عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

..وشغلونا بالمشاكل الصغيرة

كأن مصر هى فرصة للربح والمكاسب.. وما الثورة إلا وسيلة للحصول أو الفوز بالمناصب.. فهذا عضو بمجلس الشعب.. وذاك بالشورى الذى لا فائدة فيه أو منه.. وهذا عضو بمجلس استشارى صنعوه لإرضاء من لم يفز بهذا المنصب أو ذاك..

ولما اكتشف اعضاؤه هذه الحقيقة انسحبوا أو استقالوا أو جمدوا عضويتهم وهناك من «كمن بالدرة» ليخرج علينا طامعًا أو حالمًا أن يصبح رئيسا للجمهورية.. فهل لهذا قام الشباب بثورتهم الرائعة.. هل قاموا بها هم ثم يأتى غيرهم من الذين قاطعوها ويقفزون على كل المناصب ويحوزون كل المقاعد.. هل هذه هى الثورة؟! أن يكونوا «هم» وحدهم ولا أحد غيرهم.. فكل المناصب لهم.. ولا شيء لغيرهم وكأننا استبدلنا بالحزب الوطنى البائد.. حزب الجماعة.. ولهذا نجد على مقعد د. فتحى سرور.. الدكتور الكتاتني.. والدكتور محمد مرسى محل مسئول الحزب الوطني.. والدكتور فلان على مقعد أحمد عز!! وكأنك يا أبوزيد ما عزيت.. أى كأننا ما قمنا بثورة وما قلبنا النظام.. فقط تغيرت الوجوه.
** والنظام الجديد وأقطابه بارعون فى «اشعال» اهتمام الناس أى اشغالهم عن القضايا الحيوية العاجلة، بأمور صغيرة لا تدخل إلى لب المشاكل.. وما يجرى الآن خير مثال.
فقد أغوقونا فى مشاكل صغيرة ليبعدونا عن القضايا التى قامت من أجلها الثورة.. وعندما جاء وقت الجد، أى وقت إعداد الدستور «شغلونا» بتشكيل لجنة اعداده.. ولم يشغلونا بالمواد الخطيرة التى يمكن أن نختلف عليها.
وهم عندما أرادوا أن يسقطوا حكومة الدكتور الجنزوري، صمد الرجل ورفض لأنه يستمد سلطته من المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذى يملك وحده أن يقيل الحكومة.. أو أن يقبل استقالتها.. وأنا أعرف أن الدكتور الجنزورى شديد العناد.. لا يقبل أن يلوى أحدهم ذراعه أو يدفعه إلى الحائط.. وإذا كانوا لا يملكون اسقاط حكومة بأغلبيتهم فى البرلمان فالطريق هو دفعه إلى الاستقالة من خلال تلك السلسلة الطويلة من الاستجوابات وطلبات الاحاطة ولكنهم لا يعرفون الجنزورى ويجهلون شخصيته، وإذا كان قد تجاوز عن جبروت الرئيس السابق عندما اقاله وأبعده عن رئاسة الحكومة.. وأصبح هو أشهر من ترك هذا المنصب وحصل على لقب رئيس الحكومة الذى رفض أن يكون مجرد مدير لمكتب رئيس الجمهورية فأصبح آخر رئيس وزراء محترم فى تاريخ حسنى مبارك.
** المهم بينما «هم» يواصلون سياسة اغراق الشعب فى المشاكل حتى لا يصبح لدينا فرصة للعمل والبناء.. دفعوا إلى السطح بورقتهم الكبيرة.. باسم مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية وبعد أن كانوا قد سربوا اسم المهندس خيرت الشاطر ليصبح رئيسًا للحكومة المقبلة.. بحكم أنه رجلهم العصرى لإدارة الأمور التنفيذية فى الدولة، بعد أن كان يدير أمورهم الداخلية.. بعد أن كان الشاطر هو الاسم الذى يفكرون فى الدفع به إلى رئاسة الحكومة.. فاجأوا الشعب.. وقدموه لنا مرشحًا لمنصب رئيس الجمهورية.
** والمهم نرجو ألا يكون رئيس مصر المقبل هو الأكثر إعلانا حتى أصبح أحدهم مادة للنكتة والسخرية.. حتى يكاد «ينزل» كالماء من.. الحنفية!! ولا نريده

الأكثر تنظيمًا وسط عالم من التخبط ومن الاختلاف حتى على أصغر الأمور.. ولكننا نريده رمزًا للعدل.. حكيمًا يفكر أكثر مما يتكلم يرحم أكثر مما يعاقب ويملأ السجون بالأبرياء.
ولكن المشكلة أننا لا نعرف هل سيكون رئيسا برلمانيا أى يملك ولا يحكم أى مجرد تشريفاتى يستقبل ويودع الضيوف من الرؤساء.. أم رئيسا يحكم ويملك.. أم هو بين بين، أى لا هو مثل الرئيس الأمريكى يجمع بين كرسى رئاسة الدولة وكرسى رئاسة الحكومة، والوزراء مجرد «سكرتيرين» له.
ولا نعرف لماذا وقعنا فى هذا الخطأ الرهيب أن ننتخب الرئيس قبل أن نضع الدستور الذى ينظم سلطات هذا الرئيس واختصاصاته.. اللهم إلا إذا كان هذا هو المطلوب أى اغراق البلاد فى متاهات من التفسيرات القانونية والدستورية.
** ونسأل هنا: لو أن مرشحًا مثل عمرو موسى نجح فى الانتخابات وهو يحلم أن يصبح رئيسا كامل السلطات، ثم جاء الدستور بغير ذلك.. هل يتنحى أم يعمد إلى تعديل الدستور.. أو أن هناك مرشحًا دخل الانتخابات وهو يعتقد أنه سيكون مجرد رمز للدولة.. ثم فجأة جاء الدستور بنص يعطيه سلطات رئاسية مطلقة.. ماذا يفعل.
الجريمة أننا قبلنا «مكرهين» إجراء الانتخابات قبل اعداد مشروع الدستور وتلك سوف تجر علينا كثيرًا من المشاكل والاختلافات تسمح بمزيد من الانشقاقات وتذكرنى بما حدث للثورة الفرنسية وأنا أرانا نسير فعلاً على طريقها.. أى لن تستقر الأوضاع بمصر تمامًا كما لم تستقر فى فرنسا فحدثت ثورات عديدة وعادت الملكية لتحكم ثم قامت ثورة بعد 10 سنوات.. ثم جمهورية فامبراطورية وثورة ثالثة وهكذا.. إلى أن وقعت الواقعة وتلقت فرنسا هزيمة قاسية عام 1870 على أيدى عدوها التقليدى ألمانيا.. التى دخلت قواتها باريس وسارت جيوشها فى شارع الشانزليزيه ووقفت تحت قوس النصر الذى أقامته فرنسا للاحتفال بثورتها!!
** كل هذا والعدو الحقيقى واقف على الحدود يراقب وينتظر لحظة الانقضاض.. فأى الخطرين أقرب؟! خطر الانقضاض على كراسى الحكم.. أم خطر الانقضاض على أرض الوطن نفسه.