عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

سنجة للبيع.. وشومة هدية عليها!

وسط محاولات الثورة المضادة التي تحاول إجهاض ثورة 25 يناير.. والسبب تأخر عودة الشرطة إلي الشوارع ومزاولة مهامها لتأمين الناس.. وسط كل ذلك نشطت تجارة الاسلحة في مصر.. وربما لم تعش مصر ذلك إلا في العصر المتأخر من ادارة المماليك للبلاد، خلال الاحتلال العثماني لمصر، أي بعد انهيار سلطة الدولة المملوكية.

فقد اضطر الناس إلي حمل السلاح للدفاع عن أموالهم وشرفهم بعد ان أصبح المماليك انفسهم هم من يعتدي علي المواطنين او اضطر الناس إلي اللجوء إلي الفتوات والحرافيش للدفاع عنهم.. وانتشرت عادة إغلاق أبواب الحارات بمجرد غروب الشمس، حماية لمن يعيش داخل هذه الحارات.

وفي هذا العصر بالذات انتشرت مهنة صنع السلاح والتجارة فيه وربما كان أسهل هذه الاسلحة هو تجارة »الشوم« وتجارة بيع العصي والنبابيت.. وازدهر عمل الحدادين لصنع اسلحة بدائية مثل السيوف والسنج والخناجر.. وأيضاً ما يشبه الفؤوس الصغيرة والرماح القصيرة اي ذات السنون المدببة.. كما انتشرت ظاهرة تركيب الترابيس الخشبية والحديدية علي ابواب البيوت من الداخل.. بل وما يدعم هذه الابواب بكتل الخشب أو الأعمدة الحديدية. وكل ذلك بسبب غياب الشرطة وتقاعس السلطة عن حماية المواطنين، وتأمينهم.

** ويخطئ من يتصور أن فكرة اللجان الشعبية التي نزلت إلي شوارع مصر من بين ابناء كل شارع وحي لحماية الناس، انها وليدة الاحداث الاخيرة.. بل عرفتها مصر كلما نزلت بها نازلة، من غزو خارجي.. أو فوضي داخلية .. فقد كان شيوخ وعواقل كل حي يقومون بتشكيل مثل هذه اللجان.. ويتولون تسليحها بما أمكنهم توفيره من سلاح.. حتي ولو كان مجرد »نبوت«. وكانت مهمة هذه اللجان - زمان - هي منع هجوم البلطجية بمفهوم هذا الزمان.. بينما كان اسمهم في ذلك الزمان هو »الذعر« سواء من البلطجية.. أو من فتوات الاحياء الاخري.. ولم يكن ينجو حي، أو حارة من هذه الهجمات لأن رجال الشرطة - والجند عموماً - كثيراً ما كانوا هم الذين »يكبسون« علي الحارات والبيوت ليجردوها من كل شيء خصوصاً عندما كان يضعف السلطان.. بل عرف تاريخنا حكاماً وسلاطين كانوا عندما يعجزون عن دفع رواتب الجند يدفعون الجند - انفسهم - لمهاجمة البيوت والمارة.. وشلحهم مما يحملون.. ومن هنا عرفت مصر مسمي »تحت البلاطة« أي إخفاء كل ما هو ثمين تحت بلاط الغرفة.. أو يضعونه في »زلع« تدفن في الحوائط.. وهل تتذكرون »زلع« ماري منيب في مسرحية »إلا خمسة«!!

** ومناسبة هذا الكلام الآن هي شيوع صنع بعض الاسلحة البسيطة وعرضها للبيع علي النواصي أو في الاسواق والشوارع الشعبية.

ولأن السفر - علي الطرق الخارجية بين المدن سواء كانت طرقاً صحراوية أو زراعية..

أو حتي مدقات - لم يعد آمناً بسبب غياب الشرطة.. والسلطة.. فقد وجدت علي طول الطريق الصحراوي بين القاهرة والاسكندرية من يتمركز عند كل التحويلات ويعرض علي الناس والمسافرين شراء ما تشاء من اسلحة من شوم .. ونبوت .. وعصي مختلفة .. وجيزران.. بعضها من خشب قوي مثل ما نراه في افلام الفتوات والحرافيش.. وبعض ما نراه في مناظر التحطيب في الصعيد الجواني.. بل وجدت عصيا سوداء لا أقول انها من منهوبات عصي الشرطة وهي عصي صاعقة.. ولكنها علي الاقل تشبهها.

** ووجدت أناساً في سيارات فاخرة تقض.. لتنتقي وتختار ما تشاء من هذه العصي والاسلحة.. بهدف التأمين.. أو ليتقوي بها الانسان أمام اي عدوان يضعها بجواره في السيارة.. أو يضعها بجانب السراير في غرف النوم.. أو خلف باب الشقة.. وكلها اسلحة جاءوا بها من مدن ونجوع الصعيد.. وأقلها ما تم تصنيعه محليا في وادي النطرون.. وبصراحة مثل هذه العصي تعطي الواحد منا بعض الاطمئنان.. علي الاقل ان يدافع الواحد منا عن عرضه وماله ونفسه.. وهذا أضعف الايمان.

** وعلينا أن نعترف صراحة بأن هناك من يتعمد تأخير عودة الشرطة - كما يجب - إلي الشوارع.. بل وإلي أقسام الشرطة.. بهدف ان نترحم علي عهد مضي كانت فيه الشرطة تسوم الناس العذاب.. ومنهم من كان يهين المصري.. إذ دخل هذه الاقسام، أو اكثرها علي الاقل.

ان اكثر من 40 يوما مرت الآن علي بداية الاحداث.. وذهب وزير داخلية.. وجاء آخر.. وذهب واحد.. وجاء آخر وحتي الآن مازالت الشرطة غائبة.

** وابحثوا عمن يتعمد ذلك.. لتعرفوا السبب، ثم اضربوا بيد من حديد علي من يلعب هذه اللعبة القذرة ضد ثورة 25 يناير .. بل ضد كل ابناء شعب مصر.