رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

الكاذبون.. من أجل كرسي السلطان

بعض المتفلسفين يرون أن السياسة هي فن الكذب.. ولكن هذا  كان صحيحاً في القرون الماضية.. وعندما كان يمكن كتم المعلومات.. أي منعها.. ولكن الظروف الآن تغيرت كثيراً بعد أن أصبحنا نعيش عصر السماوات المفتوحة والاعلام الكاسح الذي يخترق حتي غرف النوم، وليس فقط قاعات الاجتماعات وغرف صنع الأخبار وطبخ الأحلام وإطلاق البالونات  لخداع الرأي العام.

ولما كنا في عصر يكون فيه الإعلام هو السيد. وبسببه تسقط حكومات وتتبدل سياسات حتي أن أحد أهم عناصر الإعلام الصحفي وهو أشهر صحف بريطانيا تسقط وتموت رغم أن عمرها تجاوز قرناً ونصف القرن.. هنا نقول إنه من الواهمين من يفترض أنه يمكنه حجب معلومة أو طمس حقيقة.. وربما يمكنه أن يخفي معلومة لأسابيع أو لشهور.. ولكن  مصيره الانكشاف لا محالة..
** ومن هنا نقول إنه واهم «في هذا العصر» من يعتقد أنه يمكن أن يعمل في الخفاء.. وإذا فعل ذلك فإن الأطراف الأخري تملك من الوسائل ما يمكنها من كشف أي كذبة أو تضليل. وأمامنا في مصر أكثر من دليل..
هذا هو النائب البلكيمي الذي أجري عملية لتجميل أنفه ـ بعد أن أصبح نجما أي عضواً في مجلس الشعب ـ في محاولة لتجميل صورته مادام التليفزيون سوف يطارده داخل البرلمان أو خارجه.. فادعي ما ادعي ورسم له عقله أن يخدع الناس، ويكسب في نفس الوقت غير الأنف الجميل.. مبلغاً من المال.
وانكشف أمره وظهرت الحقيقة حتي قبل أن يرفع ضمادات العملية الجراحية.. وكان ما كان وتم رفع الحصانة البرلمانية عنه حتي يتم التحقيق معه بمعرفة النيابة العامة.. وأغلب الظن أنه سوف يتم فصله من البرلمان.
والمؤسف أن هذا الشخص ذو لحية كثيفة.. وينتمي إلي التيار الاسلامي السلفي المتشدد الذي يري أن السياحة حرام وربما السينما والتليفزيون أيضاً.. فأساءت  فعلته بالحزب الذي ينتمي اليه.. ورغم أن حزبه قام بفصله إلا أنه مازال محسوبا علي هذا الحزب السلفي ولم تحفظه لحيته الكثيفة من جريمته النكراء،  التي كان يمكن أن تمر لولا أنه ادعي أن عصابة طاردته واعتدت عليه.. وكان ذلك هو الكذب بعينه!
** وهذا مرشح آخر ـ وهو أيضاً من أصحاب اللحي شديدة الكثافة.. وهو ابن أحد رجال الأزهر المرموقين.. جاء هذا الابن فأساء إلي تاريخ والده وأخفي أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية.. هي وشقيقته وانها دخلت مصر وخرجت منها مستخدمة هذا الجواز الأمريكي أكثر من مرة..  وعندما «دعبس»  له منافسوه وحفروا في تاريخه وتاريخ الأسرة اكتشفوا أن والدته تحمل جنسية أخري ـ غير المصرية ـ وهو بذلك يفقد أهلية الترشح لمنصب رئيس الجمهورية.
ولكن هذا المرشح ـ وأعضاء حملته الاعلامية الانتخابية ـ تمادوا في النفي، نقصد تمادوا في الكذب.. وادعوا أن الأم لم تحصل علي الجنسية الأمريكية.. وإن كانت تحمل «الجرين كارد» وهو الخطوة الأخيرة قبيل منحها الجنسية الأمريكية بالكامل.. وبكل صلاحياتها.. هنا ظهر جبروت الإعلام والقدرة علي المطاردة وكشف كل ما هو مستور.. وجاء منافسوه بكل الأدلة..  ومنها أن السجلات الرسمية لولاية كاليفورنيا حيث كانت تقيم هي وابنتها تحمل اسميهما.. وكذلك في سجلات أو القوائم الانتخابية..
** وهكذا انكشف كل شيء.. بل ربما ضاعت فرصة هذا المرشح في الوصول إلي مقعد رئاسة جمهورية مصر العربية.. وكان هو أقوي المنافسين، علي الأقل بسبب تاريخ والده المشرف.. ثم بسبب حملته الانتخابية شديدة البذخ في مظهرها وفي تكاليفها حتي انتشرت النكت تتحدث عن هذا المرشح الذي تنزل صورته من حنفيات المياه ووصلت الي مياه الصرف الصحي.
وبعيداً عن مصادر أموال هذه الحملة الاعلامية التي لم تشاهدها مصر من قبل ـ وهي مصادر يجب أن يخرج جهاز ما ليحدثنا عنها  ـ وهل هي مصادر مصرية من الجمعيات إياها. أو من دول خليجية قيل انها تدفع لأغراض تعرفها ولا نعرفها نحن وقيل ان وراءها دولاً كبري من مصلحتها عدم وصول التيار الليبرالي الي مقاعد الحكم فيقيمون دولة عصرية تضرب أحلام كل هؤلاء..
** ووسط هذا الكم الهائل من المعلومات التي تتحدث عن جنسية والدته المرحومة نجد هذا المرشح وحملته الانتخابية تصر علي سلامة موقفه وينفي كل ما يقال وينشر.. فمن الذي يكذب المرشح نفسه أم مساعدوه.. وإلي أن تظهر الحقيقة كاملة نقول إن الأمثال الشعبية المصرية القديمة تقول ان الكذب ليس له قدمان أي لن يمشي سريعاً وينتشر.. لأنه سريعا ما ينكشف.. فماذا سيفعل هذا المرشح الذي كان يتنافس علي مقدمة المرشحين بعد أن دخل كل بيت.. وكل حارة وكل زقاق..
** وما يهمنا هنا هو حكاية أو جريمة الكذب. فهل يصلح الكاذب أن يصبح رئيسا للجمهورية هل يصلح الكذاب أن يحكم مصر.. خصوصا في فترة تعقب واحدة من أعظم الثورات نريد فيها اعادة بناء الوطن..
تلك هي القضية الخطيرة..  الكذب والكذابون وكل من يطبلون ويرقصون من أجل أن يصلوا إلي مقاعد الحكم والسلطان.
أم من أجل كرسي السلطان يمكن لأي انسان أن يكذب كما يريد..
** وإذا كان هذا ممكنا لأي مواطن.. فماذا نقول في رجل دين وابن رجل دين وصاحب واحدة من أكبر اللحي في تاريخ الاسلام السياسي.. فليذهب كل هؤلاء كما كان أجدادنا يقولون إلي النار .. ألم يقولوا لنا ان الكذاب مصيره النار وبئس المصير.