عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

أموال الشعوب.. دائما للطغاة

بغض النظر عما تقوله بعض الدول عن الطريقة التي قتل بها العقيد معمر القذافي، نقول إن الثورات لا تعرف القواعد ولا الأصول لأن أفعال الثوار تأتي غالبًا وفق اللحظة.. وسواء تم قتل القذافي بطريقة شرعية أم غير شرعية نقول إن الرجل قتل أكثر من 30 ألف ليبي.. وكلها بطرق غير شرعية..

فهل دفع الرجل ثمن قتل هؤلاء.. أم يكفيه أنه قتل الإمام الصدر غيلة.. وخطف ثم قتل الكيخيا وزير خارجيته السابق بعد أن اختطفه رجاله من القاهرة.. المهم أنه مات وراح ضحية أعماله القذرة فوق الأرض.. وفي السماء.. وفي عمق الصحراء.
** لكن ألا يكفي هنا أن الرجل قتل شعبا بكامله عندما سرق ثروة هذا الشعب وحولها إلي الخارج لتمويل مشروعاته القذرة.. أم لدعمه للانفصاليين من تشاد ومن السودان.. وحتي أيرلندا.. وأليس سرقة هذه الأموال كان فيها قتل لخيرات ليبيا.. فبدلاً من أن يستخدمها لخدمة هذا الشعب.. استخدمها ضد الآخرين،.. كما أهدر المليارات منها علي مشروعاته المجنونة هنا.. وهناك.
ولا ندري لماذا كل ديكتاتور كان علي صلة مؤكدة بالمخابرات الأمريكية، ومنذ بدايات أي ديكتاتور.
** وها هي لوس انجليس تايمز أشهر صحف أمريكا تتحدث عن أن القذافي أخرج من ليبيا نحو 200 مليار دولار يعني 200 ألف مليون دولار.. يعني بالمصري.. والله لا أعرف كم يساوي هذا المبلغ بالمصري حيث إن الدولار يساوي 6 جنيهات احسبوها أنتم!! فأين ذهبت كل هذه المليارات التي كان يمكن أن توفر لكل ليبي قصرًا وعدة سيارات ومزرعة من زياتين وأعناب.. وأرضا يزرعها بالشطة الحارة التي يعشقها.
ويقول مسئولون ليبيون إن أعضاء من الإدارة الأمريكية اكتشفوا في الربيع الماضي أن النظام الليبي - يعني القذافي - يمتلك حوالي 37 مليار دولار في حسابات واستثمارات في أمريكا.. وقد تم تجميد هذه الأرصدة لمنع مقربين من القذافي من تحويلها إلي مكان آخر.. ويسود الاعتقاد بأن حكومات فرنسا وإيطاليا وبريطانيا وألمانيا صادرت حوالي 30 مليارًا أخري.. بينما قال محققون إن القذافي حول علي الأرجح 30 مليار دولار إلي بلد آخر غير أمريكا من اجمالي 100 مليار دولار.. وذكرت تحقيقات في أمريكا وأوروبا أن القذافي أخرج بطريقة سرية طوال سنوات عشرات المليارات لاستثمارها في بلاد الشرق الأوسط وبلاد جنوب شرق آسيا.
** والآن، وبعد مصرع القذافي ومعظم هؤلاء أولاده الذكور، أصبحت أموال ليبيا بلا صاحب يطالب بها.. وهل لنا نحن شعب مصر أن نتحدث عن «شوية ملايين أو حتي مليارات» تم تهريبها من مصر وهي لا تساوي إلا القليل بعد أن عرفنا حجم المليارات التي هربها القذافي؟!
لسنا - فقط - من نهب حكامه أمواله.. فما جري إنما هو صورة بالكربون لما يجري في دول لا

رقابة فيها علي الثروة.. ولا برلمانات تحاسب أو تحاكم.
** وهكذا يستعيد الغرب معظم ما دفعه ثمنًا لما استورده من بترول العرب.. وللحقيقة نعترف بأنهم تركوا للعرب «شوية فكة» ينفقونها علي الملاهي واليخوت وتملك أغلي الفنادق في أشهر العواصم.. وعلي الملذات ولاس فيجاس وكل مدن القمار في العالم.
وياليت هذا النهب ينتهي بسقوط الطغاة والجبابرة.. بل هو نهب مستمر مرة لاعادة تعمير ما تم تدميره خلال معارك التخلص من الطغاة.. ومرة خلال إعادة تسليح الجيش «الوطني» وإعادة تأهيله لا نعرف لأي دور يلعبه في المستقبل.. سواء ضد شعبه.. أو ضد جيرانه.. أو علي الأعمال التخريبية هنا وهناك.
** المهم أن الطغاة دائما ما يسقطون.. منهم من يخرجون من حفرة ثم حاكموه إلي أن أعدموه مثل صدام حسين.. ومنهم من عثروا عليه في أنبوب للمجاري ثم أهانوه وصفعه شاب علي وجهه مرتين ثم جره من شعره إلي أن أطلق عليه رصاصة الرحمة فمات.. وها هو ملقي علي أرضية ثلاجة للحوم بمركز تجاري في مصراته وبجواره جثمان ابنه المعتصم، بعد أن فقد معظم أولاده.. تمامًا مثل صدام الذي فقد في حياته ولديه قصي وعدي.. ومنهم من يحاكم علي ما ارتكبت يداه ويحاكمون معه نجليه علاء وجمال.. بينما المظاهرات تملأ الميادين.
** وإذا كانت مصر قد نجت حتي الآن مما يعيشه العراق بعد 6 سنوات من سقوط صدام ونظامه.. فإن ليبيا تخشي أن يتكرر فيها ما حدث في العراق من إرهاب ودمار وضياع الهوية.
** وهكذا للأسف مصير الشعوب حتي بعد أن يسقط طغاتها اللهم إلا إذا وعينا الدرس ووقفنا نحمي ما بقي.. ولا أحد يعرف مصير سوريا - الأسد.. ولا مصير اليمن - علي عبدالله صالح.
ولكن هكذا دائما مصير الشعوب التي تسلم قيادها دون أن تحاسب حكامها.