رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

لك يا مصر السلامة.. وسلاماً يا بلادي

كأني بمصر تعود إلي الوراء حوالي قرن من الزمان كانت مصر حبلي بالثورة حتي تفجرت ثورة 19 لتواجه الإنجليز والقصر الملكي معاً وتتصدي لجبروت أقوي دولة في العالم خرجت منتصرة من الحرب العالمية الأولي ولا تجرؤ أي دولة علي التصدي لها.

ولكن شعب مصر عملها. وتصدي وقامت ثورة 19 وانتشرت الثورة في كل ربوع مصر.. ولكن أحداً لم يدع إلي العصيان رغم أن كل خير مصر كان يذهب إلي جيش الاحتلال.
ونحن الآن نتحدي قوي خارجية أبرزها أمريكا التي تريد أن يلعب رجالها في مصر، وعملاؤها.. دون أن نتصدي لهم بالقانون ونتحدي قوي داخلية تريد أن تثور وتصحح مسار الثورة.. وتريد أيضاً تطهير البلاد من الفساد.. وهي في سبيل ذلك يمكن أن تدوس علي كل شيء.
إذا كنت مع حق المواطن في التعبير عن رأيه وتغيير نظام الحكم بالطرق السلمية. إلا أنني أرفض الدعوة للعصيان.. لأن الخاسر هنا هو مصر، وإذا كان الله قد حمي مصر من الانزلاق والضياع حتي الآن.. ومازالت تقف علي أقدامها فماذا تكون الصورة ومصر قد أخذت في التدهور.. أكثر من ذلك.
ونعترف إذا كان الاحتلال الإنجليزي قد نهب مصر لسنوات عديدة.. فإن نظام الحكم السابق نهب أيضاً.. ومن هنا كانت ثورة المصريين في المرتين.
ولكن عاماً واحداً من الضياع يكفي.. نعم نريد تصحيح المسار والقضاء علي الفساد.. ولكن يجب ألا تمتد ثورتنا إلي قتل ما بقي من خير في هذه الأمة.
وفي عز ثورة 19 أحس الوطنيون الأخيار بأن مصر في طريقها إلي الاختلاف.. وكان ذلك عام 1920 ولم تكن مصر قد حققت ما تريد.. كانت في منتصف الثورة، منتصف الطريق.. وخشي عقلاء الأمة علي مصير الثورة.. ومصير الوطن.. وتداعي هؤلاء لإنقاذ مصر من خطر الانقسام.
وخرج مصطفي صادق الرافعي بقصيدة رائعة عنوانها «اسلمي يا مصر» وتلقفها الملحن الكبير صقر علي وحولها إلي نشيد تهتف به الأمة كلها تقول القصيدة.
اسلمي يا مصر إنني الفدا
ذي يدي ان مدت الدنيا يداً
أبداً لن تستكيني أبداً
إنني أرجو مع اليوم غداً
إلي أن يقول:
ك يا مصر السلامة
وسلاما يا بلادي
ان رمي الدهر سهامه
اتقيها بفؤادي
واسلمي في كل حين
والآن اتساءل: هل الدعوة للعصيان المدني تضر الوطن، أم هي في صالحه؟
ليس أفضل من كلمات شاعرنا أحمد رامي التي لحنها رياض السنباطي عام 1937 التي تقول:
يا شباب النيل .. يا عماد الجيل
هذه مصر تناديكم فلبوا .. دعوة الداعي إلي القصد السبيل
شيدوا المجد علي العلم وهبوا .. ثم سيروا كل جمع في سبيل
وحقيقة كانت كلمات الشاعر كامل الشناوي تعبر خير تعبير ليس فقط عن

حالنا وحال مصر في أول الخمسينيات وتلقفها الموسيقار المبدع محمد عبدالوهاب وأداها بصوته.. تقول الكلمات:
كنت في صمتك مرغم .. كنت في صبرك مكره
فتكلم وتألم .. وتعلم كيف تكره
وظل هذا النشيد حبيس أدراج الإذاعة طوال عام 1951 ولم ير النور إلا في اليوم التالي لثورة 23 يوليو.
نعم مصر الآن تماماً كما كانت منذ 60 عاماً، ومن حق الشعب أن يتكلم بعد أن تألم.. وعليه أن يتعلم كيف يكره.. ولكن يكره النظام الفاسد الذي كان جاثماً علي أنفاسه.. ولكن ليس إلي أن يدمر نفسه.
لقد أخذت مصر أول الطريق ومهما كان مجلس الشعب فتلك هي إرادة الشعب وعلينا تقبلها.. ونعترف أن فساداً هائلاً مازال يعشش في مقار الحكم، ولكن ليس بالعصيان.. بالتظاهر نعم ولكن ليس بوقف العمل فنحن نعصي أنفسنا قبل أن نعصي حكامنا.
الشعب يطلب سرعة تسليم الحكم إلي سلطة مدنية منتخبة.. وأن يعود الجيش إلي ثكناته مشكوراً محموداً علي دوره الرائع الذي قام به من اليوم الأول، ولكن ليس بالدعوة إلي العصيان لأن هذا فيه دمار للاقتصاد وللوطن نفسه.
نعم اخرج متظاهراً في مظاهرة سلمية من أجل التغيير السلمي.. حتي وإن تم انتخاب الرئيس دون دستور ننتخبه علي أساسه.. ولكن هكذا تمت الأمور، ولكن حرام هذه الدعوة إلي العصيين.. لأننا هنا نعصي مصر نفسها نعصي الثورة ذاتها.
لنعط الفرصة لحكومة الإنقاذ التي قبل رئيسها المهمة فدائياً أكثر منه سياسياً.. ولمجلس الشعب الذي انتخبناه.. ثم لنذهب لانتخابات الرئيس ونعد الدستور.
وبعدها إذا لم يعجبنا كل ذلك.. تخرج لتغييره ولكن يكون ذلك أصعب من إسقاط حكم حسني مبارك.
فميدان التحرير باق.. وكل ميادين مصر كذلك.. ولكن إياكم وإسقاط الوطن.
ولك يا مصر السلامة.. وسلاماً يا بلادي