عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

إما نحن.. أو الطوفان.. شعار الإخوان والسلفيين

لا أدرى لماذا يلح على هذه الأيام بيت شعر نظمه أمير الشعراء أحمد بك شوقى فى ملحمته الشعرية مجنون ليلي.. وهو بيت ينطبق علينا وعلى مصر هذه الأيام.

البيت يقوله والد ليلى وهو ينتفض ويثور فى وجه المجنون عاشق ابنته، وقد تحجج العاشق بأن خيمته ليس فيها نار يتدفأون بها فيرد الأب ثائرًا:
أجئت تطلب نارًا.. أم جئت تشعل فى البيت نارًا؟
ذلك أن الصراع الآن على السلطة فى مصر على أشده.. الكل يحاول القفز ليحصل على أكبر قطعة من هذا البلد الأمين.. فإما يحصلون على كل المناصب.. أو يشعلون النار فى البلد.. وكأن مصر مجرد «دبيحة» كل يحاول الحصول على أفضل ما فيها.. فإذا لم يحصل على مراده.. هدد بإشعال النيران، فى كل شيء وأى شيء وهذا الكلام ليس من عندنا.. فقد هدد خيرت الشاطر بالجهاد والتضحية بالدم.. وكذلك حازم أبوإسماعيل الذى هدد ورجاله بالاعتصام والتحرك إذا تم استبعاد شيخهم.. فهل هذا هو أسلوب العمل السياسي؟!
** قد يكون الخوف من ضياع فرصة الوصول إلى الحكم وراء كل هذه التحركات.. وقد يكون شعورهم بأن هذه الفرصة لن تتكرر مرة أخري.. ليس فقط بسبب فوزهم بهذه الأغلبية، حتى وإن كانت هزيلة.. ولكن لأنهم على يقين بأن ما حصلوا عليه يمكن ألاّ يحدث مرة أخري.. أى أن لسان حالهم: الآن.. وليس بعد الآن.
ونتحدث اليوم عن التهديد بإحراق البلد.. فهل هذه هى أخلاق المصريين.. فهل سيقف المجلس الأعلى موقفا صامتًا أمام هذه التهديدات الصريحة والصارخة.. أم لن يكون أمام المجلس إلا التحرك السريع لانقاذ الوطن، وهذا لن يكون إلاّ بما هو لا تحمد عقباه.. أى نرجو ألا يكون أمام المجلس الأعلى ألاّ الانقلاب العسكرى وإعلان حالة الطوارئ، تحت دعاوى حماية الوطن.. وبذلك تدخل البلاد فى دوامة الحكم العسكرى المباشر، ربما لأكثر من نصف قرن آخر.
** وللأسف فإن القوى الجديدة - التى تتقوى بالشارع المصرى - وتستند إلى أحد أهم مكاسب ثورة يناير وهو «قوة الميادين» تلوح بقدرتها على «تحريك الجماهير» بما يلبى لها مصالحها.. فإما هم.. وإما بحار الدم.. هل هذا هو مبدأهم للاستحواد على السلطة.
إن الذين ابتعدوا عن «الميدان» يوم 25 يناير 2011 بل وقاطعوه وأيضا الذين لم يذهبوا إليه إلا بعد يوم 28 يناير لا يحق لهم التهديد بالميدان.. وإن نتوقع أن تشهد مصر غدا الجمعة خروجًا رهيبا من أنصار هؤلاء وهؤلاء.. فماذا يفعل المجلس الأعلى العسكرى هل يتصدى له فتغرق الميادين فى بحار الدم ويسقط الضحايا بينما مصر تحاول أن تلملم جراحها منذ الاشتباكات الأولى من تلك

الثورة العظيمة.
وهنا نتساءل: وأين باقى القوى السياسية؟ إن كان الشعب يقف ويتفرج على الصراع الحالى تحت شعار «نحن.. أو الطوفان» فإننا نأمل فى تحرك كل القوى الليبرالية دفاعًا عن ثورتهم.. ولا يتركون الثورة ليركبها هؤلاء أو هؤلاء.. مرة أخري.
وإذا كانت القوى الليبرالية مازالت متمسكة باستمرار العمل داخل المكاتب والغرف المغلقة، وهذا هو ما أفقدها جانبا كبيرًا من الشعبية.. فإن الأمل كله فى الشعب نفسه، الذى يجب أن يخرج ليدافع عن ثورته خشية أن يتم اجهاضها بالانقلاب العسكرى أو تستولى عليها هذه القوى أو تلك.
** وقد يكون الخوف - والخوف كله - أن يقع الصدام بين القوات المسلحة وبين الشعب.. وهو صدام نسجد لله العلى القدير ألا يقع لأن الخاسر سيكون هو الوطن.. أما القوى الأخرى فقد تعودت أن تتلقى اللطمات وتنسحب فى الوقت الملائم لها.. وتعود للعمل تحت الأرض من جديد.. فهذا هو أسلوبها الأوسع انتشارًا!!
وكم نتمنى أن يلتقى كل القوي، بما فيها الإخوان والسلفيون، للاتفاق على عبور هذه الأزمة لتجنب مصر ما يمكن أن يحدث غدًا.. وأمامنا اليوم «الخميس».. للاتفاق على ذلك.. حتى لا تشتعل الميادين والشوارع.
ونتمنى أيضا من الجامع الأزهر وشيخه الوقور أن يخرج اليوم متحدثا للشعب من كل القنوات التليفزيونية يرجو الكل الاحتكام إلى العقل وإلى الحكمة.. والدعوة إلى اجتماع واحد يضم كل القوى الوطنية لتتفق على تهدئة النفوس.. فالحكمة تقول إن ما لا يدرك كله.. لا يترك جله.
** ونحن نحتكم إلى ضمير الأمة.. ونهيب بالمجلس الأعلى أيضًا أن يحتكم إلى الصبر لمواجهة أى استفزازات حتى تعبر البلاد هذه الفترة العصيبة.
ونختتم - كما بدأنا - بقول أحمد شوقي: أجئت تطلب نارًا.. أم جئت تشعل البيت نارًا.