رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

مؤامرة إسقاط مصر

أخشي ما أخشاه أن يحدث صدام جماهيري بين المتظاهرين المطالبين بترك الرئاسة الآن وفوراً.. والمتظاهرين الذين يرون أن يخرج الرئيس خروجاً آمناً، في سبتمبر القادم، أي بعد نهاية فترته الرئاسية الحالية.

الخوف كله أن يشتبك هؤلاء مع هؤلاء فيضطر الجيش الي التدخل لفض الاشتباك، وهنا الخطر كله لأن المعركة ستكون شديدة وشرسة للغاية.. وعواقبها خطيرة، بل شديدة الخطورة.

ويبدو ان هذا هو هدف الذين ركبوا تلك المظاهرات الشريفة والجريئة لشباب مصر الذي ثار مطالباً بالتغيير.. ركبوها ليتوجهوا بها نحو تحقيق مؤامرتهم ضد مصر وشعب مصر.

** لقد طالب الشباب بالتغيير.. وبرحيل الرئيس مبارك.. ولكن بعد أن أعلنها الرئيس مبارك صراحة من انه لن يرشح نفسه لفترة رئاسة جديدة.. وبعد أن اعتبر الكثيرون هذا الاعلان انتصاراً لمطالبهم ـ وهو كذلك بالفعل ـ أخذ البعض يشكك في نوايا الرئيس.. واعتبروا هذا الاعلان التفافاً حول مطالب الشعب بالتغيير.. بل تخوفوا من أن تحدث ردة في اتجاهات النظام، بعد أن تهدأ الاحوال، وبعد أن يعود الشباب الي بيوتهم وأعمالهم.

ولكن هؤلاء الشباب نسوا انهم عرفوا الطريق لتوصيل رسالتهم وهو طريق سهل الوصول إليه مرة أخري.. بل مرات.

** ونقول للكل ان ما تحقق كثير.. ولم نكن نحلم به.. رغم اننا طالبنا به كثيراً سنوات وسنوات.. ونعتبر استجابة النظام له معجزة ما توقعناها يوماً.

ها هو رئيس الجمهورية يعلنها انه سيترك الحكم بعد 8 أشهر وها هو يعلن استجابته لتنفيذ أحكام الطعن في نتائج الانتخابات بل ها هو رئيس مجلس الشعب الذي كان يتشدق بعبارة »المجلس سيد قراره« ان جلسات المجلس قد أوقفت لحين البت في الطعون، أي ان المجلس قد جمد جلساته.. وجمد نشاطه أي هو في دور الحل، خاصة اذا عرفنا ان ما يقرب من ثلث الاعضاء مطعون في سلامة انتخابهم.

ثم ها هو الرئيس يطالب السلطات الرقابية والقضائية بإجراءات فورية لملاحقة الفاسدين. وهو ما طالبت به كل القوي الحريصة علي مستقبل هذا الوطن.. وفي مقدمتها ما حدث من انسحاب الشرطة من واجبها الوطني.. فشعر كل مواطن بالخوف علي عرضه وماله وعياله.

وأيضاً دعوة البرلمان لمناقشة تعديل المادتين »76 و77« من الدستور وهو ما بحت أصواتنا من المطالبة به. حقيقة نحن نطالب الآن بدستور جديد تضعه لجنة تأسيسية مختارة.. ولكن هذا لا يمكن حدوثه بين يوم وليلة.. ولكنه سيتحقق بإذن الله.

** ان مؤامرة خطيرة تحدث الآن من بعض الاعلام غير المسئول الذي يدعم ـ دون أن يدري ـ محاولات إحداث الفتنة بين المصريين.

اننا نري ان نحكم العقل والحكمة لنعبر بالوطن هذه الظروف الخطيرة وأن نمنع

أي احتكاك بين جموع الشعب.

لا نريد مظاهرات ضد مظاهرات حتي لا يضطر الجيش الي التدخل فتقع المأساة.. وتحدث المذبحة.. ماذا لو اصطدمت مظاهرات تتحرك من ميدان مصطفي محمود بالمهندسين لتواجه مظاهرات ميدان التحرير.. الذي أصبح اسمه.. اسماً علي مسمي: التحرير.. تحرير مصر من الخوف ومن القهر ومن السجون والمعتقلات ومن سطوة الحزب الواحد ومن الحكم الاستبدادي.

** ماذا لو اشتبك الطرفان: المؤيدون لبقاء مبارك حتي نهاية فترته الحالية والمطالبون برحيله فوراً.. لو حدث ذلك لسقط الآلاف شهداء لهذا العمل الذي نخشاه.. وهنا يضطر الجيش الي التدخل ويضطر الي استخدام العنف.. وهنا يتحقق للمتآمرين حلمهم بإحداث الوقيعة بين الشعب وقواته المسلحة لتدخل مصر فترة من الصراع الرهيب.. خاصة عندما تتصاعد الاحداث ويعجز كل طرف عن السيطرة علي رجاله.

** ان أهداف هذا المخطط واضحة وهي ضرب مصر.. وعلينا أن نعي هذا الدرس.. فهم اذا كانوا قد فشلوا في إحداث فتنة بين مسلمي مصر ومسيحييها فإنهم يحاولون احداث فتنة بين شعب مصر وقواته المسلحة.. وبالتالي تدخل مصر في ظلام رهيب.. لا تستفيد منه إلا اسرائيل وهنا نقول انهم اذا كانوا قد فشلوا في مخططهم القديم بفرض حرب علي مصر كل 10 سنوات ليجهضوا برامج تطويرها ـ وهنا نتذكر حروب 48 و56 و67 ـ فإنهم يريدون لمصر أن تنفجر من الداخل ولتعيش مصر في صراع مع نفسها.. ومع جيشها.. تلك هي المؤامرة الكبري.

ونقول مرة أخري لأصحاب هذا المخطط لتدمير مصر.. نقول لهم ما قاله شاعر النيل عام 1921:

أنا إن قدر الإله مماتــــي      لا تري الشرق يرفع الرأس بعدي

ما رماني رام راح سليماً     من قديم عناية الله جندي

إنني حرة كسرت قيودي     رغم رقبي العدا وقطعت قدي