عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

حماية المشاهدين من الانفلات الإعلامي.. كيف؟

هل فعلاً الإعلام الرياضي هو المسئول فقط عن كارثة ستاد بورسعيد أم أنه المسئول- أيضاً- عن تهييج الرأي العام واثارته ودفعه إلي مثل هذا السلوك الناتج عن الشحن الجماهيري.. ليس فقط في الرياضة.. ولكن أيضاً في قضايا سياسية واجتماعية خطيرة.. أم أن الإعلام الرياضي الانفعالي التهييجي وراء قضايا أخري عديدة.. تمس أمن الوطن ومستقبله.

يشهد الله أن الإعلام خرج عن الحدود المسموح بها وبالذات منذ يناير 2011 بحيث نجد إعلاماً يتسابق لجذب أكبر عدد من المشاهدين.. ليحصل علي حصة أكبر من «تورتة» الإعلانات.. حتي نكاد نعلنها أن بعض القنوات الفضائية ما قامت اصلاً إلا من أجل الربح المادي، من خلال التربح من الإعلانات وتوابعها.
ونكاد نجزم أن معظم برامج التوك شو، أي البرامج الحوارية، في مقدمة من يهدد أمن الوطن وإثارة، وشحن الجماهير.. فالكل يصرخ ويكاد يشتبك بالكلمات.. وربما نشهد قريباً اشتباكاً باللكمات بل نكاد نؤكد أن بعض الفضائيات ما قامت في الأصل الا لكي تقدم هذه البرامج الحوارية التي نري معظمها مدمراً للمجتمع وللوطن وللاسف نجحت هذه البرامج عالية النبرة في اثارة الناس وفي تسخين الرأي العام.. حتي ان أحداً لم يعد يحترم غيره!!
هذا الخلل الإعلامي الفضائي صاحبه سباق إعلامي صحفي دخل في دوامة هذه الجريمة المرفوضة وصدر العديد من الصحف غير الملتزمة كل هدفها أن تحظي بحصة من تورتة الإعلانات.. والسعي لكسب الشهرة.
والمؤلم أن كل هذا يحدث وسط غياب عقلاء الأمة وشيوخ الإعلام المكتوب.. وكبراء الإعلام الفضائي أقصد أن المجس الأعلي للصحافة لم يفكر لحظة في التدخل لحماية المجتمع.
واتذكر هنا وقد كنت عضوا بالمجس الأعلي للصحافة لسنوات عديدة انني كنت دائماً أحذر من هذا الانفلات الإعلامي الخطير ودائماً ما كنت أطالب بوضع مثياق شرف إعلامي لكل الإعلام وليس فقط للصحافة والصحفيين.. وكنت قد عملت أكثر من نصف قرن في الإعلام الصحفي أري أن يمتد هذا المثياق ليشمل التليفزيون والفضائيات ولكن رئيس المجلس الأعلي السابق صفوت الشريف كان يرد عليّ قائلاً: إن الميثاق يخص فقط الصحافة.. وان المجلس مختص أيضاً بالصحافة وان نقابة الصحفيين هي المختصة بأمور الصحفيين.. وكنت ارد قائلاً: إن ميثاق الشرف الصحفي صدر قبل أن تتوحش الفضائيات.. أقول ذلك وأمامكم محاضر جلسات المجلس الأعلي للصحافة تؤكد ما طالبت به.
الآن، وبعد أن أدان تقرير تقصي الحقائق بمجلس الشعب هذا الإعلام الرياضي تحرك بعض عقلاء الأمة للتصدي لهذا الانفلات الإعلامي الذي هو اخطر من الانفلات الأمني.. هذا العمل يقف وراءه الدكتور حسن علي عميد إعلام أكتوبر.. والأستاذ ورئيس قسم الإعلام بكلية الاداب جامعة المنيا. ومعه نخبة طيبة من اساتذة الإعلام والمهتمين بحماية المجتمع من

مخاطر هذا الانفلات الإعلامي الفضائي.
وتصدت هذه المجموعة الحريصة علي تنقية الجو الإعلامي لهذه الظاهرة وتداعوا لإنشاء جمعية لحماية المشاهدين والقراء وتضم هذه المجموعة حتي الآن 30 من أساتذة الإعلام وخمسة من أساتذة القانون بجامعة عين شمس ومن خبراء الإعلام في الإذاعة والتليفزيون والصحافة وبالمناسبة مثل هذه الجمعية موجود في معظم دول العالم المتحضرة وبالذات في بريطانيا وألمانيا وأمريكا وغيرها وهي جمعيات اهلية تقابل المؤسسات الإعلامية.
وتداعت هذه المجموعة الحريصة علي أمن الوطن إلي اجتماع تعقده اليوم في مدينة السادس من أكتوبر، في مقر مبدئي بالقاهرة.. وتم الاتفاق علي إنشاء 20 لجنة للمتابعة منها لجنة للإعلام الديني لمواجهة التعصب الرياضي في القنوات الدينية ولجنة لمتابعة الأداء الرياضي في القنوات الرياضية ولجنة لاخلاقيات المهنة اعلامياً وتليفزيونياً وصحفياً ولجنة للصحف الخاصة والرأي للصحف الحزبية وكلها تتابع ما ينشر وما يذاع ثم تصدر تقريراً شهرياً عن الصحف التي تحترم قوانين الإعلام ومواثيق الشرف وقواعد المهنة.
ثم تصدر الجمعية مجلة نصف سنوية تكشف تجاوزات وأخطار الجهاز الإعلامي تحت اسم «المرصد» مع ثلاثة مجلدات بها بحوث علمية ومؤتمر سنوي.
ويقول الدكتور حسن علي إن مهمته الحالية كرئيس مؤقت للجمعية إنما يتم لحين اختيار رئيس دائم للجمعية.
واقول اننا بحاجة ملحة لجمعية حماية المشاهدين والقراء من هذا الانفلات الإعلامي.. ما دام المجلس الأعلي للصحافة مقصراً للغاية فيما يحدث كما ان نقابة الصحفيين تخشي تفعيل ميثاق الشرف الصحفي لاسباب انتخابية، بكل اسف.
ومصر بحاجة إلي جمعية قوية وفاعلة لحماية المشاهدين.. وكفي ما حدث في بورسعيد.. وما يحدث في معظم البرامج الحوارية.
وهذه المجموعة من علماء ورجال الإعلام تحركوا لانقاذ ما يمكن انقاذه من هذا الوطن الذي تمزقه الاهواء والمصالح والبحث عن الربح المادي.. حتي ولو تم ذلك علي حساب الوطن.