عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

قناة جونجلي.. لإثبات حسن نوايا الجنوب

 

النيل هو قضيتي الأكبر والأهم، منذ وعيت وبيتنا علي شط هذا النهر عند دمياط إلي أن أرحل وأدفن في تراب مصر، ويجب أن يكون النيل هو قضية كل المصريين الأولي.. لأنه بدون النيل لن تكون هنا حياة.. رغم أنني أري أن مصر هي هبة هذا النهر.. وأيضا هبة المصريين فكم من أنهار طويلة وغزيرة المياه ولكننا لم نسمع عن حضارة عليها تفوق حضارة مصر، ونيل مصر.

وكثير من سكان العالم إذا ذكر النيل أمامهم قالوا مصر.. وأهرام مصر وهكذا اهتم العالم بهذا النهر واهتموا بمصر.. وغزوها واستعمروها ليعرفوا سر هذا الاسم العظيم: مصر. ولن يعرفوا.

والنيل رغم ارتباطه بمصر يشاركنا فيه عدة شعوب وعدة دول هناك في الحوض الشرقي أي الهضبة الحبشية نجد أثيوبيا واريتريا.. وشرق السودان وجزءًا من جنوبه.. وهناك في الحوض الاستوائي نجد تانزانيا وكينيا وأوغندا ورواندا وبورندي والكونغو.. وأيضا السودان.. وكانت دول حوض النيل تضم 10 دول بما فيها دولة المصب التي هي مصر أما السودان فقد كتب عليه أن ينقسم إلي دولتين.. واحدة هي السودان - أي شمال السودان التي أصبحت دولة معبر - وجنوب السودان التي هي من دول المنابع أي أصبح عددها 11 دولة.

** وكنت كتبت مقالاً منذ أيام تحدثت فيه عن جمهورية جنوب السودان وتساءلت: هل تصبح الدولة الجديدة عدوًا أم صديقًا.. بعد أن رأينا من الدول القديمة في الحوض مم هو شديد العداء لدنا.

ومنذ أيام تسلمت ردًا من أحمد علي حاجي سكرتير الإعلام والثقافة والاتصالات.. والناطق الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان والرد يمتلئ عذوبة وصداقة.. رغم أن عنوان مقالي كان »جنوب السودان صديق أو عدو«.

والرد يستهل كلماته بالاحترام والتقدير من مكتب الحركة الشعبية للشعب المصري وإلي المجلس الأعلي للقوات المسلحة لنجاح وانتصار ثورة 25 يناير والتي عبرت بصدق وإيمان مخلص وخلاق عن رغبة الشعب المصري الحقيقية والتي تجعلنا بكل فخر نرفع لها القبعة ونزهو بها.

** ويمضي رد مكتب الحركة الشعبية لتحرير السودان فيقول: إنه بخصوص ردنا علي مقالة عباس الطرابيلي، الذي نكن له كل تقدير واحترام فإننا نؤكد لكم وللشعب المصري الشقيق باسم الحركة الشعبية وكذلك شعب وحكومة جنوب السودان أننا نكن لمصر أرضًا وشعبًا أسمي معاني المحبة القلبية الصادقة.. ونحن نشعر بالأسف الشديد من بعض الهواجس والمخاوف لدي أشقائنا بمصر تجاه بعض القضايا مثل الاستثمار والمياه.. ونؤكد لكم بكل صراحة وشفافية حاجتنا لدور وأهمية مصر بما لديها من امكانيات فنية وتقنية واستشارية خلاقة لشعب ودولة جديدة ودورها السياسي والاقتصادي والثقافي وبكونها العمق الاستراتيجي ليس فقط إلي جنوب السودان بل إلي السودان من حلفا إلي نيمولي.. ومن الجنينة إلي أقصي الشرق. أما ما يخص موضوع المياه نؤكد ونكرر لكم بعدم وجود مشكلة أو عوائق أمام علاقتنا التاريخية والأزلية، والتي تربطنا بمصر بصفة عامة.. والنيل بصفة خاصة.. وكما صرح

أحد مسئولينا بحكومة جنوب السودان بقوله: »لوفرة المياه والفاقد منها لدينا.. خذوا المياه.. واتركوا لنا السمك.. فهل نحن في خانة الأصدقاء أم الأعداء«.

** وأمام هذا الرد الذي يعبر عن روح جديدة بالفعل، ونشكر عليها الناطق الرسمي للحركة الشعبية لتحرير السودان بالقاهرة.. فاننا نبدأ صفحة جديدة مع الحركة ومع جنوب السودان.. ونتمني أن يتبعوا ذلك برد إيجابي يتمثل في اسئتناف العمل في مشروع قناة جونجلي الذي توقف منذ اشتعلت الحرب في الجنوب من عام 1985.. وقد سبق أن سألت الدكتور جون قرنق زعيم ومؤسس الحركة عن معدات هذا المشروع فقال لي بالحرف الواحد في بيت السياسي الوفدي الكبير يس سراج الدين عقب حفل غداء في بيته.. قال الدكتور قرنق.. هذه المعدات تحت التحفظ وسوف نقبل استئناف العمل بالمشروع عندما نصل إلي حل لمشكلة الجنوب.. وبالمناسبة حصل جون قرنق علي درجة الدكتوراه من أمريكا عن هذا المشروع وكيفية الاستغلال الأمثل للمياه التي تفقد في هذه المناطق الشاسعة.

** والآن يمكن لحكومة جنوب السودان »المستقل« أن يقدم بادرة أمل أو حسن نوايا لمصر وللسودان شماله وجنوبه معا.. بأن يعود العمل إلي هذا المشروع الذي تستفيد منه الدول الثلاث وأن تحصل مصر علي حصتها من مياه هذا المشروع.. ويقتسم جنوب السودان مع شماله حصة السودان الواحد - القديم »لمصلحتهما معا« وهذا المشروع يعود بالنفع علي الكل وإذا كانت لجنوب السودان - وقبائل الدنكا بالذات - أي اقتراحات لتعديل مسار القناة.. فإن مصر علي استعداد لذلك مرة أخري.. كما سبق أن وافقت مصر علي التعديل الأولي وتحملت تكاليف تعديل المسار بالكامل هدية لشعب الجنوب.

** المهم أن يستأنف العمل بالمشروع ليكون ذلك مقدمة لمشروعات أخري للاستفادة المثلي من مياه أخري تضيع بمنطقة السد والأحراش لنزيد من عطاء النهر.. لمصلحة كل أبنائه هناك.

ما رد مكتب الحركة بالقاهرة.. بل ما رد كل حكومة جنوب السودان؟