رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لماذا هربت كل هذه المليارات

جرائم كثيرة ارتكبها النظام السابق في حق مصر.. كانت كالبقرة الحلوب.. يمتصون كل خيرها.. يختصون أنفسهم بالخير كله.. ولا يهم إن بقي شيء ليذهب إلي الشعب..

كانوا يعتمدون علي أنهم يسيطرون علي الإعلام فلا يسمحون بأن يعرف الشعب حقيقة أي شيء داخل قصورهم أو في بنوكهم.. وكانوا يعتمدون أكثر أن أحدًا لن يعرف الحقيقة كاملة.. وكانوا يعتمدون كذلك علي أن مصر خيرها كثير.. ومهما سرقوا منه فسوف يظل هناك ما يجري وراءه رجال النظام وحوارييه.. والأرقام التي تنتشر كل يوم عن الثروات المنهوبة لكل رجال النظام وحريمهم تصيب الواحد بالغثيان والقرف.. رغم أنني شخصيا أعتقد أن بعضها مبالغ فيه كثيرًا، علي فرضية أن الإعلام يريد أن يستولي علي أكبر قطعة من تورته توزيع الصحف، أو مشاهدي القنوات الفضائية.

** ولكن أن تجيء هذه الأرقام من مؤسسات دولية أو من أحد المسئولين في هذه المؤسسات.. هنا نقف لنتساءل: هل تم سرقة مصر بالكامل، علي مدي السنوات الأخيرة؟

الكلام هذه المرة علي لسان الدكتور نبيل حشاد المستشار السابق بصندوق النقد الدولي والمستشار الحالي للاتحاد الأوروبي لتطوير البنوك. يقول الدكتور حشاد إن حجم الأموال التي هربت من مصر خلال السنوات الثماني الماضية يصل إلي 57 مليار دولار.. ولنا أن نتخيل ما الذي يمكن أن يفعله هذا الرقم في الاقتصاد المصري.. إنه يعني حوالي 342 ألف مليون جنيه.. تخيلوا كم مصنعا كان يمكن أن يقام.. وكم فدانا كان يمكننا استصلاحها.. وكم فرصة عمل كان يمكن أن تضاف إلي سوق العمل في مصر.. أقسم.. لو لم تهرب هذه الأموال من مصر لما وجدنا عاطلاً ولما وجدنا من يبحث عن شقة ولا يجدها.. بل كانت مصر ستصبح دولة عظمي في المنطقة.

** 342 ألف مليون جنيه كانت كافية لتضع مصر، أقدامها علي أعتاب نهضة كاملة.. ولا تجعلها تمد يدها للاقتراض وكنا نستكمل المشروع القومي لتنمية سيناء.. ونقيم مشروعًا نوويا كاملاً لتوفير الكهرباء وتحلية مياه البحر وننفذ مشروع ممر التنمية، حلم الدكتور فاروق الباز. ونطور الري المصري لنوفر ما يتم إهداره عبر شبكات الري التقليدية. وننقذ الصناعة المصرية فنوفر ما ندفعه لاستيراد زيت الطعام والسكر وكثير من القمح وكل الذرة.. ولكن الذي فعل ذلك بمصر لم يكن يريد بها خيرًا. والمؤلم أن هذا الرقم هرب من مصر خلال 8 سنوات فقط.. فماذا تم تهريبه طوال 30 عامًا. وما الذي كان يمكن حمايته من هذه الأموال، خصوصًا إذا عرفنا أن بعض هذه الأموال كان يتم تهريبه بسبب الفساد وبسبب التهرب الجمركي، من خلال بعض المصانع التي كانت تتحايل علي القوانين واللوائح وغيرها.

** هذه الأموال التي هربت

من مصر في 8 سنوات فقط وكان يمكن هي والأموال التي سرقها الذين سرقوا مصر وحولوها بأسمائهم كانت هي »خير الأرض المصرية« كان يمكن أن تجعل مصر جنة الله علي الأرض.. وأن تجعلها قوة اقليمية رائعة تنافس الدول العظمي في قوتها الاقتصادية.. ولا تجعل شعبها يعاني من الفقر والجوع وسكني القبور والعشوائيات.. ويعيش شعبها علي خط الفقر والعوز.

ولقد تحالف علي الوطن الفساد والسرقة.. الرشوة والنهب حتي وصلنا إلي ما وصلنا إليه.. فكانت الثورة.. وعاد شعب مصر ليعلم العالم من جديد كيف تكون الثورات.

** كانت مصر علي أعتاب نهضة كبري - بعد أن نجحت في تحرير سيناء وبعد أن هزمنا إسرائيل - ولكنهم حالوا دون ذلك ووقفوا حجر عثرة خصوصًا وأن الشعوب دائمًا ما تنطلق في أعقاب الحروب وضاع منا حلم بناء وطن أفضل ليستفيد الشعب - كل الشعب - من ثمار هذا النصر.. ولكنهم أجهضوا هذا الحلم فتركوا ثروة مصر لينهبها بعض أولادها الجشعين سواء من كان منهم بالحكم أو كانوا حول من هم علي كرسي الحكم.

وتكاتف علي مصر أطماع تلك القلة الفاسدة الذين وجدوا من يسرق فتركوه ليسرق.. وانطلقوا هم أيضا يسرقون مع السارقين.

** وتمت الجريمة كاملة لأنه لم يكن عندنا برلمان يحاسب أو يحاكم.. فالحزب جاء بالبرلمان.. والبرلمان يجيء بالحاكم، وبالتالي أصبحنا في حلقة رهيبة من تبادل المنافع.. والسرقة المشتركة.

وبسبب غياب الرقابة البرلمانية علي أفعال الحكومة.. لم تستطع مصر أن تحمي ثرواتها.. وهكذا تم تهريب دم قلب مصر.. وتمت سرقة المليارات.

والمطلوب الآن أن نحسن التصرف فيما بقي من دم مصر لنبني وطنا جديدًا يوفر لأبنائه عيشًا رغدًا ووظيفة فمازالت مصر غنية بشبابها.. ومازالت الأرض تعطي فقط المطلوب أن نبني وطنا يواجه التحدي ويواجه المستقبل.