. وتعطلت مصالح الناس من فوق لتحت.. بل من القاعدة الي القمة.. حقيقة يمكن ان تصدر حركة المحليات خلال ساعات، ان لم تكن قد صدرت مساء أمس، ولكن المؤكد انها حركة تأخرت طويلاً. ومن المؤكد انها سوف تجيء علي نفس غرار وقواعد الحركات السابقة.. وسوف يتم تحريك البعض.. لا أكثر.

** والمصريون يتمنون ان يروا »ثورة« حقيقية في الادارة تبدأ من حركة المحليات.. أي الناس يحلمون بوجوه جديدة من الشباب فلماذا لا يكون بين الوجوه الجديدة نسبة كبيرة من الشباب ليقودوا حركة تطوير المحليات.. بعد كل ما عرفناه عن فساد المحليات وقادة المحليات في السنوات الاخيرة..

ونتمني ـ وقد تأخرت حركة المحليات ـ أن تأتي الحركة الجديدة متفقة مع احلام المواطنين وتطلعاتهم..

هذا ان اردنا ان نبدأ اصلاحاً حقيقياً في ادارة امور مصر وكل المصريين.

** وغداً نعود الي ملف أرض المعارض بمدينة نصر.