رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

صعود وسقوط »كروب مصر«.. أحمد عز!


لكل نظام »فلتاته«.. و»فلتة« النظام الحالى هو.. أحمد عز!! واللافت للنظر أن أحمد عز ظهر وانطلق.. وتوهج خلال فترة لا تزيد على عشر سنوات.. فلم يكن أحمد عز معروفاً قبلها، اللهم إلا عند مرتادى الملاهى الليلية الذين عرفوه كعازف أو نافخ على احدى الآلات الموسيقية تلك كانت هوايته.. إلى أن أصبح يعزف على كل المصريين.. ومن مركز السلطة..

وأحمد عز هو فعلاً »الولد المعجزة« وإن لم يولد وفى فمه معلقة من ذهب إلا أنه أصبح ملك الحديد فى مصر، بل أكبر شخصية بين كل ملوك الحديد فى الشرق الأوسط.. بعد أن سمحت له الدولة، أو وفرت له، كل وسائل الاستيلاء على هذه الصناعة الحيوية.. ولا أحد يعرف بالضبط هل استولى على هذه الصناعة بحكم سيطرته على قواعد اللعبة السياسية.. أم أنه استغل صناعة الحديد ليمسك بأطراف اللعبة السياسية.. بيد من حديد.. ولكنه فى النهاية تحول وبسرعة البرق إلى ظاهرة، وظاهرة حديدية.

** وقد يخرج لنا أحد الأجهزة الرقابية الآن ليروى لنا »سيرة الفتى عز..« وكيف صعد بهذه السرعة من أسفل السلم إلى سطح بل قمة سطح الحياة السياسية فى مصر.. ولكننا نقول: لماذا لم يتكلم ـ هذا أو ذاك ـ من قبل.. أم أن الفتى المعجزة كان يمتلك قبضة حديدية رغم جسده الرقيق، واستطاع أن يسكت الكل. وإذا كانت السياسة تعرف القفاز الحريرى، أى الدبلوماسية الرقيقة ولكنها باترة.. فإنها تعرف أيضاً القفاز الحديدى الذى يصرع المنافسين.. وواضح أن عز استخدم القفاز الأول فى بداية حياته السياسية.. إلى أن أصبح يستخدم الثانى.. بعد أن تمكن من كل أساليب اللعبة.. ووصلت به الحال أنه كان يحرك مجلس الشعب، ونوابه.. بأصبع واحد.. لا أكثر.. وسبحان مغير الأحوال..

** وبين القفاز الحريرى.. والقبضة الحديدية وصولاً إلى الأصبع الحديدى جرت مياه كثيرة تحت السطح.. ثم فوق السطح وهنا يكفى أن نروى حكاية رواها اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية المسئول عن مباحث الأموال العامة.. هذه الرواية تحكى وتكشف خطر الفساد فى السلطة العليا..

يقول اللواء المقرحى ـ فى الحوار الذى نشرته »الوفد« بقلم الزميلة المجتهدة ولاء نعمة الله ـ إن الدكتور عاطف عبيد هو أول من ساعد أحمد عز فى بناء إمبراطوريته.. واسألوه كيف اقتحم »شخص كبير« مكتبه يوماً وفى يده »الفلتة أحمد عز«. وبالأمر المباشر تم بيع شركة  حديد الدخيلة لعز.. واسألوا د. مختار خطاب وزير قطاع الأعمال الذى باع حصة كبيرة تحت مسمى الخصخصة.. ثم اسألوا إبراهيم سالم محمدين رئىس الشركة ليقولوا الحقيقة.. وكيف أن عز نجح فى حصد المليارات بعد أن سهلوا له الحصول على 50٪ من شركة الدخيلة..

** هنا نسأل: من هو الشخص الكبير الذى دخل على الدكتور عاطف وهل هو قريب من مؤسسة الرئاسة.. أم هو جمال مبارك شخصياً.. وكان ما كان بعدها من إطلاق يد أحمد عز فى الحزب الحاكم.. وأصبح

هو النجم التالى فى لجنة السياسات.. ثم أطلقت يداه لتعبث فى الحياة السياسية المصرية وزوَّر الانتخابات الأخيرة وهى القشة التى كسرت ظهر البعير..

ونحن هنا نسأل من واقع ما ينشر أن أحمد عز اشترى شركة الدخيلة بمبلغ 571 مليون جنيه، لم يسدد منها شيئاً.. بعد أن اقترض بسببها من البنوك.. وأصبح رئيساً لمجلس إدارة الشركة.. والآن تبلغ حصته فيها 3000 مليون جنيه..

** وبسبب رغبته فى الاستحواذ على كل صناعة الحديد اغمضت الحكومة كل عيونها، وسمحت له أن يقتل ـ أو يكاد ـ شركة الحديد والصلب فى التبين، التى كانت مفخرة قطاع الصناعة فى العصر الناصرى وكان عبدالناصر يصر على كل ضيف كبير لمصر.. أن يزورها..

ونسأل من الذى سهل للرجل أن يقترض من البنوك لكى يطور مصانع  الدخيلة.. أى أنه استولى على شركة الدخيلة وقام بتطويرها.. بأموال البنوك.. بينما تغلق البنوك كل الأبواب أمام أى شاب يريد مبلغاً زهيداً لينفذ مشروعاً صغيراً وعليه أن يرهن بيت والده.. أو يقدم مصوغات زوجته من أجل هذا القرض..

** وقصة مصنع الدخيلة تستحق أن تكون مدخلاً لمحاكمة أحمد عز لأنها نموذج للفساد السياسى، سواء من تدخل هذا الشخص الكبير أو الذين منحوه كل هذه القروض.. وبسببها وغيرها تم تعيين الدكتور عاطف عبيد رئىساً للمصرف العربى الدولى.. مكافأة له على كل ما فعل.. أى هى لعبة المنافع المشتركة!!

إنها قصة مصنع واحد ضمه الرجل المعجزة إلى إمبراطوريته وكل أطراف اللعبة مازالوا على قيد الحياة..

** ومن الواضح أن أحمد عز كان يحلم أن يصبح مثل ملك الحديد الألمانى الشهير جوستاف كروب الذى صنع مع زوجته برثا أعظم إمبراطورية للحديد فى ألمانيا قبل الحرب العالمية الأولى ثم قدم خدماته إلى هتلر وسخر مصانعه لخدمة أغراض النازية، إلى أن مات عام 1950 عن 80 عاماً.. فهل كان عز يحلم بأن يصبح »كروب مصر« عندما استولى على أهم مصانع الحديد فيها!!