رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صعود وسقوط.. الحزب الوطني القديم »2«

 

لم يمت الحزب الوطني الثاني، حزب مصطفي كامل، بوفاة زعيمه الثاني محمد بك فريد في نوفمبر 1919.. ونشوء حزب شعبي جديد بدماء جديدة وشخصيات جديدة هو حزب الوفد قبل ذلك بعام بالتمام والكمال.. ونشأ هذا الحزب الجديد بزعامة سعد زغلول وعضوية أفضل وأكبر الشخصيات المصرية.

ولكن الحزب الوطني استمر يعمل، فقد كان الوطن يموج بالحركة والنشاط إلي أن قررت السلطة العسكرية الإنجليزية في يوم 19سبتمبر 1921 نفي علي فهمي كامل بك وكيل الحزب الوطني.. بل وقرر مجلس الوزراء برئاسة عدلي يكن في نفس اليوم وقف جريدة اللواء المصري ستة أشهر لنشرها مقالا تضمن نص التليغراف الذي بعث به علي فهمي كامل - وهو شقيق الزعيم مصطفي كامل - إلي الخديو عباس حلمي الثاني في المنفي، لأن هذا من شأنه الاخلال بالنظام العام.

** وانشغلت مصر بالثورة علي الإنجليز - ثورة 19 - ولم نسمع صوتا يذكر للحزب الوطني إلا عقب صدور تصريح 28 فبراير 1922 باستقلال مصر فقد اجتمعت اللجنة الإدارية للحزب الوطني يوم الخميس 2 مارس، 1922 وأصدرت بيانًا برأي الحزب في هذا التصريح كشفت فيه حقيقة نيات بريطانيا وإصرارها علي اغتصاب حقوق مصر.. واعتبر الحزب هذا التصريح كأن لم يكن وأنه لا يغير شيئًا في الحالة التي كانت عليها البلاد قبل صدوره.. بل المقصود به التغرير بالأمة وأصر الحزب - في نفس البيان - علي استقلال مصر مع سودانها وملحقاتها استغلالا تامًا غير مقيد بحماية أو وصاية.

وهذا الموقف هو الذي أقام عليه الحزب الوطني سياسة تجاه بريطانيا منذ ذلك التاريخ وحتي عام 1953 وهو: لا مفاوضة مع الإنجليز إلا بعد الجلاء.. وكان هذا موضوع تندر من الساسة كلهم.. إذ لو تم الجلاء علام إذن نجلس لنتفاوض مع الإنجليز!!

** واستمر الحزب الوطني يجتمع ليصدر البيانات والبيانات فقط - مثلما حدث في الخلاف علي اشتراك مصر في مؤتمر لوزان.. وكان أبرز رجال هذا الحزب في هذه الفترة: أحمد لطفي بك وكان وكيلا للحزب وعبداللطيف الصوفاني وإسماعيل لبيب ومحمد فؤاد المنشاوي ومحمود نصير وعبدالرحمن الرافعي ومحمد حافظ رمضان.. وغيرهم.

وهنا وللتاريخ نقول إن مصطفي النحاس كان من أبرز أعضاء هذا الحزب قبل أن ينضم إلي حزب الوفد عند نشأته بزعامة سعد باشا زغلول. وقد شارك أعضاء الحزب الوطني في الحركة الشعبية لثورة 19 وتم تعطيل جريدة اللواء المصري لسان الحزب الوطني. وفي 9 مايو 1923 اجتمعت اللجنة الإدارية للحزب الوطني وقررت انتخاب محمد حافظ رمضان باشا رئيسًا للحزب.

** وقرر الحزب الوطني خوض انتخابات البرلمان علي مبادئ دستور 1923 وعاد من أوروبا كل قياداته ومنهم علي فهمي كامل بك وعبدالعزيز جاويش ود. عبدالحميد سعيد. وغيرهم.. ولكن كان عبدالحميد سعيد هو الوحيد الذي لم ينجح من هؤلاء ونجح فيها من أعضاء الحزب كل من عبدالرحمن الرافعي وعبدالطيف الصوفاني وعبدالعزيز الصوفاني وعبدالحميد سعيد أي 4 أعضاء فقط، في أول برلمان بعد ثورة 19 ونجح من حزب الأحرار 6 أعضاء فقط.. وباقي المقاعد حصدها حزب الوفد.

** وللحقيقة نقول إن هذا الحزب الوطني رغم دوره الهامشي

إلا أنه اتخذ أدوارًا سياسية مع الوطن وقضاياه وبالذات خلال معركة الدستور عندما ألغي الملك فؤاد دستور 23 وأصدر دستور 1930.. وكذلك في غيرها من القضايا القومية.

وفي الفترة بين هذه الفترة أي عودة دستور 23 وإلي قيام ثورة يوليو 1952 جرت مياه عديدة تحت الجسور.. وما بين دعوة الثورة إلي تطهير الأحزاب.. وإلغاء هذه الأحزاب بالكامل حدث انشقاق داخل الحزب الوطني - حزب مصطفي كامل ومحمد فريد - ففي نوفمبر 1952 طلب الحزب الوطني إلغاء الحزب المسمي بالحزب الوطني الجديد الذي ألفه فتحي رضوان في قضية عرفت باسم قضية الإغارة علي الحزب الوطني وترافع عبدالرحمن الرافعي وآخرون أمام محكمة القضاء الإداري يوم 13 ديسمبر وقال فيها الدفاع إن تأليف هذا الحزب الجديد هو محاولة للاستيلاء علي الحزب الوطني لا علي اسمه فقط وأيد مفوض مجلس الدولة الدفاع في وجهة نظره وتأجل الحكم.. إلي أن صدر قانون حل الأحزاب السياسية يوم 17 يناير 1953.

** وللحقيقة فإن لجنة إعداد الدستور التي أعلنتها ثورة يوليو يوم 13 يناير 1953 تضمنت ثلاثة أعضاء من الحزب الوطني هم عبدالرحمن الرافعي وفكري أباظة ومحمد محمود جلال.. وعضوان من الحزب الوطني الجديد هما عبدالرحمن بدوي ويواقيم غبريال.. وللحقيقة أيضا أن فتحي رضوان رئيس الحزب الوطني الجديد أصبح وزيرا في أول حكومة للثورة.. وكانت برئاسة اللواء محمد نجيب وذلك يوم 7 سبتمبر 1952.. واستمر فيها في التعديل الذي جري يوم 9 ديسمبر ولكن يصبح وزيرًا للارشاد القومي.. بل انه عند إعادة دفن محمد فريد بجوار الزعيم مصطفي كامل في مقبرته بميدان القلعة يوم 11 فبراير 1953 سار في الجنازة محمد نجيب وجمال عبدالناصر وباقي قادة الثورة.

وكان هذا تقديرًا من ثورة يوليو لنضال الزعيمين مصطفي كامل ومحمد فريد زعيمي الحزب الوطني، عندما كان حزبًا عظيمًا.

** ولكن تغيرت الأيام بعد أن استعار أنور السادات اسم هذا الحزب وأطلقه علي حزبه الجديد: الحزب الوطني الديمقراطي.. فهرول إليه - كما قال مصطفي أمين - أغلب أعضاء حزب مصر.. السابق.

وكانت أيامًا!!