رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين
رئيس حزب الوفد
د.عبد السند يمامة
رئيس مجلس الإدارة
د.أيمن محسب
رئيس التحرير
د. وجدى زين الدين

يديعوت: إسرائيل منقسمة حول عودة السفير

"هل لابد أن يعود السفير لمصر مرة ثانية؟" تساؤل طرحته صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها مصر الجديدة، وموجة الكراهية التي يكنها الشعب المصري للنظام القديم

وإسرائيل وأمريكا، خاصة في ظل ضعف القبضة الأمنية وعجز السلطات عن توفير الحماية للبعثات الدبلوماسية وهو ما ظهر في اقتحام سفارة إسرائيل.
وفي عددها الصادر اليوم الثلاثاء سعت الصحيفة للإجابة عن هذا التساؤل من خلال عرض وجهتين مختلفتين للكاتبين ياكير ايلكرايف، وموشى رونين، حيث أبدى الأول تحمسه لعودة السفير إلى القاهرة رغم المخاطر المحدقة وموجة الكراهية والعداء والشائعات الخاطئة التي تروج ضد إسرائيل، لأن عودته مهمة جدا في توطيد علاقات السلام مع مصر.
وقال "ايلكرايف" مصر بعد الثورة تبدو أمة يطغى عليها الكراهية، كراهية للنظام القديم، وأمريكا، ولمبارك وأبنائه، ولإسرائيل، وتساءل كيف يمكن للمرء محاربة كل هذه الكراهية؟ إلا أنه أجاب أن هناك فرصة للتغيير وإقناع المصريين بأن إسرائيل ليست دولة يهودية مرتبطة مباشرة بالشيطان، وأن اليهود ليس لديهم النية لتسميم نهر النيل، وأن اليهود لا يسعون لأيذاء الشباب المصري؟.
ورغم أن الكاتب اعترف بأن فرص إحداث تغيير في الرأي العام بمصر ضئيلة، إلا أنه أكد على ضرورة إعادة السفير إلى القاهرة في أقرب وقت ممكن، لأن عدم إرساله يعتبر استسلاما للظروف الصعبة ومكافأة لجميع الحاقدين على كلا الجانبين.
وأوضح الكاتب أن معاهدة السلام مع مصر مهمة لإسرائيل، وطالب تل أبيب بفعل كل شيء للحفاظ عليها، لأن أي إخلال في هذه المعاهدة معناه ميزانية إضافية للمؤسسة الدفاعية وهذا من شأنه أن يجعل الحياة في إسرائيل أكثر صعوبة بالنسبة لمعظم الناس.
وعلى الجانب الآخر رفض الكاتب موشى رونين فكرة عودة السفير لمصر، وقال إن قواعد العلاقات الدبلوماسية  ترتكز على السفراء والقناصل، وتقديم وثائق التفويض وعزف النشيدين، وهذه اللفتات الرمزية تحمل الكثير، فالسفير يمثل بلده في دولة صديقة وينقل رسائل من وإلى حكومته، إلا أن ما حدث مؤخر في مصر لا يبشر بالخير.
وأضاف أنه بعد اقتحام السفارة، وتطور وسائل الاتصال لم يعد هناك ضرورة لإرسال سفيرنا إلى مصر،

واقترح أن يرسل السفير إلى دول مجاورة لمصر وتكون صديقة لإسرائيل، وعندها يمكن للسفير أن ينجز مهامه في مصر من بلد أخرى، أو أن يرسل مبعوثين يغادرون في الصباح لعقد اجتماعات في بلد مجاور، والعودة إلى دولتهم في نهاية يوم العمل.
وأضاف في كثير من الدول لدينا مبعوثا وهو غير مقيم؛ وقد قدم أوراق اعتماده لكنه لا يقيم في تلك الدولة لأسباب اقتصادية، وهذا لا يعني أن مصر هي من هذا النوع من الدول، وإن علاقاتنا مع مصر مهمة حقا، ولكن يجب علينا أن إجراء تحليل للتكاليف والمنافع، فإذا كانت السفارة في القاهرة تخدم بوصفها مجرد خرقة حمراء في وجه الجماهير تثير أعمال الشغب، ويعزز وجودها التوترات بين الدول، فماذا سنكسب؟
وتساءل هل إزالة العلم الإسرائيلي مرارا وتكرارا، يعزز وطنيتنا؟ وإذا كنا مضطرون لإرسال أربعة حراس أمن لكل دبلوماسي، وفي نهاية المطاف نفشل في ضمان سلامتهم فكيف يمكن أن يسهم ذلك في إقامة علاقات سلمية بين الشعوب؟
هناك أوقات يكون أفضل الحفاظ على الرأس لأسفل حتى تمر الموجة العاتية، وينبغي منح الحكام الحاليين في مصر إمكانية الحفاظ على علاقات سرية، حتى لا تستفز الجماهير، وبمجرد أن يستقر الوضع في مصر يمكننا مرة أخرى افتتاح مبنى السفارة، وفي الوقت الحالي يمكن لسفيرنا عقد الاجتماعات المهمة والاحتفالات الرسمية في بلد مجاورة لمصر ثم العودة للوطن.