رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

ضباط جدد للشرطة‮.. ‬كيف؟

المطلب الأول لكل المواطنين الآن‮ - ‬بعد محاسبة الفاسدين واللصوص‮ - ‬هو عودة الأمن والأمان‮.. ‬وأن يعود المصري إلي الشارع،‮ ‬ينزل فيه في أي وقت‮.. ‬آمنًا،‮ ‬مطمئنًا،‮ ‬علي نفسه‮.. ‬وعلي عياله‮.. ‬وعلي ماله‮.‬

فالحقيقة المؤلمة التي يعيشها المصري الآن،‮ ‬هي أنه يعيش والرعب يتملكه‮.. ‬ينزل إلي الشارع حاملاً‮ ‬ما يستطيع من سلاح،‮ ‬حتي ولو كان مجرد شومة أو عصا مقشة‮.. ‬وربما خنجر أو سكينة مطبخ‮.. ‬ناهيك عن انتشار تجارة السلاح الأبيض ولو كان مجرد‮ »‬كاتر‮« ‬يضعه المصري في جيبه‮. ‬أما في البيت،‮ ‬فقد زادت تجارة‮ »‬العيون السحرية‮« ‬وانتشرت عمليات تركيب الترابيس علي الأبواب‮. ‬وأصبح المصري ينام وتحت مخدته أي سلاح‮.. ‬فالسلاح،‮ ‬حتي ولو لم يستخدمه،‮ ‬إلا أنه يشعر المواطن بنوع من الأمان‮.. ‬حتي ولو كان أمانًا نفسيا‮.‬

والمواطن لا يريد أن يؤمن بيته فقط،‮ ‬ولا حجرة نومه أو دكانه ولكن أيضا يؤمن أولاده،‮ ‬في الذهاب إلي المدرسة والعودة إلي البيت‮.. ‬وأن يعود ليسهر في المقهي ولا يدخل البلطجية يهددون المقهي وصاحبه ويشلحون الزبائن ويسبلونهم ما يحملون‮.‬

‮** ‬ولقد افتقد المصري الأمان في الشارع‮.. ‬وفي العمل‮.. ‬خصوصًا وأنه يسمع حكايات كل يوم عن انتهاكات أمنية في كل مكان بعضها يرتكبها البلطجية،‮ ‬وبعضها بسبب‮ ‬غياب السلطة،‮ ‬والشرطة من أهم عناصر السلطة‮.. ‬وبعضها من بعضهم‮.. ‬حتي يشعر المواطن بأن‮ ‬غياب الأمن سببه‮ ‬غياب الشرطي‮.. ‬فتجعل المواطن يترحم علي زمان وأيام زمان‮.. ‬حتي ولو أذاقه جهاز الشرطة الأمرين‮!!‬

وطوال إدارة اللواء محمود وجدي لوزارة الداخلية لم يستطع الرجل رغم كل خبرته أن يستعيد لجهاز الشرطة قدرته‮.. ‬وسبب ذلك تخوف الضباط من مغبة ما يحدث لهم وسط ما ترسب في نفوس الناس من ظلمهم للناس،‮ ‬أو علي الأقل تلك الأقلية التي أساءت للشرطة وللضباط أنفسهم‮.. ‬ثم عجز الوزارة عن استعادة جنود الشرطة الذين لم يعودوا إلي وحداتهم العسكرية‮.. ‬وفضلوا العودة إلي قراهم وإلي بيوتهم‮.. ‬ثم بطء الوزارة في دعوة هؤلاء وهؤلاء إلي وحداتهم وإلي مديريات الأمن وأقسام الشرطة‮.‬

‮** ‬أما الجانب الأكثر أهمية فهو حاجتنا إلي ضابط شرطة جديد المواصفات وليس مجرد زي يرتديه‮.. ‬أو شعار يرفعه ولكن ضابط نحبه ونحترمه‮.. ‬لا نخافه ونتجنبه،‮ ‬أو نتحاشاه‮.‬

وهذا الضابط لن نجده بسهولة بين ضباط الشرطة الحاليين،‮ ‬الذين نشأوا وترعرعوا في ظل فكر معين،‮ ‬أساسه‮ - ‬في الغالب‮ - ‬القهر والتعالي ولهذا اتصل بي الحاج عبدالسلام الطرابيلي عميد عائلة فرع الطرابيلي في السويس يطرح اقتراحًا‮.‬

يقول الحاج عبدالسلام إن الدول

في فترات الطوارئ والحروب والأزمات تلجأ إلي تخريج دفعات استثنائية من الكلية الحربية،‮ ‬والبحرية والطيران وهذا في وقت الحروب‮.. ‬ونحن الآن في ثورة شاملة ووسط‮ ‬غياب أمني رهيب وحتي نحصل علي ضابط شرطة جديد في فكره وفي سلوكه‮.. ‬وفي انتمائه لهذا الشعب‮.. ‬فلماذا لا نلجأ الآن وفورًا إلي تخريج دفعات استثنائية من ضباط الشرطة،‮ ‬بل وأمناء الشرطة‮.. ‬بعد مدة دراسة لا تزيد علي عام واحد‮.. ‬يدرسون خلاله العلوم الشرطية ومبادئ القانون المدني والجنائي،‮ ‬علي أن يستكملوا دراسة هذه المواد القانونية‮ - ‬خلال عملهم بعد التخرج‮ - ‬المهم أن نسرع بتخريج مثل هذه الدفعات بعد أن تتشرب بمبادئ حقوق الإنسان وأن المتهم برئ إلي أن تثبت إدانته‮.. ‬وأن له الحق كل الحق في الدفاع عن نفسه ورفض أي اعتداء يقع عليه نفسيا كان أو بدنيا‮.‬

‮** ‬وأن ندفع بخريجي هذه النوعية بسرعة إلي أقسام الشرطة وكل أعمال العمل الشرطي‮.. ‬ليحلوا محل الضباط القدامي‮.. ‬حتي ولو اضطررنا إلي إحالة ضباط الشرطة الحاليين من رتبة عقيد وما فوقها إلي الاستيداع‮.. ‬خصوصًا الذين تشرب منهم سلوك التعذيب أو إهانة المواطن والتعالي عليه‮.‬

نريده‮ - ‬يقول الحاج عبدالسلام الطرابيلي‮ - ‬ضابطًا شابًا يؤمن بمبادئ الشباب الذين قاموا بالثورة‮.. ‬ويؤمن من أكبر بمبادئ حقوق الإنسان‮.. ‬وأن نعلمهم كيف يبتسمون للمواطن الذي يلجأ إلي قسم الشرطة يطلب الحماية ويطلب النصيحة‮.‬

‮** ‬بشرط أن نغير من أسلوب التدريب والتدريس القديم بكلية الشرطة وأيضًا بمعهد أمناء الشرطة‮.‬

المهم أن ندفع بهؤلاء الشباب إلي أقسام الشرطة بسرعة‮.. ‬فهذا أقل ما يطلبه شباب الثورة‮.. ‬شباب مصر الجديدة‮.‬

‮** ‬حاضر يا حاج عبدالسلام،‮ ‬مع محبتي