رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
عاطف خليل

بكرة من ده.. بقرشين!!

المصريون من أكثر شعوب المسلمين تمسكًا بالإسلام وقواعده.. ومنها ما يجري هذه الأيام.. نقصد الضحية والأضاحي.

فالمصري قد لا يكون معه إلا مصروفات بيته الأساسية.. ولكنه يحرص علي الذبح.. وعلي تقديم الأضاحي، وهو لا يأكل من لحم الأضاحي إلا أقل القليل.. ربما أقل من الثلث الذي يراه الإسلام. فالقاعدة في لحوم الأضاحي أن الثلث لأهل البيت أي لصاحب الأضحية.. والثلث للأقارب والأصدقاء.. والثلث للفقراء والمساكين.. وأهل السبيل.. تلك واحدة.
وست البيت المصرية تصر علي أن تطبخ لأسرتها الصغيرة الكبد والكلاوي ولا مانع من «حتة حلويات» ويتم إعداد كل ذلك محمرًا في السمن أو في الدهن لتأكله الأسرة علي طعام الافطار.. وما ألذه من افطار طازج وشهي.. ومن لا يكتفي بالكبدة والكلاوي وحتة فشة.. يفضل الفتة.. وأفضل ما يصلح من اللحم لقارب الفتة هي رقبة الخروف. وما يزيد لذة الفتة هي الخل والتوم وعلي الوش كبشة كبيرة من اللوبيا الجافة وحتتين كباب من قطع ريش الخروف.. وقطعة من «لية» الخروف ليحصل المصري علي هذا الطعم اللذيذ من المرق أي الشوربة!! وكلما زادت كمية الخل والتوم زادت الفتة لذة وطعمًا، وإذا كان الدسم مرفوضًا لكثير من المصريين، خصوصًا كبار السن ومرضي القلب والضغط.. فإن الخل يساعد علي تقبل هذا اللحم شديد الدسامة.. وعلي رأي كل المصريين «أكلة تفوت بالخل والتوم.. ولا حد يموت»!!
** ورغم أن الأصح ألا يأكل الواحد منها أكثر من 150 جرامًا من هذا اللحم.. إلا أن المصري يعشق أن يأكل علي الغداء لحم الضأن المشوي وقد يشتري المصري «الشواية» ليشوي بنفسه ما تأكله أسرته.
وإذا لم يكن أحد يعرف سر أن يأكل في اليوم الأول من رمضان البط مع القلقاس.. فأن أحدًا لا يعرف سر أن يأكل أول أيام العيد الفتة بالخل والثوم.. وعليها: اللوبيا الناشفة.. إلا إذا كانت لتتكامل القيمة الغذائية بالبروتين النباتي.. في اللوبيا بالدمعة!!
وأنا نفسي فعلت أمس بالضبط كما أقول الآن. تماما وهو ما أفعله في اليوم الأول من عيد الأضحي، إذا كنت في القاهرة.
** ولكن لي بعض الطقوس الأخري.. فأنا أعشق لحم الرأس.. من اللسان إلي المخ إلي «قرقوشة» الأذن.. وأحب لحم الجبهة.. ولكنني لم أجرب ما يفعله الكثير من المصريين وهو أكل الجوهرة.. أي العين وإذا كنت في الأيام العادية أعشق الكوارع وأفضلها عندي هي كوارع البقر والجاموس الكبيرة حتي ولو احتاج طبخها إلي وضعها علي النار الساعات الطويلة.. ففيها لحم وجيلوتين.. يعني مصمصة وسحب النخاع.. وهي أفضل عندي من الكوارع البتلو اللباني الصغيرة.. إذ إن شوربتها ليست دسمة كما يجب.. وتشبه شوربة الفول النابت.. وأحيانا بجوار هذه الكوارع أو تلك شوية

كوارع ضاني.. نعم صغيرة ولكن يفضل تناولها مع محشي ورق العنب بالزبادي.. والواحد يمسك الكارع الضاني ويمتص كل ما فيه في شفطة واحدة.
يعني الكوارع البتلو للزوجة.. والعجالي لسيادتي.. ونقتسم معا الكوارع الضاني.. وعن الشوربة المشتركة.. لا جدال!! وأول ما أكلت وأسرتي الكوارع الضاني مع محشي ورق العنب بالزبادي كان في أوائل السبعينيات في مطعم يلدز يار المطل علي صخرة الروشة أشهر معالم بيروت.. ووالله مازال طعمها في فمي.. وبالمناسبة قدمت لنا هناك كجزء من المقبلات، يعني السلطات التي تضم 48 طبقًا مختلفًا.. واللبناني هو أفضل من يأكل بين العرب والمطبخ اللبناني هو أفضل مطبخ عربي علي الاطلاق.
** وإذا كان المصري يفضل أن يأكل الفسيخ أول أيام عيد الفطر «ليعدل نفسه» من كثرة تناول اللحوم طوال رمضان.. فإنه يفضل اللحم أول أيام عيد الأضحي.. والضاني بالذات.. وأفضل الضاني ما يؤكل في الفتة أو مشويًا ولما كان المصري يفضل شراء الخروف بمفرده فإن هناك من يفضل اللحم البقري.. ولذلك يشترك المصري مع غيره في ذبح بقرة أي بدنة.. وحسب حجمها يكون نصيبه الذي يدفعه.. وبالطبع يكون نصيبه من اللحم أكثر من نصيبه من لحم الضآن ولكن هناك من يفضل عملاً بالشريعة والسنة المحمدية أن يذبح خروفًا.
** ولما كان منا من يذبح بنفسه إلا أن الأغلبية تفضل الجزار المتجول الذي يذبح بالأجر وقد يفوز بفروة الخروف أو برأسه.. ولكن هناك من دخل مهنة الذبح وهم هؤلاء الذين يبيعون الدواجن من الدجاج والبط والأرانب.. وهؤلاء يشاركون في عملية الذبح ولكن شتان بين من يذبح دجاجة ومن يذبح عجلاً.. ومن يذبح الأرنب ومن يذبح الخروف.. ولكنها جرأة.. لا يمتلكها البعض منا..
أنا نفسي لا أتحمل رؤية من يذبح دجاجة.
وأقول ايه: كل لحمة وأنتم طيبون!!