رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إيجابية وسلبية شروط تكوين الأحزاب »2«

إذا كنا قد طالبنا وتشددنا في الطلب لفتح باب انشاء الاحزاب بلا قيود فإنما طلبنا ذلك لكي نكسر احتكار السلطة للعمل السياسي ولنحطم كارثة ان تكون الدولة هي التي تمنح وتمنع حرية انشاء الأحزاب.

 

ولكن ليس في العالم من يفتح الباب علي مصراعيه.. ولكننا ألححنا علي انشاء الاحزاب بمجرد الاخطار بقيامها.. وهنا وضعت الدولة عدة قواعد لنشأة هذه الاحزاب.. منها اشتراط حصول المؤسسين علي توقيعات 5000 مواطن مصري.. وان يكونوا من عدة محافظات حتي لا تخرج الينا احزاب تقوم علي اساس اقليمي مثل حزب للنوبة وشعبها.. وحزب لسيناء وأهلها رغم ان بعض الديمقراطيات عرفت أحزاباً تمثل اقليماً بعينه في الدولة.. ربما مثل اقليم الالذاس واللورين علي الحدود الفرنسية والالمانية وتنازعت الدولتان طويلاً ومن القرن 19 مع نشوء القوميات الحديثة.

** كما اشترطت الدولة الا تقام في مصر أحزاب علي خلفية قومية أو دعماً لأقليات موجودة.. تماماً كما نجد مثلاً من احزاب كردية ثبتت اقدامها في العراق.. أو احزاب شركسية كما نجد في الاردن أو احزاب علي خلفية درزية.

أيضاً وضعت الدولة المصرية شرطاً الا تقام احزاب علي خلفية دينية أو مذهبية كأن نري حزباً يحمل اسم الاخوان المسلمين فيرد الاخوة المسيحيون بانشاء حزب مسيحي.. ورغم ان بعض دول شمال اوروبا تعرف الاحزاب الدينية مثل الاحزاب المسيحية في المانيا وفي ايطاليا.. وأيضاً في اسبانيا ولكنها اسماء تاريخية ولا تعمل او تمارس السياسة علي اساس مذهبي أو ديني.. وليس للكنيسة المسيحية اي تأثير عليها فقد تجاوزت تلك الدول هذا العصر، وهذه العلاقات »التي كانت« تاريخية بين الكنيسة والعمل السياسي.

** ولكن ـ وهذا رأيي الخاص ـ لا أوافق علي حظر قيام اي حزب علي اساس فئوي.. اي تقوم عندنا احزاب للعمال واخري للفلاحين وان كنت اري ذلك مخرجاً من نقطة اشتراط وجود 50٪ علي الاقل من العمال والفلاحين في اي تنظيمات سياسية في مصر.. بل هو نظام اري إلغاءه لنفتح الباب امام كل عناصر الامة وفئاتها وليس عيباً ان نقفز علي هذا النص الذي جاءنا من يوغوسلافيا وقدمه الزعيم اليوغوسلافي جوزيب بروز تيتو للرئيس عبد الناصر ورغم ان هذا النظام قد نبذته يوغوسلافيا بل ان اتحاد يوغوسلافيا نفسه اصبح في ذمة التاريخ، إلا اننا مازلنا نتمسك بهذا النظام.

ولكن اوروبا بالذات وبعض دول امريكا الجنوبية تعرف الاحزاب التي قامت علي اساس فئوي وربما كان ابرزها حزب العمال البريطاني الذي بات شريكاً للحكم هناك ويتبادل الحكم مع حزب المحافظين وعرفت فرنسا أيضاً احزاباً للفلاحين، هي وهولندا بحكم ضرورة وجود أحزاب تحافظ علي مصالح الفلاحين.. وايضاً احزاب للمحافظة علي البيئة مثل حزب الخضر في المانيا.. وفي بعض دول اوروبا.

** وبسبب الظلم والتجاهل وعدم التعامل كما

يجب مع قضايا حيوية مثل تنمية سيناء ومثل تعويض ابناء النوبة عما نزل بهم منذ عام 1902 عندما تم انشاء خزان اسوان ثم التعلية الأولي 1912 والثانية 1933.. بل ومنذ انشئ السد العالي فإنني ـ ومن رأيي الشخصي ـ انه يمكن السماح بانشاء احزاب لهذين الاقليمين نظراً لاهميتهما..

ولمن نسي اقول هل تعرفون سر النجوم البيضاء الثلاث التي كانت تزين علم مصر الاخضر القديم ويحيط بها الهلال.. ان نجمة من الثلاث كانت ترمز للوجه البحري والثانية ترمز للصعيد وبالمناسبة كان ولي العهد في مصر الملكية يلقب ايضاً بامير الصعيد.. وكانت النجمة الثالثة بهذا العلم ترمز لإقليم النوبة!!

أقول ذلك وقد يرد قائل: ولماذا لا ينضم هؤلاء وهؤلاء الي اي حزب يفضلونه ويرونه ممثلاً لمطالبهم واحلامهم.. ولكننا نخشي من ان تتوه هذه القضايا الحيوية.. وتصبح مجرد سطور في برنامج اي حزب.. بينما هم يريدون اهتماماً خاصاً.. وانا معهم ومع قضاياهم الحيوية في سيناء.. وفي النوبة. رغم وجود تمثيل لهم في المجالس النيابية قبل وبعد الثورة.. ولكنهم نقطة في بحر متلاطم الامواج.

** اما القضية التي اخشاها فهي اننا نتوقع نشوء عشرات الاحزاب وقد نري 50 حزباً علي الأقل وقد خرجت من عباءة الحزب الوطني تحاول ان تعود للسيطرة علي حياتنا بنفس فكر وأسلوب ولصوصية الحزب الوطني الذي عشش في السياسة المصرية زمناً وكثرة عدد هذه الاحزاب هدفها انه حتي لو اكتشفت الجماهير الواعية حزباً أو حتي عشرة احزاب.. فسوف يظل هناك العديد من الاحزاب التي تنتمي لفكر هذا الحزب شديد الفساد.

ولعلمكم ظلت ـ في فرنسا ـ احزاب تدين بالولاء لأسرة »البوريون« الملكية.. وبعضها كان يتحرك بالولاء لملوك فرنسا وظلت اعضاء في الجمعية الوطنية الفرنسية لعشرات السنين.

** بل وكانت اول المرحبين بعودة الاسرة المالكة لحكم فرنسا بعد هزيمة نابليون!!