عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

بين حق المواطن.. وحق العمل

وقفت طويلاً عند ما قاله لنا الفريق أحمد شفيق، رئيس الوزراء من أنه يهتم كثيراً بالبعد الانساني. قال بالحرف الواحد: الرعاية بالانسان أولي من الرعاية بالماكينة.. ولكن ليس معني ذلك أن نهمل الآلة.. لانها هي سمة العصر.. ولهذا نأخذ بالماكينة.. وفي نفس الوقت نهتم برعاية الانسان.

وهذه القضية عرفها العالم منذ بداية النهضة الصناعية، أو الثورة الصناعية في أوربا فقد اهتم أصحاب المصانع بالانتاج وارقام الانتاج حتي ولو أدي ذلك إلي الضغط علي قلوب العاملين.. وعاني العمال ايامها ضغوطا رهيبة لأن عصر الماكينات أدي إلي طرد نسبة كبيرة من العمال، فانتشروا في الشوارع.. بل وقامت ثورات عملية صاخبة، ويقول البعض انه في ذلك العصر بدأت فكرة انشاء النقابات العمالية، لتدافع عن انسان المصانع.. في مواجهة ماكينات المصانع.. ومواجهة القلوب المعدنية لاصحاب المصانع.. وقد عبر فيلسوف السينما الصامتة، ثم المتحدثة بعد ذلك، شارلي شابلن عن هذه الفترة وعن النظرة الحديدية لاصحاب المصانع، في واحد من أشهر أفلامه: العصر الحديث وكيف ان الماكينة تفرم عمالها.

** وعندما يجيء الفريق أحمد شفيق ليقول ما قال فانه يريد ان يذكرنا بانسانية الادارة.. وهنا يقول لنا في نفس هذا اللقاء - أنا لن أخسر ضميري.. ولكن من واجبي أن أرضي الشعب.. ولكن لن أرضي فرداً.. وقد جاء الوقت ان يتم فيه تدليع المواطن.. وانا موجود لتحقيق ذلك.. لتحقيق حلم أي مواطن في المجتمع. والحقيقة يقول الرجل ان وضعنا الحالي سيئ للغاية.. فالانتاج منخفض .. وبعض الادارات العمل فيها متوقف، حتي بعض المصانع.. والناس تخرج في مظاهرات تطلب ما تراه حقوقاً لها، وهي كذلك.. ولكن هل هذا هو وقت المطالب.. وهناك من يقول إذا لم تحصل اليوم علي ما تريد.. فلن تحصل عليه ابداً.

** ولكن ماذا يفعل الرجل الذي يتحدث عن شعب تعداده 82 مليون انسان.. وشعب بهذا الحجم يفترض أن يعطي وان ينتج، وهذا هو الوجه الأول. ومصر الآن لها شكل جديد، هكذا ينظر الينا العالم والعالم يريد أن يساعدنا.. ان يعطينا أموالاً لنستثمرها. والوضع هنا حساس للغاية وما نحن فيه الآن لا يشجع الاجانب علي ان يدخلوا بقلوبهم عندنا ومعنا.. والمطلوب هنا هو الاستقرار.. ان نشعر نحن بالاستقرار.. ليشعر به الاجانب ليتقدموا هم وأموالهم ليساهموا في اعادة بناء مصر.

** ولكن هل يتحقق ذلك بينما المظاهرات والاعتصامات تحدث في كل مكان .. بينما نترك العمل في معظم المواقع حتي الحيوية منها.

وهل يتحقق ذلك وسط تلك الهجمة الشرسة بالبناء علي الاراضي الزراعية حتي اننا فقدنا في الايام العشرة الأولي من الثورة أكثر من 1000 فدان طارت من ارض مصر الزراعية ليبني عليها الناس مساكن لهم في غيبة القانون وحتي

لو غاب القانون لفترة.. فأين الضمير الوطني.

وهل يتحقق ذلك، وقد استغل البعض غياب السلطة المحلية فاسرعوا يهدمون تراث مصر المعماري من فيلات اثرية هي جزء من تاريخ الوطن.. وكل ذلك ليبنوا غرفا أو حتي ابراجاً سكنية يجنون من ورائها الملايين.. وهل يريدون بذلك ان يضعونا أمام الأمر الواقع.. فقد تم الهدم وانتهي الأمر.. ويعلمون ان العاقل لا يسمح بهدم ابراج أقيمت بالخرسانة المسلحة؟!.

وفي هذا المجال أقسم الفريق أحمد شفيق بأن من أخذ سنتيمتراً واحداً أو وضع طوبة بالمخالفة للقانون فسوف يقتص منه وينزعها منه. وبمنتهي الشدة.. لأن حق الدولة لا يضيع لأنه من حق الشعب.

** ورغم ان رئيس الحكومة أعلنها اكثر من مرة من انه سريع جدا جهاً في أدائه للعمل، بل السرعة هي صيغة في العمل مادمنا قادرين الا انني أري ان رد فعل الحكومة - وهذا كلامي انا - بطئ بل شديد البطء، وهذا لا يصلح في بلد يعيش ثورة حقيقية.. في بلد عاني مواطنه من نقص شديد في الخدمات والاختناقات ونقص الانتاج.

حقيقة سرق اللصوص - الذين ارتدوا أقنعة الوطنية والنزاهة - سرقوا الكثير ..ولكن والحمد لله مازال في مصر ما نستطيع به ان نعيد البناء.. ونضع أقدام الوطن علي أول الطريق السليم للنهوض والتقدم.

** ومصر الآن في مفترق طريق. طريق يستهدف التغيير وما إعادة تشكيل الحكومة الحالية إلا الخطوة الاسهل. ثم التعديلات الدستورية تليها الانتخابات التشريعية والرئاسية.. وبعدها نبدأ الاستقرار الحقيقي واعداد الدستور الدائم الجديد الذي تحلم به الأمة.

والطريق الآخر هو دفع عجلة الانتاج.. وإذا كنا نطالب بمحاسبة اللصوص الا اننا نرفض استغلال الظروف لتصفية الحسابات.

إنه مشوار طويل.. شاق وعنيف ولن نحقق فيه اي شيء إذا لم نتكاتف جميعاً لنبني معاً وطنا طال انتظارنا لنخدمه بحق .. وحقيق.