رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

وطن.. آيل للسقوط!

يعز عليّ أن أكتب هذا العنوان.. عن وطني مصر.. وكم أتمني أن أكون مخطئاً فأنا آخر من يتصور أن مصر تنهار.. ولا يمكن أن أسمح بذلك، وأنا من حمل السلاح دفاعاً عنها فدائياً وكان عمري وقتها 16 عاماً وكنت في السنة الأولي بمدرستي دمياط الثانوية!! ولكن هكذا يتحدث التاريخ..

ولقد عاشت مصر سنوات عجافاً عديدة.. وعاشت فترات السقوط.. لأن عمرها المسجل والمعروف يتجاوز 7000 سنة، ولكنه حدث، في عصورها الفرعونية.. ثم في كل عصورها بعد ذلك..
** عانت مصر السقوط عندما سقطت الدولة الطولونية.. وكانت أول مرة تسعي فيها مصر إلي الاستقلال عن دار الخلافة الإسلامية.. العباسية.. ثم عاشت نفس التجربة عندما سقطت الدولة الإخشيدية، وكانت أيضاً تسعي إلي الاستقلال.. تماماً كما سقطت الدولة الفاطمية التي كانت القاهرة - هنا - عاصمتها.. وقامت الدولة الأيوبية.. الي أن سقطت مصر - بسبب الخيانة والخديعة - عندما هزمتها الدولة العثمانية أيام سليم الأول عام 1517م وظلت كذلك أ ربعة قرون كاملة، ظلت ولاية عثمانية رغم محاولات علي بك الكبير.. ثم محمد علي باشا وحفيده الخديو اسماعيل.. وهاهي مصر الآن تماماً آيلة للسقوط.. ولكن للآسف علي أيدي أبنائها هذه المرة.
** والدولة - أي دولة - تسقط عندما تنهار مقوماتها.. وتتفسخ مرافقها.. عندما تصبح إيراداتها أقل من دخلها.. وإلا بماذا نفسر انهيار كل هذه المرافق ويعجز المصري علي توفير مسكن غير آيل للسقوط.. أو تدبير وسيلة مواصلات يواجه المواطن في كل لحظة  الموت والخراب.. وعندما يعز العلاج. وعندما يأكل المواطن أكثر مما ينتج.. ولا يلبس من إنتاج بلاده..
ثم عندما ينهار النظام التعليمي وينظر للتعليم بالمقلوب.. فلا يفكر المسئولون عن التعليم إلا.. في الثانوية العامة، ولا يري أن الكارثة تبدأ من رياض الأطفال بينما كانت مصر - ومنذ قرنين من الزمان - تنعم

بنظام تعليمي وضعها في مقدمة دول العالم.
** وكيف يكون في مدينة واحدة ـ هي الإسكندرية ـ أكثر من 15 ألف عقار أقيم دون ترخيص وكلها آيلة للسقوط.. هنا نسأل: وأين الدولة.. أين الجهاز المسئول عن المباني في المدينة.. وهل يؤدي واجبه.. أم أن يده أصبحت هي اليد السفلي يقبض دون أن يؤدي عمله.. اللهم إلا إذا كان كل عمله هو أن يقبض لنفسه ولا يغمض له جفن إذا سقط العشرات ضحايا إهماله، كل يوم..
** فعلاً لم تعد هناك دولة.. والدليل نجده في عجزنا عن منع حوادث القطارات ومصر هي ثاني دولة عرفت السكك الحديدية في العالم.. وبعد أن عجزنا عن بناء مساكن صالحة للبشر.. وهي أول وأعظم من بني وأنشأ منذ آلاف السنين.
لقد انهارت الدولة.. سقط نظام. وعجزنا عن إقامة ما هو أفضل منه.. كل ذلك بسبب غياب الضمير.. ورحم الله جيمس هنري برستيد عندما أصدر كتابه الرائع «فجر الضمير» عن مصر هذه.
** انهارت الدولة.. ولكن علينا أن نمنع سقوط الوطن.. ولن نسمح بهذا السقوط.. حتي ولو عدنا شبابا نحمل السلاح دفاعاً عنه.. نحمله شيباً شيوخاً، بعد أن حملناه شباباً.
** أبداً.. لن نسمح بسقوط الوطن.. أبداً لن نسمح.