عاجل
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

ماذا.. لو لم يقتلوا السادات؟

حقًا ماذا لو عاش الرئيس أنور السادات.. ولم يقتلوه فى يوم عرسه: 6 أكتوبر 1981.. هل كانت تتغير مصر وأحوال مصر.. وهل كان حسنى مبارك سيظل نائبًا للرئيس.. ثم يصبح رئيسًا لمصر لمدة 30 عامًا أى أكثر من مدتى حكم الرئيسين اللذين سبقاه جمال عبد الناصر وأنور السادات؟ سؤال يتردد كثيرًا بعد أن ظهر فساد نظام الحكم فى السنوات الثلاثين التي تلت مصرع هذا الرجل العظيم.

ولكن هل ندم واحد من الذين خططوا ورسموا عملية هذا الاغتيال؟!
ها هو واحد من مؤسسى الجماعة الاسلامية التي تصادمت مع السادات لسنوات طويلة.. ثم هو أحد الذين اتهموا باغتيال السادات.. اسمه ناجح إبراهيم، الذى قضى فى السجن 25 عامًا داخل السجن عقابًا علي دوره فى اغتيال أنور السادات.
هذا الرجل قال ـ فى حوار له مع جريدة الوفد أمس وسجله الزميل سمير العركى ـ قال لو عاد لى العمر.. لمنعت اغتيال السادات بكل قوة ثم هو يعترف بأن اغتيال السادات كان خطأ كبيرًا؟.. ولا يبرره وقوع السادات فى أخطاء سياسية.
** ولقد وقفت طويلاً أمام هذه الاعترافات الرهيبة، التى نتج عن اغتيال السادات أن تعرضت مصر والمنطقة كلها لتداعيات رهيبة وأقول بكل صراحة إن أولى نتائج هذا الاغتيال هى «اغتيال روح أكتوبر» أى سرقة الروح التي كان يجب ان تنهض بمصر وتفقز بها إلي مصاف الدولة الاقليمية الكبرى.
وأقولها بكل صراحة: ما كانت مؤامرة لاغتيال الرئيس.. بل كانت مخططًا لاغتيال كل مصر.. وقد نجحوا ـ للأسف ـ فى الأمرين: اغتيال الرئيس واغتيال الوطن.. وكأن مصر كتب عليها أن تدفع الثمن دائمًا.. حتى لا تنهض أبدًا.. من هنا أقولها: لماذا لا نعيد محاكمة الذين قتلوا السادات، ليس للتشفى والبحث عن كبش فداء.. ولكن لنكشف عن الذين خططوا المؤامرة الكبرى: قتل الوطن بعد نهب كل ثرواته..
** إذ بعد 30 عاما من مصرع السادات نكتشف أى عملية نهب كبرى تعرضت لها مصر.. فهاهم حفنة من ابنائها يسرقون كل جميل فيها.. بل وكل ما كان جميلاً فيها.. سرقوا الأموال، وهذه مقدور عليها فالثروة تجىء وتروح. ودمروا كل مقومات النجاح التي ولدت مع نصر أكتوبر.. تمامًا كما فعلوا مع محمد علي باشا.. وكما فعلوا مع حفيده الخديو إسماعيل.. وكما فعلوا مع ثورة 19.. ثم ما فعلوه مع جمال عبد الناصر.
ولكن أخطر ما سرقوه فهو العلم المصرى.. فقد كانت فى مصر بدايات نظام تعليمى طيب وطيبة وضع بذرتها محمد علي باشا ثم نهضة التعليم الثانية بعد ثورة 19 التى خلقت صفوة من المتعلمين والمثقفين. وكنا نتوقع نهضة تعليمية كبرى ـ بعد حرب أكتوبر ـ خصوصًا بعد أن كان العلم هو أهم وسائلنا لتحقيق هذا النصر..
** ولسنا هنا فى باب المساءلة وهل اصاب السادات أم أخطأ عندما اختار الفريق طيار محمد حسنى مبارك نائبًا له.. فقد كان السادات يؤمن بأن الرئيس يترفع عن الأمور الصغرى فيتركها للرجل الثانى.. وكان مبارك واحدًا من أبرز قادة القوات المسلحة فى حرب اكتوبر.. وكان اختيار السادات لمبارك نوعًا من التكريم لهذه القوات.. ولكن هل صحيح أن السادات قرر تنحية مبارك عن منصب النائب ثم تراجع عن قراره.. ولكن المؤكد

أن السادات لم يكن سيستمر رئيسًا للجمهورية مدى الحياة حتى بعد هذا التعديل الدستورى الفظيع الذى يسمح للرئيس أن يظل رئيسًا إلي آخر العمر. إذ كان يشعر أنه أدى لمصر ما كان يحلم وكان يتمنى أن يظل رئيسًا لمصر إلى أن يتم تحرير كل سيناء.. كان يتمنى كما رفع علم مصر فوق العريش أن يرفعه فوق آخر بقعة من سيناء.. كان يريد أن يمحو عار رئيس سابق له ترك سيناء محتلة.. ثم يترك مقاعد الحكم.
** وكان مخططه أن يعيد مصر إلي حظيرة الديمقراطية والتعددية الحزبية.. حظيرة الرأى والرأى الآخر رغم قسوة الحقبة الناصرية التي لم يكن فيها إلا التنظيم الواحد من هيئة التحرير إلي الاتحاد القومى إلى الاتحاد الاشتراكى.. ولهذا وبعد شهور قليلة من نصر أكتوبر أخذ السادات ينظر إلي الجبهة الداخلية فأنشأ فكرة المنابر السياسية للوسط.. ولليمين.. ولليسار.. ثم توسع قليلاً فأعاد كلمة الأحزاب إلي الواقع السياسى، عندما انشأ حزب مصر وظهرت باقى الأحزاب: العمل والأحرار والتجمع.. والوفد الجديد.. ثم طور الرجل حزبه، حزب مصر، فأنشأ الحزب الوطنى «الجديد».
وهكذا أخذت مصر تخطو من جديد نحو الديمقراطية ونحو التعددية الحزبية حقيقة ضاق الرجل ببعض الممارسات.. وكان ما كان من تضييق ومن اعتقالات سبتمبر الشهيرة إلي أن وصلنا إلي حادث الاغتيال..
** وكان الرجل من وراء هذه الأعمال لعودة التضييق على العمل الحزبى يريد الجو هادئًا حتي يتمكن من استعادة كل أرض سيناء.. بل وقالها كل رجاله المقربين صراحة.. ولكن البعض تعجل الحياة الديمقراطية كاملة.. ونسوا أنه هو.. هو الرجل الذى ناضل طويلاً فى العمل السياسى وطورد واعتقل وعان الأمرين.. وهو أكثر ضباط يوليو ممارسة للعمل السياسى قبل الثورة. وكانت أحلامه لمصر عظيمة.
** إننى ـ كفرد ـ أرى أن مصر فقدت رجلاً اسمه محمد أنور السادات ولو ظل رئيسًا لمصر ولو لمدة أخرى لتغيرت مصر تمامًا وأصبحت دولة غير الدولة.
ولكن هناك من لم يعجبه الرجل. ولم يعجبه ذلك. فكان ما كان وتم قتل الرجل فى يوم عرسه.. لتدخل البلاد كلها فى قبضة نظام حسنى مبارك.. ويتم نهب كل شىء.