رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مفاعلات اليابان.. هل تؤخر المفاعل المصري؟

ما هي حكاية مصر مع المفاعلات النووية؟...كلما استخارت الله وقررت إنشاء مفاعل نووي.. ظهرت مشكلة عويصة وانفجر مفاعل هنا.. أو هناك..

فهل يؤجل انفجار مفاعلات فوكوشيما اليابانية إنشاء مفاعل مصر عند منطقة الضبعة؟!

كانت مصر قد خططت لإنشاء هذا المفاعل.. وتقدمت به إلي العالم.. ولكن تقدم النائب الوفدي علوي حافظ باستجواب أمام مجلس الشعب يحذر من هذا المشروع.. وكانت حجته، وحجتنا يومها، أن المفاعلات النووية تحمل في طياتها الخطر كله.. وكنت وكان معي القطب الوفدي السكندري السيد النحاس وراء دعم النائب الوفدي علوي حافظ بما يؤكد هذا الخطر الداهم.. وكانت حجتنا يومها -كان ذلك في منتصف الثمانينيات- ما حدث بسبب انفجار مفاعل تشير نوبيل -في الاتحاد السوفيتي- وانتشار الغبار النووي، وبالتالي التلوث الإشعاعي الذي امتد إلي دول شرق أوروبا.. وهدد الحياة الإنسانية والحيوانية والنباتية.. وأوقفت مصر استيراد أي مواد غذائية من كل هذه الدول.

وقبل انفجار مفاعل تشير نوبيل في أوكرانيا »داخل كتلة الاتحاد السوفيتي« قد حدث انفجار مماثل داخل الولايات المتحدة الأمريكية في »ثري مايلز أيلاند«.. وحدث هناك مثل الذي حدث في تشير نوبيل.

< وقلنا="" وقتها="" إذا="" كان="" أكبر="" دولتين="" نوويتين="" في="" العالم="" قد="" حدث="" فيهما="" هذا="" الذي="" حدث..="" ولم="" تتمكن="" أي="" منهما="" من="" منع="" الانفجار،="" أو="" التقليل="" من="">

فكيف سنواجه نحن -ومصر دولة نامية- هذا الانفجار لوحدث عندنا.. وهم الذين يملكون، أحدث الأساليب والأجهزة.. ومعدات الوقاية والعلم الكافي.. وأقمنا حجتنا علي هذا الأساس وطلبنا مصر بتأجيل تنفيذ مشروعها النووي.. وللأسف خسرنا كثيرا، لأن مجلس الشعب استجاب أيامها للمطلب الوفدي وسحبت الحكومة مشروعها.. وتأجل المشروع كله حوالي 25 عامًا.. وعاد هذه الأيام إلي الحياة..

ووسط كل هذه الأحداث، وما يجري في اليابان، نقول إن مصر قررت وقف استيراد أي مواد غذائية من اليابان.. ومن دول عديدة غرب اليابان لأن احتمالات تلوث الجو والغذاء قائمة؛ لأن الرياح تحمل كل الإشعاعات المتسربة من مفاعلات فوكوشيما لتصب فوق حقول القمح في كازاخستان وأوزبكستان وهما من أهم مصدري القمح لمصر، وبالتالي سوف تشهد الدول المنتجة للقمح غيرها تزايدًا كبيرًا لسبب ضخامة إنتاج القمح في الدولتين..

وبالمناسبة اتخذت مصر إجراءات عديدة للكشف من أي تلوث إشعاعي قد يتواجد في أي سلع يتم إنتاجها في اليابان أو أي دول غربها قد تتأثر بانفجار مفاعل فوكوشيما دابيتشي النووية، الواقعة شمال شرق العاصمة طوكيو بحوالي 240 كيلو مترًا.

ولكننا -هذه المرة- لن نطلب بما طالبنا به منذ ربع قرن.

فإذا كانت مفاعلات فوكوشيما قد أقيمت في منطقة نشطة زلزاليا بحكم أن معظم مناطق اليابان تقع فوق عدة أحزمة من الفوالق الزلزالية فإن منطقة الضبعة المقترح إقامة المفاعل النووي الأول هي أكثر المناطق المصرية أمنًا، وبعدًا عن الفوالق الأرضية التي يمكن أن تحدث فيها أي زلازل تهدد المفاعل المصري المقترح. وكفي رعبًا.

وعلينا أن نعرف أننا سوف نقيم

عدة مفاعلات نووية لتوليد الكهرباء في مصر شئنا أم أبينا.. وإذا كانت مصر قد طال عمرها البترولي حتي ظهر الغاز الطبيعي فيها، فإن هذا من نعمة الله.. ولكن عمر هذا الغاز الذي نستخدمه الآن في توليد الكهرباء لن يطول كثيرا.. وحتي لو طال فإننا يمكن أن نستغله كمصدر للآلاف من المنتجات.. وحرام أن نستخدمه كمصدر للطاقة.. أي نحرقه.

وبالتالي فإننا يجب أن ندخل عالم المحطات النووية لتوليد الكهرباء.. بل وبسرعة إلي أن ندخل -مع العالم- عصر الاعتماد علي الطاقة الشمسية كمصدر لتوليد الكهرباء.. والحمد لله إن درجة سطوع الشمس عندنا تصل إلي 14 ساعة يوميا.. وأن أوروبا الجنوبية تتحرك الآن لاستغلال طاقة الشمس في شمال إفريقيا -ومصر من بينها- لتوليد الكهرباء..

وما حدث في مفاعلات فوكوشيما يؤكد أننا أحسنا اختيار موقع إقامة المفاعل المصري الأول في منطقة الضبعة.. وهي أبعد ما تكون عن منطقة البحر الأحمر، أكثر مناطق مصر تعرضا للزلازل، حيث الفالق الكبير الإفريقي، الذي يعتبر البحر الأحمر في منتصفه تقريبا..

ولقد جاءت زلازل اليابان لتؤكد حسن اختيارنا لموقع الضبعة وانتصارا لفكرة إقامته علي هذا الموقع علي ساحل البحر المتوسط وهو الموقع الذي تتصارع للفوز به جماعات القري السياحية علي الساحل الشمالي الغربي بديع الرمال.. رائع الجمال..

وكم نتمني أن نختار لهذا الموقع، أفضل تكنولوجيا تولد الطاقة النووية التي تحمينا من خطر أي تلوث.. وأن يكون اتجاه الرياح مغايرا للاتجاه نحو الإسكندرية ونحو الدلتا التي يعيش فيها أكثر من ثلثي شعب مصر.. وأن نضمن له وسائل عديدة للتبريد تحسبا لأي كارثة يمكن أن تقع هناك..

نقول ذلك حتي لا نفاجأ يوما بمجاعة كهربية تعيق أي حلم للتنمية وتحديث مصر.. فالكهرباء -كانت ومازالت- هي مقياس التقدم المهم أن يكون هذا المفاعل هو الأول.. تتلوه مفاعلات أخري في مصر وعلي بركة الله.. وكفي ما حدث من تأخر في هذا المشروع القومي..