تحذير من انتهاء الوجود المسيحي بالشرق

تساءلت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية في تقرير لها عن مصير المسيحيين في الشرق الأوسط خلال العقد الثاني من القرن الـ21 .

حذرت الصحيفة من انتهاء الوجود المسيحي الذي استمر ألفي عام في الشرق الأوسط بحلول نهاية القرن الحالي.

وقالت الصحيفة في تقرير للباحث بول سالم من معهد "كارنيجي" للشرق الأوسط ": إن المسيحيين في مصر استقبلوا العقد الجديد بانفجار سيارة ملغومة خارج كنيسة "القديسين" بالإسكندرية عقب أسابيع قليلة من تهديدات القاعدة والحركات الإسلامية الراديكالية وهو ما أدى إلى تعقيد الوضع للأقليات المسيحية في الشرق الأوسط.

وأشار الباحث إلى ان المسيحيين كانوا يشكلون 20 ٪ من إجمالي سكان المنطقة في بداية القرن العشرين، لكن لا يوجد سوى 10 إلى 12 مليون نسمة فقط يشكلون 5 ٪ فقط من السكان. معتبرًا ان المسيحيين لعبوا دورًا بارزًا في الحركات والثقافية القومية واليسارية ومعاداة الاستعمار في العقود السابقة ولكن تم استبعادهم من السياسة في السنوات الأخيرة.

وتناول الباحث أوضاع المسيحيين في العراق، مشيرًا إلى ان ما يقرب من نصف مليون مسيحي فروا من البلاد منذ الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003.

وفي السودان، اعتبر الباحث ان الحكومة الشمالية كانت في حالة حرب مع جنوبها المسيحي على مدى عقود وهي الحرب التي قد

تنتهي بالانفصال في الايام المقبلة.

وأضاف أن نسبة المسيحيين انخفضت في الاراضي الفلسطينية من 15 ٪ من السكان العرب في عام 1950 إلى نحو 1 ٪ حاليا بسبب ظروف الاحتلال الإسرائيلي، وصعود حركة "حماس" . كما يبلغ عدد السكان المسيحيين 10 ٪ في سوريا.

واعتبر الباحث ان لبنان هي الدولة العربية الوحيدة ذات الغالبية المسيحية ، مشيرًا إلى ان حماية تواجد المسيحيين في المنطقة لن يكون سهلاً في ظل تعدد المخاطر، ورأى أن الضغوط الدولية ستكون ضرورية في مثل هذا الأمر.

واختتم الباحث تقريره بالتأكيد على أن المسلمين والمسيحيين لديهم الكثير من المسئوليات للحفاظ على الاعتدال والتسامح فى مجتمعات الشرق الأوسط، مما يتطلب مزيداً من العمل الإقليمي والاهتمام الدولي للتأكد من أن القرن الحادى والعشرين لن يكون القرن الأخير للتعايش المشترك بين المسلمين والمسيحيين في الشرق الأوسط.